حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
أخذ الجعائل على الغزو
حسن: رواه أبو داود (٢٥٢٧)، والحاكم (٢/ ١١٢)، وعنه البيهقي (٦/ ٣٣١) من طريق أحمد
ابن صالح، حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عاصم بن حكيم، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، أن يعلى بن منية قال فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النفيس، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث بصيغته الأصلية:
عن يعلى بن منية قال: أذّن رسول الله ﷺ بالغزو، وأنا شيخ كبير ليس لي خادم، فالتمست أجيرًا يكفيني وأجري له سهمه، فوجدت رجلا، فلما دنا الرحيل أتاني فقال: ما أدري ما السهمان؟ وما يبلغ سهمي؟ فسمِّ لي شيئا - كان السهم أو لم يكن -. فسميتُ له ثلاثة دنانير، فلما حضرت غنيمته أردت أن أجري له سهمه، فذكرت الدنانير فجئت النبي ﷺ فذكرت له أمره فقال: «ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمّي».
1. شرح المفردات:
● أذّن: أعلن ونادى.
● بالغزو: بالخروج للقتال في سبيل الله.
● شيخ كبير: رجل طاعن في السن.
● التمست أجيرًا: طلبتُ وابتغيتُ عاملاً.
● يكفيني: يقوم بخدمتي ويقوم بأموري.
● أجري له سهمه: أعطيه نصيبه من الغنيمة.
● دنا الرحيل: اقترب وقت السفر والرحيل.
● السهمان: جمع سهم، وهو النصيب من الغنيمة.
● سمِّ لي شيئا: عيّن لي أجرًا معلوماً ومحدداً.
● دنانير: عملة ذهبية كانت متداولة.
● حضرت غنيمته: حصلت الغنيمة وتوزيعها.
2. شرح الحديث:
يحكي الصحابي الجليل يعلى بن منية - رضي الله عنه - أنه عندما أعلن رسول الله ﷺ عن غزوة من الغزوات، وكان يعلى شيخًا كبيرًا في السن ولا يستطيع الخدمة بنفسه، فطلب أجيرًا (عاملًا) ليقوم على خدمته أثناء الغزو، على أن يعطيه الأجير نصيبه من الغنيمة (السهم) بدلاً من الأجرة.
فوجد رجلاً قبل بهذا الشرط، ولكن عندما اقترب وقت الرحيل، جاء هذا الرجل إلى يعلى وقال له: إني لا أعرف مقدار السهم ولا كم سيكون نصيبي من الغنيمة، فاطلب منك أن تحدد لي أجراً معلوماً سواء حصلت غنيمة أم لم تحصل. فاتفقا على ثلاثة دنانير كأجرة محددة بدلاً من نسبة غير معروفة من الغنيمة.
وبعد انتهاء الغزوة وحصول الغنيمة، أراد يعلى أن يعطي الرجل نصيبه من الغنيمة كما كان الاتفاق الأول، لكنه تذكر اتفاق الدنانير، فشك في الأمر، فأتى إلى النبي ﷺ وسأله عن الحكم.
فأجابه النبي ﷺ بأن هذا الرجل لا حق له في الغنيمة لا في الدنيا ولا في الآخرة، لأنه اشترط أجراً معلوماً (الدنانير) بدلاً من المشاركة في الغنيمة، فله ما اشترط فقط.
3. الدروس المستفادة منه:
● وجوب الوفاء بالشروط والعقود: الإسلام يحث على الوفاء بالعهود والمواثيق، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}.
● بيان حكم من اشترط أجراً معلوماً في الغزو: من اشترط أجراً معلوماً في الغزو فلا نصيب له في الغنيمة، لأنه أصبح بأجرة وليس غازياً لله.
● فضل الغزو بلا شرط: الأجر الكامل والغنيمة لمن غزا مخلصاً لله دون اشتراط عوض دنيوي.
● استحباب مشورة العلماء في الأمور المشكلة: كما فعل يعلى عندما استشار النبي ﷺ في هذه المسألة.
● مراعاة أحوال كبار السن: حيث رخص الشرع للشيخ الكبير أن يستأجر من يخدمه في الغزو.
● التنبيه على أن نية العامل تؤثر في حكم عمله: فالعمل نفسه قد يكون جهاداً أو قد يكون عملاً دنيوياً بحتاً حسب نية صاحبه.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه.
- يستدل به الفقهاء على أن من شرط في الغزو أجراً معلوماً فلا غنيمة له، لأنه أشبه بالأجير.
- الغنيمة خاصة بمن غزا بنية الجهاد في سبيل الله، لا بنية الأجرة.
- الحديث يدل على أن من ترك الغنيمة رغبة في الأجر الأخروي فإن الله يعوضه خيراً في الآخرة.
- فيه دليل على جواز الاستئجار في الغزو لمن يعجز عن خدمة نفسه، كالكبير والمريض.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ابن صالح، حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عاصم بن حكيم، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، أن يعلى بن منية قال فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرطهما».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل عاصم بن حكيم فإنه حسن الحديث، ولم يخرج له الشيخان أو أحدهما، إنما أخرج له أبو داود، والبخاري في الأدب المفرد.
وللحديث طرق أخرى إلا أني ما ذكرته هو أصحها.
وأما ما روي عن أبي أيوب أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «ستفتح عليكم الأمصار وستكون جنود مجندة، تقطع عليكم فيها بعوث، فيكره الرجل منكم البعث فيها فيتخلص من قومه، ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم يقول: من أكفيه بعث كذا؟ !، من أكفيه بعث كذا؟ !، ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه». فلا يصح. رواه أبو داود (٢٥٢٥)، وأحمد (٢٣٥٠٠)، والبيهقي (٩/ ٢٧) من طرق عن محمد بن حرب، عن أبي سلمة سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر الطائي، عن ابن أخي أبي أيوب الأنصاري، عن أبي أيوب .. فذكره.
وفي إسناده ابن أخي أبي أيوب الأنصاري، وهو أبو سورة ضعيف، بل قال البخاري: منكر الحديث يروي عن أبي أيوب مناكير، لا يتابع عليها وقال أيضا: «لا يُعرف له سماع من أبي أيوب».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 226 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 201 صحبت طلحة بن عبيد الله وسعدًا والمقداد وعبد الرحمن بن...
- 202 لا تسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو
- 203 لأعطين الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله
- 204 ها هنا أمرك النبي أن تركز الراية
- 205 أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب
- 206 صاحب لواء رسول الله أراد الحج فرجل
- 207 بعث عمرو بن العاص وجهاً
- 208 راية رسول الله ﷺ سوداء ولواؤه أبيض
- 209 كانت راية رسول الله ﷺ سوداء مربعة من نمرة
- 210 حم لا ينصرون
- 211 قتلت بيدي سبعة من المشركين ليلة بيتنا هوازن
- 212 أمِتْ أمتْ كان شعارنا مع خالد بن الوليد
- 213 اشترى رسول الله طعاما ورهن درعا من حديد
- 214 ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله
- 215 سمعت النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 216 عارية مضمونة حتى نؤديها عليك
- 217 جرح وجه النبي ﷺ يوم أحد وكسرت رباعيته
- 218 قتلوه متعلق بأستار الكعبة
- 219 كان أبو طلحة يتترس مع النبي ﷺ بتُرسٍ واحدٍ
- 220 عليكم بهذه وأشباهها ورماح القنا
- 221 قبيعة سيف النبي ﷺ من الفضة
- 222 ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة
- 223 خير الصحابة أربعة وخير السرايا أربعمائة
- 224 من ليس له مال ولا عشيرة فليضم إليه الرجلين أو...
- 225 للجاعل أجره وأجر الغازي
- 226 ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا...
- 227 الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
- 228 الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم
- 229 البركة في نواصي الخيل
- 230 الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة
- 231 عليك بالخيل فإن الخيل معقود في نواصيها الخير
- 232 الخيل في نواصيها الخير معقود أبدًا إلى يوم القيامة
- 233 الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون...
- 234 الخيل معقود في نواصيها الخير
- 235 رجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها
- 236 فضل احتباس الفرس في سبيل الله
- 237 من ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلّفه كتب له بكل حبة...
- 238 الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله
- 239 الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة
- 240 كذبوا الآن الآن جاء القتال
- 241 من أطرق فعقب له الفرس كان له كأجر سبعين فرسا
- 242 يُمنُ الخيل في الشقر
- 243 خير الخيل الأدهم الأقرح المحجل الأرثم طلق اليد اليمنى
- 244 رسول الله يكره الشكال من الخيل
- 245 لا تقصوا نواصي الخيل ولا تجزوا أعرافها ولا تقصوا أذنابها
- 246 الأنثى من الخيل تسمى فرسا
- 247 سابق رسول الله ﷺ بين الخيل التي قد أضمرت
- 248 أكان رسول الله يراهن على الخيل؟
- 249 لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر
- 250 يضمِّر الخيل ويسابق بها
معلومات عن حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي
📜 حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








