حديث: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو أخير منه ألقيناه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بيان الضلال الذي كان عليه الناس في الجاهلية قبل الإسلام

عن أبي رجاء العُطاردي يقول: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا جُثوة من تراب، ثم جئنا بالشاة، فحلبناه عليه، ثم طفنا به، فإذا دخل شهر رجب قلنا: منصل الأسنة، فلا ندع رمحًا فيه حديدة، ولا سهمًا فيه حديدة إلا نزعناه، وألقيناه شهر رجب.
وسمعت أبا رجاء يقول: كنت يوم بعث النبي ﷺ غلامًا أرعى الإبل على أهلي، فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار إلى مسيلمة الكذّاب.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٣٧٧، ٤٣٧٦) عن الصلت بن محمد قال سمعت مهدي بن ميمون قال سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: فذكره.

عن أبي رجاء العُطاردي يقول: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا جُثوة من تراب، ثم جئنا بالشاة، فحلبناه عليه، ثم طفنا به، فإذا دخل شهر رجب قلنا: منصل الأسنة، فلا ندع رمحًا فيه حديدة، ولا سهمًا فيه حديدة إلا نزعناه، وألقيناه شهر رجب.
وسمعت أبا رجاء يقول: كنت يوم بعث النبي ﷺ غلامًا أرعى الإبل على أهلي، فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار إلى مسيلمة الكذّاب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فإن هذا الحديث الذي رواه أبو رجاء العطاردي رضي الله عنه، وهو من التابعين، يروي لنا حال العرب في الجاهلية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث عظيم الفائدة في بيان ما كان عليه الناس من الضلال والجهل، وكيف أنقذهم الله تعالى بالإسلام.

أولاً. شرح المفردات:


● جُثوة: كومة من التراب.
● منصل الأسنة: نزع السِنان (الحديد) من رؤوس الرماح والسهام.
● مسيلمة الكذاب: مدَّعٍ للنبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في منطقة اليمامة.


ثانيًا. شرح الحديث:


يذكر أبو رجاء العطاردي رضي الله عنه حال قومه في الجاهلية، حيث كانوا يعبدون الأحجار، فإذا وجدوا حجرًا أكبر أو أجمل من الذي يعبدونه، ألقوا الأول وأخذوا الجديد! بل إذا لم يجدوا حجرًا، كانوا يجمعون كومة من التراب، ثم يحلبون عليها شاة، ويطوفون حولها كما يطوفون حول الأصنام! وهذا منتهى الجهل والضلال.
ثم يذكر عادة أخرى لهم في شهر رجب، حيث كانوا يسمونه "منصل الأسنة"، فينزعون الحديد من رماحهم وسهامهم، ويعطلون القتال فيه، اعتقادًا منهم بأنه شهر حرام يجب فيه ترك القتال، مع أنهم كانوا يخترعون هذه البدع من عند أنفسهم.
ثم يذكر أبو رجاء أنه كان غلامًا صغيرًا يرعى الإبل عندما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سمع الناس بخروجه، هرب بعضهم إلى مسيلمة الكذاب، خوفًا من التغيير أو بسبب الجهل بدين الإسلام.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- بيان حال الجاهلية: الحديث يصور لنا مدى الضلال الذي كان يعيش فيه الناس قبل الإسلام، حيث عبدوا الأحجار والتراب، ووضعوا شرائع من عند أنفسهم.
2- نعمة الإسلام: يجب أن نشكر الله تعالى أن أنقذنا من هذا الضلال، وجعلنا من أمة الإسلام الموحدة لله تعالى.
3- التحذير من البدع: مثل بدعة تعظيم شهر رجب بطرق غير مشروعة، كالاعتزال عن القتال فيه بطريقة مخترعة، أو الاحتفال به بطريقة لم يأذن بها الله.
4- الفرار إلى الباطل: بعض الناس يفرون من الحق عندما يسمعونه، ويلجؤون إلى الباطل رغم وضوح الحق، كما فر بعض الناس إلى مسيلمة الكذاب خوفًا من التغيير أو جهلاً بالحق.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- كان العرب في الجاهلية يعظمون الأشهر الحرم، ولكنهم كانوا يبدلون ويغيرون في أشهر الحرم، كما قال تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: 37].
- قصة مسيلمة الكذاب من قصص الردة التي حدثت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقُتل في حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

الحمد لله الذي أنقذنا من الظلمات إلى النور، وجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٣٧٧، ٤٣٧٦) عن الصلت بن محمد قال سمعت مهدي بن ميمون قال سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو أخير منه ألقيناه

  • 📜 حديث: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو أخير منه ألقيناه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو أخير منه ألقيناه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو أخير منه ألقيناه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو أخير منه ألقيناه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب