حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

أخذ الجعائل على الغزو

عن يعلى بن منية قال: أذّن رسول الله ﷺ بالغزو، وأنا شيخ كبير ليس لي خادم، فالتمست أجيرًا يكفيني وأجري له سهمه، فوجدت رجلا، فلما دنا الرحيل أتاني فقال: ما أدري ما السهمان؟ وما يبلغ سهمي؟ فسمِّ لي شيئا - كان السهم أو لم يكن -. فسميتُ له ثلاثة دنانير، فلما حضرت غنيمته أردت أن أجري له سهمه، فذكرت الدنانير فجئت النبي ﷺ فذكرت له أمره فقال: «ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمّي».

حسن: رواه أبو داود (٢٥٢٧)، والحاكم (٢/ ١١٢)، وعنه البيهقي (٦/ ٣٣١) من طريق أحمد
ابن صالح، حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عاصم بن حكيم، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، أن يعلى بن منية قال فذكره.

عن يعلى بن منية قال: أذّن رسول الله ﷺ بالغزو، وأنا شيخ كبير ليس لي خادم، فالتمست أجيرًا يكفيني وأجري له سهمه، فوجدت رجلا، فلما دنا الرحيل أتاني فقال: ما أدري ما السهمان؟ وما يبلغ سهمي؟ فسمِّ لي شيئا - كان السهم أو لم يكن -. فسميتُ له ثلاثة دنانير، فلما حضرت غنيمته أردت أن أجري له سهمه، فذكرت الدنانير فجئت النبي ﷺ فذكرت له أمره فقال: «ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمّي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النفيس، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بصيغته الأصلية:


عن يعلى بن منية قال: أذّن رسول الله ﷺ بالغزو، وأنا شيخ كبير ليس لي خادم، فالتمست أجيرًا يكفيني وأجري له سهمه، فوجدت رجلا، فلما دنا الرحيل أتاني فقال: ما أدري ما السهمان؟ وما يبلغ سهمي؟ فسمِّ لي شيئا - كان السهم أو لم يكن -. فسميتُ له ثلاثة دنانير، فلما حضرت غنيمته أردت أن أجري له سهمه، فذكرت الدنانير فجئت النبي ﷺ فذكرت له أمره فقال: «ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمّي».

1. شرح المفردات:


● أذّن: أعلن ونادى.
● بالغزو: بالخروج للقتال في سبيل الله.
● شيخ كبير: رجل طاعن في السن.
● التمست أجيرًا: طلبتُ وابتغيتُ عاملاً.
● يكفيني: يقوم بخدمتي ويقوم بأموري.
● أجري له سهمه: أعطيه نصيبه من الغنيمة.
● دنا الرحيل: اقترب وقت السفر والرحيل.
● السهمان: جمع سهم، وهو النصيب من الغنيمة.
● سمِّ لي شيئا: عيّن لي أجرًا معلوماً ومحدداً.
● دنانير: عملة ذهبية كانت متداولة.
● حضرت غنيمته: حصلت الغنيمة وتوزيعها.

2. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل يعلى بن منية - رضي الله عنه - أنه عندما أعلن رسول الله ﷺ عن غزوة من الغزوات، وكان يعلى شيخًا كبيرًا في السن ولا يستطيع الخدمة بنفسه، فطلب أجيرًا (عاملًا) ليقوم على خدمته أثناء الغزو، على أن يعطيه الأجير نصيبه من الغنيمة (السهم) بدلاً من الأجرة.
فوجد رجلاً قبل بهذا الشرط، ولكن عندما اقترب وقت الرحيل، جاء هذا الرجل إلى يعلى وقال له: إني لا أعرف مقدار السهم ولا كم سيكون نصيبي من الغنيمة، فاطلب منك أن تحدد لي أجراً معلوماً سواء حصلت غنيمة أم لم تحصل. فاتفقا على ثلاثة دنانير كأجرة محددة بدلاً من نسبة غير معروفة من الغنيمة.
وبعد انتهاء الغزوة وحصول الغنيمة، أراد يعلى أن يعطي الرجل نصيبه من الغنيمة كما كان الاتفاق الأول، لكنه تذكر اتفاق الدنانير، فشك في الأمر، فأتى إلى النبي ﷺ وسأله عن الحكم.
فأجابه النبي ﷺ بأن هذا الرجل لا حق له في الغنيمة لا في الدنيا ولا في الآخرة، لأنه اشترط أجراً معلوماً (الدنانير) بدلاً من المشاركة في الغنيمة، فله ما اشترط فقط.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب الوفاء بالشروط والعقود: الإسلام يحث على الوفاء بالعهود والمواثيق، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}.
● بيان حكم من اشترط أجراً معلوماً في الغزو: من اشترط أجراً معلوماً في الغزو فلا نصيب له في الغنيمة، لأنه أصبح بأجرة وليس غازياً لله.
● فضل الغزو بلا شرط: الأجر الكامل والغنيمة لمن غزا مخلصاً لله دون اشتراط عوض دنيوي.
● استحباب مشورة العلماء في الأمور المشكلة: كما فعل يعلى عندما استشار النبي ﷺ في هذه المسألة.
● مراعاة أحوال كبار السن: حيث رخص الشرع للشيخ الكبير أن يستأجر من يخدمه في الغزو.
● التنبيه على أن نية العامل تؤثر في حكم عمله: فالعمل نفسه قد يكون جهاداً أو قد يكون عملاً دنيوياً بحتاً حسب نية صاحبه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه.
- يستدل به الفقهاء على أن من شرط في الغزو أجراً معلوماً فلا غنيمة له، لأنه أشبه بالأجير.
- الغنيمة خاصة بمن غزا بنية الجهاد في سبيل الله، لا بنية الأجرة.
- الحديث يدل على أن من ترك الغنيمة رغبة في الأجر الأخروي فإن الله يعوضه خيراً في الآخرة.
- فيه دليل على جواز الاستئجار في الغزو لمن يعجز عن خدمة نفسه، كالكبير والمريض.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٥٢٧)، والحاكم (٢/ ١١٢)، وعنه البيهقي (٦/ ٣٣١) من طريق أحمد
ابن صالح، حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عاصم بن حكيم، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، أن يعلى بن منية قال فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرطهما».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل عاصم بن حكيم فإنه حسن الحديث، ولم يخرج له الشيخان أو أحدهما، إنما أخرج له أبو داود، والبخاري في الأدب المفرد.
وللحديث طرق أخرى إلا أني ما ذكرته هو أصحها.
وأما ما روي عن أبي أيوب أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «ستفتح عليكم الأمصار وستكون جنود مجندة، تقطع عليكم فيها بعوث، فيكره الرجل منكم البعث فيها فيتخلص من قومه، ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم يقول: من أكفيه بعث كذا؟ !، من أكفيه بعث كذا؟ !، ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه». فلا يصح. رواه أبو داود (٢٥٢٥)، وأحمد (٢٣٥٠٠)، والبيهقي (٩/ ٢٧) من طرق عن محمد بن حرب، عن أبي سلمة سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر الطائي، عن ابن أخي أبي أيوب الأنصاري، عن أبي أيوب .. فذكره.
وفي إسناده ابن أخي أبي أيوب الأنصاري، وهو أبو سورة ضعيف، بل قال البخاري: منكر الحديث يروي عن أبي أيوب مناكير، لا يتابع عليها وقال أيضا: «لا يُعرف له سماع من أبي أيوب».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 226 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي

  • 📜 حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب