حديث: لا تقصوا نواصي الخيل ولا تجزوا أعرافها ولا تقصوا أذنابها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية جزّ نواصي الخيل وأذنابها

عن عتبة بن عبد السلمي قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقصوا نواصي الخيل، فإن فيها البركة، ولا تجزوا أعرافها؛ فإنها أدفاؤُها، ولا تقصوا أذنابها، فإنها مذابها».

حسن: رواه أحمد (١٧٦٤٣) عن عليّ بن بحر، حَدَّثَنَا بقية بن الوليد، حَدَّثَنِي نصر بن علقمة، حَدَّثَنِي رجال من بني سليم، عن عتبة بن عبد السلمي.

عن عتبة بن عبد السلمي قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقصوا نواصي الخيل، فإن فيها البركة، ولا تجزوا أعرافها؛ فإنها أدفاؤُها، ولا تقصوا أذنابها، فإنها مذابها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديثنا اليوم هو حديث شريف يرشدنا إلى الرفق بالخيل والمحافظة على خلقها وهيئتها التي خلقها الله عليها، وهو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم. وإليكم الشرح الوافي لهذا الحديث:

نص الحديث:


عن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
«لا تَقْصُوا نَواصِي الخَيْلِ، فإن فيها البَرَكَةَ، ولا تَجُزُّوا أَعْرَافَها؛ فإنها أَدْفَاؤُها، ولا تَقْصُوا أَذْنَابَها؛ فإنها مَذَابُّها».


أولاً. شرح المفردات:


● تَقْصُوا: أي تقطعوا أو تحلقوا.
● النواصي: جمع ناصية، وهي مقدمة الرأس من الشعر الذي بين الأذنين، أو ما يطلق عليه "القيصاء" أو "الغرّة".
● البَرَكَةَ: الخير الكثير والدائم الذي ينفع صاحبه.
● تَجُزُّوا: من الجزّ، أي تحلقوا الشعر أو تقطعوه.
● الأَعْرَاف: جمع عرف، وهو الشعر الطويل على عنق الفرس من أعلى، وهو ما يشبه "اللبدة".
● أَدْفَاؤُها: جمع دِفء، أي ما يدفئها ويقيها البرد.
● مَذَابُّها: جمع مَذَبّ، وهو ما تذُبّ به عن نفسها من الذباب والحشرات، أي تَطْرُدُه بذيلها.


ثانياً. شرح الحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بعدم الاعتداء على خلق الخيل بتغيير هيئتها الطبيعية، وذلك في ثلاثة مواضع:
1- النواصي: النهي عن قصّ شعر الناصية (مقدمة الرأس)، لأن فيها بركة، أي خيرًا ونفعًا للفرس وصاحبه. وقيل: البركة هنا تعني الحفظ والجمال والقوة، إذ هي من مواضع الزينة في الفرس.
2- الأَعْرَاف: النهي عن حلق شعر العرف (الشعر على الرقبة)، لأنه يدفئ الفرس في البرد، ويقيها من تقلبات الجو. فإزالة هذا الشعر يعرضها للبرد والأمراض.
3- الأذناب: النهي عن قطع ذيل الفرس أو قصّه، لأنه أداة تَذُبّ بها عن نفسها من الذباب والحشرات التي تؤذيها، فإذا قُصَّ ذيلها تعذَّرت عليها حماية نفسها، مما يسبب لها الأذى والضيق.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الرفق بالحيوان: الحديث يدل على وجوب الرفق بالحيوان وعدم إيذائه بتغيير خلقته دون حاجة مشروعة. وهذا من كمال الشريعة ورحمتها.
2- الحكمة من الخلق: في خلق الله لكل شيء حكمة، فالتدخل في هيئة الحيوان بتغييرها قد يضر به، والشرع ينهى عن ذلك.
3- المحافظة على البركة: الأمر بالمحافظة على مواضع البركة في الحيوان، مما ينفع صاحبه ويحفظه من الضرر.
4- تحريم التشويه: النهي عن تشويه خلق الله بغير حق، وهو يتضمن النهي عن التعذيب والإضرار بالحيوان.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.
- الخيل من الحيوانات التي أكرمها الإسلام، وقد جاءت النصوص بفضلها والترغيب في إكرامها.
- النهي هنا عن القص والجزّ إذا كان يؤذي الفرس أو يغير خلقه بغير حاجة، أما إذا دعت حاجة علاجية أو نفعية معتبرة شرعًا فلا بأس، كأن يكون الشعر زائدًا يشوّه أو يؤذي، فيجوز إزالته بقدر الحاجة.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على تحريم إيذاء الحيوان بقطع عضو أو شعر ينفعه، إلا لضرورة.


الخلاصة:


الحديث الشريف يأمرنا بالرفق بالخيل والمحافظة على هيئتها الطبيعية، لأن في ذلك مصلحة للفرس نفسها وصاحبه، ويحذر من الاعتداء عليها بتغيير خلقها بغير حق، مما قد يسبب لها الضرر ويذهب البركة. وفيه توجيه عام إلى احترام خلق الله والاستفادة منه دون إيذاء أو تعدّ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٦٤٣) عن عليّ بن بحر، حَدَّثَنَا بقية بن الوليد، حَدَّثَنِي نصر بن علقمة، حَدَّثَنِي رجال من بني سليم، عن عتبة بن عبد السلمي. فدكره.
وهذا إسناد حسن من أجل نصر بن علقمة - وهو الحضرمي الحمصي - فإنه حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، ووثَّقه دحيم، وذكره ابن حبَّان في الثّقات. ورجال من بني سليم مبهومون إِلَّا أنهم يحتملون لكونهم جماعة. وبقية بن الوليد صرَّح بالتحديث.
ورواه ثور بن يزيد، عن نصر، عن رجل من بني سليم، عن عتبة بن عيد السلميّ، واختلف على ثور اختلافا كثيرًا. روايته عند أبي داود (٤٢٥٢)، وأحمد (١٧٦٣٨، ١٧٦٤٠) وغيرهما.
لكن لا يُعلُّ هذا الطريق الأوّل لاختلاف مخرجهما. والله أعلم.
وقوله: «أعرافها» جمع العرُف وهو شعر عنق الفرس.
وقوله: «أدفاؤها» جمع دفء الذي يدفئك أي يدفع البرد عنك.
وقوله: «مذابُّها» جمع مذبّة وهي ما يذبّ به الذباب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 245 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تقصوا نواصي الخيل ولا تجزوا أعرافها ولا تقصوا أذنابها

  • 📜 حديث: لا تقصوا نواصي الخيل ولا تجزوا أعرافها ولا تقصوا أذنابها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تقصوا نواصي الخيل ولا تجزوا أعرافها ولا تقصوا أذنابها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تقصوا نواصي الخيل ولا تجزوا أعرافها ولا تقصوا أذنابها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تقصوا نواصي الخيل ولا تجزوا أعرافها ولا تقصوا أذنابها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب