حديث: سمعت النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب اتخاذ الدرع في الحرب
حسن: رواه الترمذي (١٦٩٢، ٣٧٣٨)، وأحمد (١٤١٧)، وابن حبان (٦٩٧٩)، والحاكم (٣/ ٣٧٤)، والبيهقي (٦/ ٣٧٠، و٩/ ٤٦) من طرق عن محمد بن إسحاق (وهو في سيرته كما في سيرة ابن هشام ٢/ ٨٦) قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده عبد الله بن الزبير، عن الزبير بن العوام.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الشهادات النبوية العظيمة في فضل الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● درعان: أي لباسان من الحديد للوقاية في الحرب (دِرع فوق دِرع).
● نهض إلى الصخرة: أراد أن يصعد على صخرة عالية ليرى ساحة المعركة ويوجه الصحابة.
● فلم يستطع: لم يقدر على الصعود بسبب ثقل الدروع التي عليه وإرهاق القتال.
● أقعد طلحة تحته: جعل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يجلس تحت موضع الصخرة ليكون كالمرقاة أو السلم للنبي صلى الله عليه وسلم.
● حتى استوى على الصخرة: حتى ثبت واعتدل واقفاً على الصخرة.
● أوجب طلحة: من الإيجاب، أي وجبت له الجنة بفعله هذا، أو صار عمله هذا سبباً موجباً لدخوله الجنة.
ثانياً. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه عن موقف من مواقف يوم غزوة أحد، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس درعين لحمايته في القتال، مما أثر على حركته وجعله ثقيلاً.
أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصعد على صخرة مرتفعة لينظر إلى مجرى القتال ويوجه الصحابة، فلم يستطع الصعود due to لثقل الدروع والتعب. فما كان من البطل الشجاع طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه إلا أن بادر فجلس تحت موضع الصخرة، متحملاً ثقل النبي صلى الله عليه وسلم على ظهره، حتى صعد النبي صلى الله عليه وسلم واستوى واقفاً على الصخرة.
وفي هذه اللحظة، يشهد النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة بهذه الشهادة العظيمة: "أوجب طلحة"، أي فعل فعلاً أوجب له الجنة، أو جعل الجنة حتماً واجباً له.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الشجاعة والتضحية في سبيل الله ونصرة رسوله: يظهر الموقف شجاعة طلحة الفائقة وتضحيته الجسدية من أجل أن يصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكانه. فهو يعرض ظهره لتحمل ثقل النبي عليه الصلاة والسلام بكل ما عليه من عدّة ثقيلة، وهذا من أعظم التضحيات.
2- حرص الصحابة على نصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم: لم يكن هذا الموقف فردياً، بل كان تجسيداً لروح الصحابة رضي الله عنهم في نصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما يملكون.
3- فضل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهذا الموقف واحد من مواقفه الكثيرة التي استحق بها هذه المكانة. وقد نال شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة في هذه اللحظة.
4- الجزاء من جنس العمل: بما أن طلحة قدّم ظهره لينصر رسول الله، فقد نال جزاءً عظيماً هو الجنة. وهذا يذكرنا بقوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
5- التفاني في الطاعة: سرعة استجابة طلحة رضي الله عنه دون تردد، حيث لم ينظر إلى المشقة أو الخطر، بل بادر فوراً لخدمة النبي صلى الله عليه وسلم.
رابعاً. معلومات إضافية:
● طلحة بن عبيد الله: هو طلحة الفيّاض، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أهل الشورى. استشهد في موقعة الجمل دفاعاً عن عثمان رضي الله عنه.
● الزبير بن العوام: هو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة أيضاً.
- يذكر المؤرخون أن طلحة رضي الله عنه دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى شُلّت يده، وقيل أصيب بأكثر من سبعين wound بين طعنة وضربة، وكان يتّقي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه.
نسأل الله أن يرزقنا حب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم في صدق إيمانهم وتضحيتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
وقوله: «أوجب طلحة» أي عمل عملا أوجب له الجنة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 215 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 190 من قال إن عامرًا حبط عمله فقد كذب
- 191 إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
- 192 لن أستعين بمشرك
- 193 لا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك
- 194 الرجل يغزو فيشتري ويبيع ويتجر في غزوته
- 195 إعقاب الغزاة بعضا بعضا
- 196 لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما
- 197 من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا بالسوق
- 198 اللهم! ثبته، واجعله هاديا مهديا
- 199 تلقينا رسول الله ﷺ فحملنا وتركك
- 200 تلقينا رسول الله ﷺ مع الصبيان إلى ثنية الوداع
- 201 صحبت طلحة بن عبيد الله وسعدًا والمقداد وعبد الرحمن بن...
- 202 لا تسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو
- 203 لأعطين الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله
- 204 ها هنا أمرك النبي أن تركز الراية
- 205 أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب
- 206 صاحب لواء رسول الله أراد الحج فرجل
- 207 بعث عمرو بن العاص وجهاً
- 208 راية رسول الله ﷺ سوداء ولواؤه أبيض
- 209 كانت راية رسول الله ﷺ سوداء مربعة من نمرة
- 210 حم لا ينصرون
- 211 قتلت بيدي سبعة من المشركين ليلة بيتنا هوازن
- 212 أمِتْ أمتْ كان شعارنا مع خالد بن الوليد
- 213 اشترى رسول الله طعاما ورهن درعا من حديد
- 214 ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله
- 215 سمعت النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 216 عارية مضمونة حتى نؤديها عليك
- 217 جرح وجه النبي ﷺ يوم أحد وكسرت رباعيته
- 218 قتلوه متعلق بأستار الكعبة
- 219 كان أبو طلحة يتترس مع النبي ﷺ بتُرسٍ واحدٍ
- 220 عليكم بهذه وأشباهها ورماح القنا
- 221 قبيعة سيف النبي ﷺ من الفضة
- 222 ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة
- 223 خير الصحابة أربعة وخير السرايا أربعمائة
- 224 من ليس له مال ولا عشيرة فليضم إليه الرجلين أو...
- 225 للجاعل أجره وأجر الغازي
- 226 ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا...
- 227 الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
- 228 الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم
- 229 البركة في نواصي الخيل
- 230 الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة
- 231 عليك بالخيل فإن الخيل معقود في نواصيها الخير
- 232 الخيل في نواصيها الخير معقود أبدًا إلى يوم القيامة
- 233 الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون...
- 234 الخيل معقود في نواصيها الخير
- 235 رجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها
- 236 فضل احتباس الفرس في سبيل الله
- 237 من ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلّفه كتب له بكل حبة...
- 238 الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله
- 239 الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة
معلومات عن حديث: سمعت النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
📜 حديث: سمعت النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سمعت النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سمعت النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سمعت النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








