حديث: الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل الخيل في الجهاد

عن رجل من الأنصار، عن النبي ﷺ قال: «الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله عز وجل، فثمنه أجره، وركوبه أجره، وعاريته أجره، وعلفه أجره، وفرس
يغالق عليه الرّجل ويراهن، فثمنه وزر، وفرس للبطنة، فعسى أن يكون سدادًا من الفقر إن شاء الله تعالى».

صحيح: رواه أحمد (١٦٦٤٥) عن معاوية بن عمرو، حَدَّثَنَا زائدة، حَدَّثَنَا الركين بن الربيع بن عميلة، عن أبي عمرو الشيبانيّ، عن رجل من الأنصار، فذكره.

عن رجل من الأنصار، عن النبي ﷺ قال: «الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله ﷿، فثمنه أجره، وركوبه أجره، وعاريته أجره، وعلفه أجره، وفرس
يغالق عليه الرّجل ويراهن، فثمنه وزر، وفرس للبطنة، فعسى أن يكون سدادًا من الفقر إن شاء الله تعالى».

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا حديث عظيم يوضح لنا نظرة الإسلام للخيل وكيف أن القيمة الحقيقية للشيء تتحدد بنية صاحبه واستخدامه، حتى وإن كان الشيء نفسه.

أولاً. شرح المفردات:


* يَربِطُه: يحبسه ويرعاه ويعدّه.
* في سَبيلِ الله: للجهاد في سبيل الله.
* عاريَتُه: أن يعيره لغيره لينتفع به في الخير.
* يُغالِقُ عليه: يشارك به في المغالقة، وهي المراهنة والمقامرة في سباق الخيل.
* يُراهِنُ: يقامر ويراهن به.
* للبِطْنَة: للشبع والتفاخر والتخمة، أي أن يكون للتباهي والرياء والمباهاة، وليس للانتفاع الحقيقي.
* سَدَادًا مِنَ الفَقْر: ما يسد به حاجته ويقيه من الفقر والسؤال.


ثانيًا. شرح الحديث:


يصنف النبي صلى الله عليه وسلم الخيل إلى ثلاثة أنواع بحسب نية صاحبها والغاية من اقتنائها:
1- الفرس في سبيل الله:
هو الذي يربطه صاحبه ويعدّه ويُنفق عليه بنية الجهاد في سبيل الله. وهذا النوع هو الأعلى منزلة وأجلها، حيث يجمع لصاحبه الأجر في كل شيء يتعلق بهذا الفرس:
* ثمنه أجره: ثمن شرائه الذي دفعه يُكتب له به أجر لأنه أنفقه في طاعة الله.
* وركوبه أجره: عندما يركبه للتدريب أو للذهاب إلى الجهاد أو لأي غرض مشروع بنية التقوي على الطاعة.
* وعاريته أجره: إذا أعاره لأخيه المسلم لينتفع به في الخير (كأن يذهب لزيارة قريب أو يتعلم علمًا نافعًا أو يجاهد).
* وعلفه أجره: النفقة التي يصرفها على علفه وشرابه ورعايته كلها في ميزان حسناته.
2- الفرس للمراهنة والمغالقة:
هو الذي يربطه صاحبه للمشاركة في سباقات القمار والمراهنات المحرمة. وهذا النوع يجلب لصاحبه الإثم والوزر في كل شيء:
* ثمنه وزر: ثمن شرائه إثم لأنه وسيلة للمعصية.
* وكل ما يتعلق به من ركوب وإنفاق يصبح وسيلة للإثم والتعاون على الإثم والعدوان.
3- الفرس للتباهي والرياء (للبطنة):
هو الذي يقتنيه صاحبه للتفاخر والمباهاة أمام الناس، ليبين غناه ومكانته، وليس للانتفاع الحقيقي المشروع. وهذا النوع ليس له أجر بل قد يكون وبالاً على صاحبه لنيته الفاسدة. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقطع له بالوزر، بل قال: «فعسى أن يكون سدادًا من الفقر»، أي أنه قد يكون سبباً في سد حاجته وكفاية مؤونته، فيكون نافعاً له من الناحية الدنيوية فقط، ولا أجر فيه لعدم وجود النية الصالحة، لكنه ليس محرماً كالنوع الثاني.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- العبرة بالنيّات: الحديث نموذج صريح على أن الأعمال بالنيات، فالشيء الواحد (الفرس) يختلف حكمه كلياً باختلاف نية صاحبه، فيصير سبباً للأجر أو للإثم أو يكون أمراً دنيوياً محضاً.
2- سعة رحمة الله تعالى: حيث جعل الإنفاق على شيء مادي (الفرس) عبادة متعددة النوافل، فكل نفقة وكل ركوبة وكل عارية لها أجر مستقل.
3- تحريم القمار والمراهنة: بيّن الحديث تحريم استخدام المال في المعاصي والمقامرات، وأنها تجعل حتى الأصل الطيب (كالحصان الأصيل) وسيلة للإثم.
4- ذم الرياء والتفاخر: حذر الحديث من نية الرياء والتباهي بالمقتنيات الدنيوية، وأنها تُذهب الأجر وتُحبِط العمل.
5- الحث على إعداد القوة: الحديث يحث على الإعداد والاستعداد للجهاد في سبيل الله، ويبين أن الإنفاق على هذا الإعداد من أفضل القربات.
6- التفاؤل وعدم اليأس: في قوله «فعسى أن يكون سدادًا من الفقر» تربية للعبد على التفاؤل وحسن الظن بالله، وأنه حتى في الأمور الدنيوية المحضة قد يجعل الله فيها منفعة وخيراً.


رابعًا. معلومات إضافية:


* مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير، باب الخيل لثلاثة).
* الحكمة من اختيار الخيل: كان اختيار الخيل في الحديث لأنها كانت رمز القوة والإعداد في ذلك العصر، ويمكن اليوم تطبيق هذا المعنى على كل وسيلة من وسائل القوة والإعداد الحديثة كالسيارات والطائرات والأسلحة، إذا نوى بها صاحبها الجهاد في سبيل الله ونصرة الدين.
أسأل الله أن يجعلنا ممن ينفقون أموالهم في سبيله راغبين في الأجر، متبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٦٤٥) عن معاوية بن عمرو، حَدَّثَنَا زائدة، حَدَّثَنَا الركين بن الربيع بن عميلة، عن أبي عمرو الشيبانيّ، عن رجل من الأنصار، فذكره.
وإسناده صحيح.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٥/ ٢٦٠): «رواه أحمد ورجاله رجال الصَّحيح».
وأمّا ما رواه ابن ماجة (٢٧٩١) من طريق أحمد بن يزيد بن روح الداريّ، عن محمد بن عقبة القاضيّ، عن أبيه، عن جده، عن تميم الداري قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «من ارتبط فرسا في سبيل الله، ثمّ عالج علفه بيده كان له بكل حبة حسنة». فلا يصح.
قال البوصيري في مصباح الزجاجة: هذا إسناد ضعيف محمد وأبوه عقبه وجده مجهولون، والجدُّ لم يُسمَّ.
قال الأعظمي: وفيه أيضًا أحمد بن يزيد الداري لم يذكر في ترجمته من الرواة عنه إِلَّا واحد، ولم يوثقه أحد، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مستور».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 238 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله

  • 📜 حديث: الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب