حديث: فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قتل النفس بغير حق من أكبر الكبائر

عن ابن عباس، أن رسول الله ﷺ خطب الناس يوم النحر، فذكر الحديث وفي آخره: قال ابن عباس ﵄: فوالذي نفسي بيده، إنها لوصيته إلى أمته: «فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».

صحيح: رواه البخاري (١٧٣٩) عن علي بن عبد الله (هو ابن المديني) حدثني يحيى بن سعيد (هو القطان) حدثنا فضيل بن غزوان، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، أن رسول الله ﷺ خطب الناس يوم النحر، فذكر الحديث وفي آخره: قال ابن عباس ﵄: فوالذي نفسي بيده، إنها لوصيته إلى أمته: «فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأسأل الله التوفيق والسداد.

الحديث بلفظه كاملًا (كما ورد في الصحيحين):


عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ خطب الناس يوم النحر، فقال: «يا أيها الناس، أي يوم هذا؟» قالوا: يوم حرام. قال: «أي بلد هذا؟» قالوا: بلد حرام. قال: «أي شهر هذا؟» قالوا: شهر حرام. قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا». فقال: «ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه». ثم قال ابن عباس: فوالذي نفسي بيده، إنها لوصيته إلى أمته: «فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض».


1. شرح المفردات:


● يوم النحر: هو يوم عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة).
● خطب الناس: أي ألقى عليهم خطبة.
● حرام: مُحَرَّم ومعظَّم، لا يجوز انتهاكه.
● دماءكم: أي لا يحل لأحد أن يسفك دم غيره بغير حق.
● أموالكم: أي لا يحل لأحد أن يأخذ مال غيره بغير حق.
● أعراضكم: أي لا يحل لأحد أن يعتدي على شرف أو كرامة غيره.
● الشاهد: الحاضر الذي سمع الخطبة.
● الغائب: من لم يحضر الخطبة.
● كفارًا: أي على طريقة الكفر من العداوة والبغضاء والقتال.
● يضرب بعضكم رقاب بعض: أي يقتل بعضكم بعضًا.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يُعد من جوامع كلم النبي ﷺ، وقد ألقاه في حجة الوداع يوم النحر (أي يوم العيد) في مِنى، وهو يؤكد على حرمة الدماء والأموال والأعراض، ويُعَظِّم هذه الحرمة بتشبيهها بحرمة الزمان (اليوم والشهر) والمكان (البلد الحرام).
ثم يأمر النبي ﷺ الحاضرين أن يبلغوا الغائبين، لأن البلاغ هو وسيلة حفظ الشريعة ونقلها إلى الأجيال القادمة.
وقول ابن عباس رضي الله عنهما: "فوالذي نفسي بيده، إنها لوصيته إلى أمته" يؤكد على عظم هذه الكلمات وأنها بمثابة الوصية الأخيرة للنبي ﷺ لأمته، يحذرهم فيها من الفتنة والاقتتال بعد وفاته.
وقوله: "لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض" تحذير صريح من الوقوع في الفتنة والاقتتال الداخلي، الذي قد يؤدي إلى التكفير والعداوة والبغضاء، وهي من صفات الكفر.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حرمة الدماء والأموال والأعراض: فهي من الكبائر التي حذر منها الإسلام أشد التحذير.
2- مسؤولية البلاغ: فمن سمع علماً يجب أن يبلغه، وهذا من أسباب حفظ الدين.
3- التحذير من الفتنة: فالاقتتال بين المسلمين من أعظم الكوارث التي تُضعف الأمة وتفرق كلمتها.
4- الوصية النبوية: فهذه الكلمات هي وصية النبي ﷺ لأمته، فيجب أن تُحفظ وتُطبق.
5- التأكيد على وحدة الأمة: فالتفرق والاقتتال يؤدي إلى الهلاك، والتماسك يؤدي إلى القوة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- كان هذا الخطاب في حجة الوداع، التي كانت آخر حجة للنبي ﷺ، فكأنها وصيته الأخيرة.
- قوله ﷺ: "كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا" فيه تشبيه للمحرمات (الدماء والأموال والأعراض) بحرمة الزمان والمكان، مما يزيدها تعظيمًا.
- قال العلماء: هذا الحديث أصل عظيم في تحريم الاعتداء على المسلمين، وهو من قواعد الإسلام الكبرى.

أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظ بلاد المسلمين من الفتنة والاقتتال، وأن يجمع كلمتهم على الحق والتقوى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري (١٧٣٩) عن علي بن عبد الله (هو ابن المديني) حدثني يحيى بن سعيد (هو القطان) حدثنا فضيل بن غزوان، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 36 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

  • 📜 حديث: فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب