حديث: حم لا ينصرون
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الشعار في الجهاد
وفي لفظ: «إنْ بيتكم العدو».
صحيح: رواه أبو داود (٢٥٩٧)، والترمذي (١٦٨٢)، والحاكم (٢/ ١٠٧)، والبيهقي (٦/ ٣٦٢ - ٣٦١) من طرق عن سفيان (وهو الثوري)، عن أبي إسحاق، عن المهلب بن أبي صفرة
فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحديث:
عن المهلب بن أبي صفرة قال: أخبرني من سمع النبي ﷺ يقول: «إِنْ بُيِّتُّمْ فَلْيَكُنْ شِعَارَكُمْ: حَمْ لَا يُنْصَرُونَ». وفي لفظ: «إِنْ بَيَّتْكُمُ الْعَدُوُّ».
1. شرح المفردات:
● بُيِّتُّم: أي هاجمكم العدو ليلاً وأنتم نائمون في بيوتكم أو معسكراتكم.
● شِعَارَكُمْ: كلمة سر أو علامة يتعارف عليها المسلمون في المعارك لتمييز بعضهم عن العدو، خاصة في الظلام أو الاضطراب.
● حَمْ: حرفان من الحروف المقطعة في أوائل السور (مثل سورة غافر التي تبدأ بـ "حم")، وهنا يُقصد بها تذكير المسلمين بالله والتوكل عليه.
● لَا يُنْصَرُونَ: أي أن العدو لا ينصره الله، بل الخيرة للمؤمنين.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يوجه النبي ﷺ المسلمين إلى اتخاذ كلمة "حم لا ينصرون" شعاراً لهم إذا تعرضوا لهجوم ليلي مفاجئ من العدو. والغرض من هذا الشعار:
● تمييز المسلم من العدو: في ظلمة الليل والقتال المشتبك، يُخشى أن يقتل المسلم أخاه عن طريق الخطأ، فكان الشعار وسيلة للتعارف.
● التذكير بالله والتوكل عليه: "حم" إشارة إلى القرآن والقوة الإلهية، وتذكير المسلمين بأن النصر من الله وحده، وأن العدو لا ناصر له إلا إذا شاء الله.
● رفع المعنويات: في لحظة الذعر والهجوم المفاجئ، يبعث هذا الشعار الطمأنينة في قلوب المؤمنين ويوحّد صفوفهم.
واللفظ الآخر («إِنْ بَيَّتْكُمُ الْعَدُوُّ») يؤكد أن هذا الشعار يُستخدم خاصة عندما يهاجم العدو المسلمين ليلاً.
3. الدروس المستفادة:
1- الحكمة في القتال: الإسلام يحرص على تقليل الخسائر البشرية حتى في الحرب، ومن ذلك اتخاذ الشعارات لتمييز الأصدقاء من الأعداء.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ لم يقل "ادعوا فقط"، بل وجه إلى عمل مادي (الشعار) مع تذكير روحي (حم) يجمع بين الدنيوي والأخروي.
3- الوحدة والتآلف: الشعار يوحد كلمة المسلمين ويقوي رابطتهم في أصعب المواقف.
4- الاستعداد للطوارئ: الإسلام يعلّم أتباعه أن يكونوا مستعدين لأي حدث مفاجئ، خاصة في الحرب.
4. معلومات إضافية:
- رواه الإمام أحمد في "المسند" (3/413) وقال المحققون: إسناده صحيح.
- استدل به الفقهاء على مشروعية اتخاذ الشعار في الحرب، بل ذهب بعضهم إلى استحبابه حتى في غير الحرب للتعارف عند الاضطراب.
- "حم" من الحروف المقطعة التي لها تأثير روحي في تقوية القلب، كما في قراءة القرآن.
- هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، حيث جمع بين التوجيه العسكري والتذكير الإيماني في عبارة موجزة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من المتحابين في جلاله، والمستنين بسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
فذكره.
وهذا إسناد صحيح، وقد سمع الثوري من أبي إسحاق السبيعي قبل الاختلاط، وأبو إسحاق صرح بالسماع من المهلب كما عند عبد الرزاق (٩٤٦٧).
واختلف في إسناده، قال الترمذي عقب رواية الثوري: «وهكذا روى بعضهم عن أبي إسحاق مثل رواية الثوري، وروي عنه، عن المهلب بن أبي صفرة، عن النبي ﷺ مرسلا». اهـ
والمحفوظ رواية الثوري كما جزم ابن حجر في إتحاف المهرة (١٦/ ٢/ ٦٦٧).
ولا يضر كون الصحابي مبهما.
وقال الحاكم بعد ما رواه من طريق الثوري وزهير عن أبي إسحاق: «هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين إلا أن فيه إرسالا، فإذا الرجل الذي لم يسمه المهلب بن أبي صفرة البراء بن عازب». ثم ساق بعض الأسانيد الأخرى.
قال الأعظمي: كذا قال، والمهلب بن أبي صفرة لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 210 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 185 هم منهم ولا حمى إلا لله ولرسوله
- 186 إن وجدتموهما فاقتلوهما
- 187 لا تعذبوا بعذاب الله
- 188 لا تحرقوه بالنار فإنما يعذب بالنار رب النار
- 189 حرّق رسول الله ﷺ نخل بني النضير وقطع
- 190 من قال إن عامرًا حبط عمله فقد كذب
- 191 إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
- 192 لن أستعين بمشرك
- 193 لا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك
- 194 الرجل يغزو فيشتري ويبيع ويتجر في غزوته
- 195 إعقاب الغزاة بعضا بعضا
- 196 لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما
- 197 من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق
- 198 اللهم! ثبته، واجعله هاديا مهديا
- 199 تلقينا رسول الله ﷺ فحملنا وتركك
- 200 تلقينا رسول الله ﷺ مع الصبيان إلى ثنية الوداع
- 201 صحبت طلحة بن عبيد الله وسعدًا والمقداد وعبد الرحمن بن...
- 202 لا تسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو
- 203 لأعطين الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله
- 204 ها هنا أمرك النبي أن تركز الراية
- 205 أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب
- 206 صاحب لواء رسول الله أراد الحج فرجل
- 207 بعث عمرو بن العاص وجهاً
- 208 راية رسول الله ﷺ سوداء ولواؤه أبيض
- 209 كانت راية رسول الله ﷺ سوداء مربعة من نمرة
- 210 حم لا ينصرون
- 211 قتلت بيدي سبعة من المشركين ليلة بيتنا هوازن
- 212 أمِتْ أمتْ كان شعارنا مع خالد بن الوليد
- 213 اشترى رسول الله طعاما ورهن درعا من حديد
- 214 ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله
- 215 سمعت النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 216 عارية مضمونة حتى نؤديها عليك
- 217 جرح وجه النبي ﷺ يوم أحد وكسرت رباعيته
- 218 قتلوه متعلق بأستار الكعبة
- 219 كان أبو طلحة يتترس مع النبي ﷺ بتُرسٍ واحدٍ
- 220 عليكم بهذه وأشباهها ورماح القنا
- 221 قبيعة سيف النبي ﷺ من الفضة
- 222 ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة
- 223 خير الصحابة أربعة وخير السرايا أربعمائة
- 224 من ليس له مال ولا عشيرة فليضم إليه الرجلين أو...
- 225 للجاعل أجره وأجر الغازي
- 226 ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا...
- 227 الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
- 228 الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم
- 229 البركة في نواصي الخيل
- 230 الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة
- 231 عليك بالخيل فإن الخيل معقود في نواصيها الخير
- 232 الخيل في نواصيها الخير معقود أبدًا إلى يوم القيامة
- 233 الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون...
- 234 الخيل معقود في نواصيها الخير
معلومات عن حديث: حم لا ينصرون
📜 حديث: حم لا ينصرون
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: حم لا ينصرون
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: حم لا ينصرون
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: حم لا ينصرون
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








