حديث: الخيل معقود في نواصيها الخير
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب فضل الخيل في الجهاد
صحيح: رواه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٣٩)، وصحّحه ابن حبان (٤٦٧٤)، والحاكم (٢/ ٩١) من طرق عن عبد الله بن وهب، أخبرني معاوية بن صالح (وهو ابن حدير الحضرمي)، حدثني نعيم بن زياد، أنه سمع أبا كبشة صاحب النبي ﷺ يقول فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم عن الصحابي الجليل أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه.
أولاً. شرح المفردات:
● مَعْقُود: أي مثبت ومربوط ومستقر.
● فِي نَوَاصِيهَا: الناصية هي مقدمة الرأس، ومكان الغرة في الجبهة. وقيل: هي شعر مقدمة الرأس.
● مُعَاوِنُون: أي مساعدون ومتعاونون.
● الْمُنْفِقُ عَلَيْهَا: أي الذي يبذل المال في إطعامها ورعايتها وإعدادها.
● كَالبَاسِطِ يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ: يشبه بالشخص الذي يمد يده بالصدقة ويتصدق بماله.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن فضل الخيل وبركتها، وأن الخير مرتبط بها ومثبت في نواصيها (مقدمة رأسها) إلى يوم القيامة. وهذا الخير يشمل عدة أوجه:
1- الخير في الدنيا: كالمنعة والقوة والجاه والمال الذي يحصله صاحبها من الغنائم في الجهاد، أو الجوائز في السباق (إذا احتسب الأجر)، أو الانتفاع بها في السفر والتنقل.
2- الخير في الآخرة: وهو الأهم، وهو الأجر العظيم الذي يناله من أعدها للجهاد في سبيل الله، ففي رواية أخرى: «الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر... فأما الذي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله...». فمن أنفق عليها محتسباً كان أجره كأجر المتصدق بماله.
وقوله ﷺ: «وَأَهْلُهَا مُعَاوِنُونَ عَلَيْهَا» أي أن الله تعالى جعل في قلوب من يملكون الخيل عوناً لها ورحمة بها، فيقومون على رعايتها وإطعامها والسعي في مصالحها، وهذا من تيسير الله تعالى.
وقوله ﷺ: «وَالْمُنْفِقُ عَلَيْهَا كَالْبَاسِطِ يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ» هذه هي الذروة في بيان الفضل. فمن أنفق ماله على هذه الخيل بإطعامها ورعايتها وإعدادها للجهاد في سبيل الله، فإن هذا النفقة له أجر عظيم، كأجر من يتصدق بماله على الفقراء والمساكين، بل قد يزيد؛ لأن في إعدادها نصراً للدين وإرهاباً لأعداء الله.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الحث على الإعداد والقوة: الحديث يحث الأمة على الاهتمام بكل ما يقويها ويعدها لمواجهة أعدائها، والخيل كانت ركنًا أساسيًا من أركان القوة في ذلك الزمان.
2- سعة رحمة الإسلام بالحيوان: حيث جعل الإنفاق على الحيوان والإحسان إليه صدقة يُؤجر عليها المسلم.
3- أن النفقة في سبيل الله أنواع: فليست الصدقة على الفقراء فقط، بل كل ما ينفق في طاعة الله فهو صدقة، ومن ذلك الإنفاق على الخيل لإعدادها للجهاد.
4- بيان أن الأعمال بالنيات: فالخيل نفسها يمكن أن تكون سبباً للأجر أو الوزر، فمن ربطها للجهاد فله الأجر، ومن ربطها فخراً ورياءً فعليه الوزر.
رابعاً. معلومات إضافية:
- الحديث يدل على فضل الخيل خاصة، ولكن العلماء يستدلون به على فضل الإعداد بالوسائل الحديثة للجهاد كالطائرات والدبابات وغيرها، فالمقصد هو القوة وردع العدو.
- ليس المقصد من الحديث الحث على امتلاك الخيل للتباهي أو القمار (المراهنات المحرمة)، بل المقصد الشرعي هو إعدادها للجهاد في سبيل الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه الزيادة».
وقال الهيثمي: «رجاله ثقات». مجمع الزوائد (٥/ ٢٥٩).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 234 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 209 كانت راية رسول الله ﷺ سوداء مربعة من نمرة
- 210 حم لا ينصرون
- 211 قتلت بيدي سبعة من المشركين ليلة بيتنا هوازن
- 212 أمِتْ أمتْ كان شعارنا مع خالد بن الوليد
- 213 اشترى رسول الله طعاما ورهن درعا من حديد
- 214 ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله
- 215 سمعت النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 216 عارية مضمونة حتى نؤديها عليك
- 217 جرح وجه النبي ﷺ يوم أحد وكسرت رباعيته
- 218 قتلوه متعلق بأستار الكعبة
- 219 كان أبو طلحة يتترس مع النبي ﷺ بتُرسٍ واحدٍ
- 220 عليكم بهذه وأشباهها ورماح القنا
- 221 قبيعة سيف النبي ﷺ من الفضة
- 222 ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة
- 223 خير الصحابة أربعة وخير السرايا أربعمائة
- 224 من ليس له مال ولا عشيرة فليضم إليه الرجلين أو...
- 225 للجاعل أجره وأجر الغازي
- 226 ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا...
- 227 الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
- 228 الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم
- 229 البركة في نواصي الخيل
- 230 الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة
- 231 عليك بالخيل فإن الخيل معقود في نواصيها الخير
- 232 الخيل في نواصيها الخير معقود أبدًا إلى يوم القيامة
- 233 الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون...
- 234 الخيل معقود في نواصيها الخير
- 235 رجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها
- 236 فضل احتباس الفرس في سبيل الله
- 237 من ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلّفه كتب له بكل حبة...
- 238 الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله
- 239 الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة
- 240 كذبوا الآن الآن جاء القتال
- 241 من أطرق فعقب له الفرس كان له كأجر سبعين فرسا
- 242 يُمنُ الخيل في الشقر
- 243 خير الخيل الأدهم الأقرح المحجل الأرثم طلق اليد اليمنى
- 244 رسول الله يكره الشكال من الخيل
- 245 لا تقصوا نواصي الخيل ولا تجزوا أعرافها ولا تقصوا أذنابها
- 246 الأنثى من الخيل تسمى فرسا
- 247 سابق رسول الله ﷺ بين الخيل التي قد أضمرت
- 248 أكان رسول الله يراهن على الخيل؟
- 249 لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر
- 250 يضمِّر الخيل ويسابق بها
- 251 فضل القرح في الغاية
- 252 العضباء لا تسبق حق على الله أن لا يرتفع شيء...
- 253 سابقت النبي فسبقته، فلما حملت اللحم سبقني
- 254 ألا إن القوة الرمي
- 255 يَلهُو بِأَسْهُمِهِ
- 256 ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا
- 257 رميًا بني إسماعيل؛ فإن أباكم كان راميا
- 258 ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا
معلومات عن حديث: الخيل معقود في نواصيها الخير
📜 حديث: الخيل معقود في نواصيها الخير
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الخيل معقود في نواصيها الخير
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الخيل معقود في نواصيها الخير
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الخيل معقود في نواصيها الخير
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








