حديث: كذبوا الآن الآن جاء القتال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل الخيل في الجهاد

عن سلمة بن نفيل الكندي قال: كنت جالسًا عند رسول الله ﷺ فقال رجل: يا رسول الله، أذال الناس الخيل، ووضعوا السلاح، وقالوا: لا جهاد، قد وضعت الحرب أوزارها، فأقبل رسول الله ﷺ بوجهه، وقال: «كذبوا الآن، الآن جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويزيغ الله لهم قلوب أقوام، ويرزقهم منهم حتَّى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهو يوحي إلي أني مقبوض غير ملبث، وأنتم تتبعوني أفنادا، يضرب بعضكم رقاب بعض، وعقر دار المؤمنين الشام».

صحيح: رواه النسائيّ (٣٥٦١)، وأحمد (١٦٩٦٥) من طريقين عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشيّ، عن جبير بن نفير، عن سلمة بن نفيل فذكره.

عن سلمة بن نفيل الكندي قال: كنت جالسًا عند رسول الله ﷺ فقال رجل: يا رسول الله، أذال الناس الخيل، ووضعوا السلاح، وقالوا: لا جهاد، قد وضعت الحرب أوزارها، فأقبل رسول الله ﷺ بوجهه، وقال: «كذبوا الآن، الآن جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويزيغ الله لهم قلوب أقوام، ويرزقهم منهم حتَّى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهو يوحي إلي أني مقبوض غير ملبث، وأنتم تتبعوني أفنادا، يضرب بعضكم رقاب بعض، وعقر دار المؤمنين الشام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن الصحابي الجليل سلمة بن نفيل الكندي رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● أذال الناس الخيل: أي أهانوا الخيل وأضاعوها وتركوا الاعتناء بها، من "أذل" بمعنى أهان وترك.
● ووضعوا السلاح: تركوا السلاح وتركوا الاستعداد للحرب.
● وضعت الحرب أوزارها: كناية عن انتهاء الحرب وترك القتال، والأوزار: الأحمال والمتاعب.
● يزيغ الله لهم قلوب أقوام: أي يُميل الله قلوب بعض الناس لنصرتهم وموالاتهم، أو يجعل قلوب أعدائهم تنزعج وتضطرب من هيبتهم. والزيغ: الميل والانحراف.
● معقود في نواصيها الخير: أي الخير مرتبط ومثبت في نواصي الخيل (جبهتها) إلى يوم القيامة، كناية عن فضل الإعداد بالخيل والجهاد.
● مقبوض غير ملبث: أي أني سأُقبض (أموت) قريبًا، ولن أمكث طويلاً.
● تتبعوني أفنادا: الأفناد: جمع فند، وهو القطعة من الناس، أي ستختلفون بعدي وتتفرقون فرقًا وشيعًا.
● يضرب بعضكم رقاب بعض: أي سيقتتل بعضكم بعضًا.
● عقر دار المؤمنين: مقرهم ومركزهم واستقرارهم. والعقر: المنزل والمستقر.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي سلمة بن نفيل رضي الله عنه أنه كان جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجل يشكو حالةَ السلم والاسترخاء التي يعيشها الناس، حيث تركوا الخيل والإعداد، وادعوا أن الحرب قد انتهت ولا جهاد بعدها.
فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام بوجهه الكريم رافضًا هذه الدعوى، ومكذبًا لها بشدة، مؤكدًا أن القتال لم ينتهِ، بل هو قادم الآن. ثم بين صلى الله عليه وسلم سنة إلهية ثابتة، وهي أن طائفة من أمته ستستمر في القتال من أجل الحق وإعلاء كلمة الله إلى يوم القيامة، وأن الله سيميل قلوب بعض الناس لنصرتهم ويرزقهم الغنائم والأموال من أعدائهم.
كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على فضل الخيل والإعداد لها في سبيل الله، وأن الخير مرتبط بها إلى آخر الزمان. ثم أخبرهم صلى الله عليه وسلم بأنه سيُتوفى قريبًا، وأن الأمة ستصاب بعد وفاته بالفرقة والاختلاف، وسيقع القتال بينهم. وختم الحديث ببيان أن مركز واستقرار المؤمنين الحقيقي سيكون في بلاد الشام.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- بطلان دعوى انتهاء الجهاد: الحديث رد قاطع على من يدعي أن الجهاد قد انتهى، أو أنه "إرهاب"، بل هو قائم إلى قيام الساعة بشروطه وأحكامه.
2- استمرار قيام طائفة منصورة: من أمتنا أمة قائمة على الحق، تقاتل في سبيله، لا يضرها من خذلها حتى تقوم الساعة. وهذه الطائفة هي التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى كقوله: «لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ».
3- فضل الإعداد والاستعداد: الحث على الاعتناء بالخيل والإعداد للجهاد، وأن هذا من أسباب النصر والخير.
4- الإيمان بقضاء الله وقدره: الحديث أخبر عن أمور غيبية وقعت بعد ذلك، كموت النبي صلى الله عليه وسلم، ووقوع الفتن والقتال بين الصحابة، مما يزيد المؤمن يقينًا بنبوته.
5- مكانة بلاد الشام: بيان فضل الشام وأنها ستكون معقلًا للمؤمنين وأرضًا للبركة والمنعة، كما ورد في نصوص أخرى.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بـ "أحاديث الفتن والملاحم"، والتي تخبر عن أحداث المستقبل.
- الحديث يدل على أن الجهاد فرض كفاية مستمر إلى قيام الساعة، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.
- القتال المذكور في الحديث بين المسلمين (يضرب بعضكم رقاب بعض) هو واقع تاريخي وقع في الفتنة الكبرى، وهو تحذير من الفُرقة والاختلاف.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
ملاحظة: هذا الشرح مبني على فهم أهل السنة والجماعة للحديث، وفق قواعد علم الحديث وشروح العلماء المعتبرين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (٣٥٦١)، وأحمد (١٦٩٦٥) من طريقين عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشيّ، عن جبير بن نفير، عن سلمة بن نفيل فذكره. واللّفظ للنسائي. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 240 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كذبوا الآن الآن جاء القتال

  • 📜 حديث: كذبوا الآن الآن جاء القتال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كذبوا الآن الآن جاء القتال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كذبوا الآن الآن جاء القتال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كذبوا الآن الآن جاء القتال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب