حديث: جرح وجه النبي ﷺ يوم أحد وكسرت رباعيته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اتخاذ البيضة والمغفر على الرأس في الحرب

عن سهل بن سعد أنه سئل عن جرح النبي ﷺ يوم أحد، فقال: جرح وجه النبي ﷺ، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة تغسل الدم، وعليٌّ يمسك، فلما رأت أن الدم لا يزيد إلا كثرةً، أخذت حصيرًا فأحرقته، حتى صار رمادا، ثم ألزقته فاستمسك الدم.

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩١١)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٩٠: ١٠١) كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، أنه سمع سهل بن سعد.

عن سهل بن سعد أنه سئل عن جرح النبي ﷺ يوم أحد، فقال: جرح وجه النبي ﷺ، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة تغسل الدم، وعليٌّ يمسك، فلما رأت أن الدم لا يزيد إلا كثرةً، أخذت حصيرًا فأحرقته، حتى صار رمادا، ثم ألزقته فاستمسك الدم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث الشريف الذي يروي جانبًا من تضحيات النبي ﷺ وأهل بيته في غزوة أحد، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن سهل بن سعد أنه سئل عن جرح النبي ﷺ يوم أحد، فقال: "جرح وجه النبي ﷺ، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة تغسل الدم، وعليٌّ يمسك، فلما رأت أن الدم لا يزيد إلا كثرةً، أخذت حصيرًا فأحرقته، حتى صار رمادًا، ثم ألزقته فاستمسك الدم."

1. شرح المفردات:


● جرح وجه النبي ﷺ: أي أصيب بجرح في وجهه الشريف.
● رباعيته: هي السن التي تلي الثنية (الأنياب)، وكانت من مقدمة فمه الشريف.
● هشمت البيضة: "البيضة" هنا هي الخوذة أو المغفر الذي يلبس على الرأس للحماية. و"هشمت" أي كسرت وتحطمت.
● يُمسك: أي كان علي بن أبي طالب يمسك بالإناء الذي فيه الماء أو يساعد في تثبيت النبي ﷺ.
● حصيرًا: سُفُطٌ أو قطعة منسوجة من سعف النخل.
● ألزقته: وضعته على الجرح وضغطته عليه.

2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد المؤثر لما تعرض له النبي ﷺ من إصابات بالغة في غزوة أحد، عندما انكشف المسلمون لحظة ترك الرماة مواقعهم، فانقض المشركون على النبي ﷺ وأصابوه بجروح شديدة.
● جرح وجهه وكسر رباعيته: وهذا يدل على شدة ما لقيه النبي ﷺ في سبيل الله، حيث تعرض للضرب والجرح حتى كسرت سنه الشريفة وجرح وجهه.
● هشمت البيضة على رأسه: الضرب كان شديدًا لدرجة أن الخوذة تحطمت على رأسه الشريف.
● فاطمة تغسل الدم وعلي يمسك: هنا تظهر مشاركة أهل بيت النبي ﷺ في تخفيف الألم عنه، حيث كانت ابنته فاطمة الزهراء تغسل الدم عن وجهه، وكان علي بن أبي طالب يساعدها بإمساك الإناء أو بتثبيت النبي ﷺ.
● أخذت حصيرًا فأحرقته حتى صار رمادًا ثم ألزقته فاستمسك الدم: عندما لم ينقطع النزيف بالطرق العادية، لجأت فاطمة إلى وسيلة بدائية لوقف النزيف، وهي حرق الحصير واستخدام رماده كضمادة لوقف الدم، وهي طريقة معروفة في الطب القديم حيث كان الرماد يستخدم كموقف للنزيف.

3. الدروس المستفادة:


● صبر النبي ﷺ على الأذى: الحديث يظهر مدى صبر النبي ﷺ على الأذى والجراح في سبيل دعوته إلى الله.
● مكانة أهل البيت: يُظهر الحديث مدى حب فاطمة وعلي رضي الله عنهما للنبي ﷺ وحرصهما على مساعدته وتخفيف الألم عنه.
● التضحية في سبيل الله: الغزوة وتفاصيلها تذكرنا بأن طريق الدعوة إلى الله قد يكون مليئًا بالتحديات والأذى، ولكن الصبر والثبات هما مفتاح النجاح.
● استعمال الأسباب: فعل فاطمة رضي الله عنها بحرق الحصير واستخدام الرماد لوقف النزيف يدل على الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بغزوة أحد.
- الغزوة كانت في السنة الثالثة للهجرة، وتعرض فيها المسلمون لاختبار قاسٍ، ولكنها كانت درسًا في الطاعة والصبر.
- استشهد في الغزوة عدد من الصحابة، منهم حمزة بن عبد المطلب عم النبي ﷺ.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على تطبيق سنة نبيه ﷺ في صبرنا وجهادنا وحبنا لأهل بيته وصحبه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩١١)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٩٠: ١٠١) كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، أنه سمع سهل بن سعد. فذكره.
وقوله: «البيضة»: هي الخوذة التي تلبس على الرأس.
وقوله: «وهشمت»: أي كسرت، والهشم كسر الشيء اليابس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 217 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جرح وجه النبي ﷺ يوم أحد وكسرت رباعيته

  • 📜 حديث: جرح وجه النبي ﷺ يوم أحد وكسرت رباعيته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جرح وجه النبي ﷺ يوم أحد وكسرت رباعيته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جرح وجه النبي ﷺ يوم أحد وكسرت رباعيته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جرح وجه النبي ﷺ يوم أحد وكسرت رباعيته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب