حديث: قتلوه متعلق بأستار الكعبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اتخاذ البيضة والمغفر على الرأس في الحرب

عن أنس بن مالك: «أن رسول الله ﷺ دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجلٌ، فقال له: يا رسول الله، ابنُ خطل متعلقٌ بأستار الكعبة، فقال: اقتلوه».

متفق عليه: رواه مالك في الحج (٢٤٧) عن ابن شهاب، عن أنس.

عن أنس بن مالك: «أن رسول الله ﷺ دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجلٌ، فقال له: يا رسول الله، ابنُ خطل متعلقٌ بأستار الكعبة، فقال: اقتلوه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أن رسول الله ﷺ دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجلٌ، فقال له: يا رسول الله، ابنُ خطل متعلقٌ بأستار الكعبة، فقال: اقتلوه».
رواه البخاري (رقم 1847) ومسلم (رقم 1676) في صحيحيهما.


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


* عام الفتح: هو فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، حيث دخلها النبي ﷺ وأصحابه منتصرين بدون قتال يذكر، فحطم الأصنام وطهّر البيت الحرام من الشرك.
* المغفر: هو ما يلبس على الرأس من الحديد أو غيره لوقاية الرأس من الضربات في الحرب. ولبسه النبي ﷺ عند الدخول إظهارًا للاستعداد للحرب والاحتياط، وإن كان الفتح سلميًا في غالبه.
* ابن خَطَل: هو عبد العزى بن خطل، وكان رجلاً من قريش، أسلم وأرسله النبي ﷺ مصدقًا (لجمع الزكاة)، فأرسل معه غلامًا له نصرانيًا. فقام الغلام بقتله وهو نائم، ثم ارتدَّ ابن خطل إلى الشرك وهجا النبي ﷺ.
* متعلقٌ بأستار الكعبة: الأستار هي الستائر التي تغطي الكعبة. تعلق ابن خطل بستار الكعبة طمعًا في أن يحرمه حرمة البيت فيُعفى عنه.

# 2. شرح الحديث:


يصف أنس بن مالك رضي الله عنه مشهد دخول النبي ﷺ مكة منتصرًا في يوم عظيم من أيام الإسلام. وكان النبي ﷺ قد دخلها وهو يلبس المغفر على رأسه، مما يدل على الحكمة والحذر، رغم أن الله نصر جنده.
فلما نزع النبي ﷺ المغفر عن رأسه، جاءه رجل وأخبره أن عبد العزى بن خطل، الذي كان قد ارتدَّ وآذى النبي ﷺ بشعره وهجائه، قد لجأ إلى الكعبة وتعلق بستارها طالبًا للأمان والحماية.
فأمر النبي ﷺ بقتله رغم تعلقه بأستار الكعبة، ولم يعفه ذلك.
الحكمة من الأمر بقتله:
لم يكن الأمر بقتل ابن خطل تعنتًا أو انتقامًا شخصيًا، بل كان لأسباب شرعية جسيمة:
* الردة عن الإسلام: بعد أن كان مسلمًا.
* القتل: حيث أمر غلامه بقتل رجل مسلم أرسله النبي ﷺ.
* الهجاء والإيذاء: كان من أشد الناس هجاءً للنبي ﷺ بشعره، وهو من أبلغ أنواع الأذى.
فهذه الجرائم جعلت دمه حلالاً لا تُغسله حرمة المكان، لأن حرمة الدماء المعصومة أعظم من حرمة المكان.

# 3. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة النصر والتمكين: الحديث يصور نصر الله لرسوله ودخوله مكة بعزة وقوة، وهو يوم تحقق فيه وعد الله.
2- الحكمة والحذر: دخول النبي ﷺ وهو يلبس المغفر يعلمنا الحذر والاستعداد حتى في لحظات النصر والتمكين.
3- لا حرمة للكافر المعاهد إذا نكث: من نكث عهده مع الله بالردة، ونكث عهده مع الرسول ﷺ بالخيانة والقتل، فلا أمان له ولا حرمة، حتى لو تعلق بأستار الكعبة.
4- تقديم حرمة الدم المعصوم على حرمة المكان: الكعبة لها حرمة عظيمة، ولكن حرمة دم المسلم المعصوم أعظم، فلا يُلتجأ إلى حرمة المكان لارتكاب الجرائم أو لحماية المجرمين.
5- العدل وعدم المجاملة في حدود الله: النبي ﷺ لم يتردد في الأمر بقتل المجرم الذي استحق القتل شرعًا، ولم تأخذه فيه لومة لائم، ولا مجاملة لحرمة المكان الذي اختبأ فيه، لأنه اختبأ في مكان طاهر ليجنب نفسه عقوبة فعل قبيح.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* قتل ابن خطل في ذلك اليوم، وقيل إن الذي قتله هو سعد بن عبادة رضي الله عنه، وقيل غيره.
* كان النبي ﷺ قد أعطى الأمان لأهل مكة عند فتحها إلا لعدد قليل من الرجال الذين بلغت جرائمهم وجرائرهم مبلغًا عظيمًا، وكان ابن خطل أحدهم.
* في هذا الحديث عبرة للمجرمين أن لا يظنوا أن التمسح بالمقدسات أو الالتجاء إليها ينجيهم من عقوبة الله وحدوده في الدنيا والآخرة إذا لم يقدموا التوبة النصوح.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٢٤٧) عن ابن شهاب، عن أنس. فذكره.
ورواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٤٤)، ومسلم في الحج (١٣٥٧) كلاهما من طريق مالك
به، مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 218 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قتلوه متعلق بأستار الكعبة

  • 📜 حديث: قتلوه متعلق بأستار الكعبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قتلوه متعلق بأستار الكعبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قتلوه متعلق بأستار الكعبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قتلوه متعلق بأستار الكعبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب