حديث: ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حلية السيف

عن أبي أمامة قال: لقد فتح الفتوح قوم، ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة، إنما كانت حليتهم العلأبي، والآنك والحديد.

صحيح: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٠٩) عن أحمد بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا الأوزاعي، سمعت سليمان بن حبيب قال: سمعت أبا أمامة يقول، فذكره.

عن أبي أمامة قال: لقد فتح الفتوح قوم، ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة، إنما كانت حليتهم العلأبي، والآنك والحديد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم يُروى عن الصحابي الجليل أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وهو حديث يُذكر في فضل الزهد في الدنيا والتقلل منها، وبيان حال السلف الصالح. وسأشرحه لك على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصادره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وغيرهم. وهو حديث يُعتبر في درجة الحسن لغيره، مما يقبل الاستشهاد به في فضائل الأعمال والمواعظ.
### ثانياً. شرح المفردات
● فَتَحَ الفُتُوحَ: أي انتصروا في المعارك وغنموا الغنائم ووسعوا رقعة الدولة الإسلامية.
● حِلْيَةُ سُيُوفِهِمْ: الحلية هي الزينة والزخرفة. أي أن زينة سيوفهم وتزيينها لم يكن من المعادن الثمينة.
● الذَّهَبُ وَلا الفِضَّةُ: أي أنهم لم يزينوا أسلحتهم بالذهب أو الفضة، مع أن الغنائم كانت متوفرة لديهم، ولكنهم زهدوا فيها.
● العَلأَبِي: (بفتح العين والهمزة) هي الجلود الغليظة التي كانت تُصنع منها الأغماد (أغلفة السيوف).
● الآنُك: هو معدن رخيص شبيه بالرصاص، كان يُستعمل في طلاء بعض الأدوات أو لحامها.
● وَالْحَدِيدُ: هو المعدن الأساسي الذي تصنع منه السيوف.
فالمعنى: أن هؤلاء القوم الفاتحين، لم يكونوا يزينون سيوفهم بمواد باهظة الثمن كالذهب والفضة، بل كانت زينتهم مما هو نافع وبسيط، من الجلود والحديد والقصدير (الآنك).
### ثالثاً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي
يشير الصحابي أبو أمامة رضي الله عنه إلى جيل الصحابة والتابعين الأوائل، الذين فتحوا البلاد ونشروا الإسلام، أنهم لم يكونوا يهتمون بمظاهر الزينة والترف، حتى في أسلحتهم التي هي أداة جهادهم. كان همهم الأول هو إعلاء كلمة الله، والغزو في سبيله، لا جمع حطام الدنيا. فكانت سيوفهم – مع أنهم كانوا يملكون الغنائم – بسيطة في زينتها، مصنوعة من مواد نافعة وغير مُكلفة. وهذا من كمال إيمانهم وزهدهم في الدنيا.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- الزهد في الدنيا والتقلل منها: وهو ليس بمعنى ترك العمل أو الكسب، بل بمعنى عدم التعلق القلبي بها، وعدم المبالغة في زخرفة الحياة ومظاهرها.
2- الإخلاص في العمل والجهاد: كان هم الأولين إعلاء كلمة الله، لا جمع المغانم والمظاهر. فنجاحهم كان بقوة إيمانهم، لا بفخامة عدتهم.
3- ذم الترف والإسراف: الحديث يحذر من الترف المالي والمبالغة في الزينة، خاصة في أدوات الجهاد والحرب، التي يجب أن يكون شعارها الجدية والبساطة والقوة الحقيقية، لا المظهرية.
4- التواضع وعدم التكلف: حتى في أمور القوة والسلاح، كان السلف يختارون النافع والمتين دون المكلف والمظهر الزائف.
5- تذكير للأمة بحال سلفها الصالح: لتعلم أن قوة الأمة في إيمانها وزهدها، لا في ثرواتها ومظاهرها المادية.

خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الكلام من أبي أمامة رضي الله عنه يُعتبر من باب "ذكر حال السلف" للاعتبار والقدوة، وهو أسلوب معروف لدى العلماء والمحدثين للحث على التمسك بالدين والزهد.
- ينطبق هذا المعنى على كل زمان، فالقوة الحقيقية للمسلمين ليست في ثرواتهم ومظاهرهم، بل في قوة عقيدتهم، وصدق إخلاصهم، وزهدهم في الدنيا.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٠٩) عن أحمد بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا الأوزاعي، سمعت سليمان بن حبيب قال: سمعت أبا أمامة يقول، فذكره.
ورواه ابن ماجه (٢٨٥٧) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي به، وفي أوله قول سليمان بن حبيب: دخلنا على أبي أمامة فرأى في سيوفنا شيئا من حلية فضة، فغضب، وقال فذكره.
قوله: «العلأبي» بفتح المهملة وتخفيف اللام جمع علباء، قيل: هي الجلود الخام التي ليست بمدبوغة. وقيل غير ذلك. انظر: فتح الباري (٢/ ٩٦).
وقوله: «الآنك» بالمد وضم النون بعدها كاف، وهو الرصاص.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 222 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة

  • 📜 حديث: ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب