حديث: أرأيت النبي ﷺ أكان من مضر؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر نسبه الشريف

عن زينب بنت أبي سلمة - ربيبة النبي ﷺ قيل لها: أرأيت النبي ﷺ أكان من مضر؟ قالت: فممّن كان إلا من مضر؟ من بني النضر بن كنانة.

صحيح: رواه البخاري في المناقب (٣٤٩١) عن قيس بن حفص، حدثنا عبد الواحد، حدثنا كليب بن وائل قال: حدثتني ربيبة النبي ﷺ زينب بنت أبي سلمة قال: قلت لها: فذكره.

عن زينب بنت أبي سلمة - ربيبة النبي ﷺ قيل لها: أرأيت النبي ﷺ أكان من مضر؟ قالت: فممّن كان إلا من مضر؟ من بني النضر بن كنانة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب "المناقب"، باب "صفة النبي ﷺ"، وهو حديث عظيم الشأن، يبين النسب الشريف لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● ربيبة النبي ﷺ: الربيبة هي التي تربت في حجر غير أبيها، وزينب هذه هي ابنة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنهما من زوجها الأول أبي سلمة، فتربت في بيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بأمها.
● مضر: هو مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو أحد الجذمين العظيمين من قبائل عدنان، وينتسب إليه معظم قبائل شمال الجزيرة العربية.
● بني النضر بن كنانة: النضر هو الجد الثاني عشر للنبي صلى الله عليه وسلم، وكنانة هي القبيلة الأم التي انبثقت منها قريش.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يسأل أحد الصحابة أو التابعين السيدة زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها - وهي التي عاشت في بيت النبوة وعرفت أحواله - عن نسب النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "أرأيتِ النبي ﷺ أكان من مضر؟"، أي هل ينتمي إلى قبيلة مضر العريقة؟
فأجابت باستنكار وتعجب من السؤال، لأن الأمر معلوم وواضح لا غبار عليه، فقالت: "فممن كان إلا من مضر؟"، أي: ومن أي قبيلة يكون صلى الله عليه وسلم إن لم يكن من مضر؟! ثم دقتقت في النسب لتؤكد وتوضح، فقالت: "من بني النضر بن كنانة".
فهذا تأكيد من ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم على صحة ونقاء نسبه الشريف، وأنه من صميم قبيلة مضر، بل من أعرق أفخاذها، وهو بنو النضر بن كنانة، الذي تنتمي إليه قبيلة قريش، ومنها بنو هاشم، بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- شرف النسب والنبوة: لم تكن النبوة في العرب إلا في ذرية إسماعيل عليه السلام، ولم تكن في ذرية إسماعيل إلا في قريش، ولم تكن في قريش إلا في بني هاشم. وهذا من حكمة الله تعالى، حيث جعل رسوله من أعرق القبائل نسباً وأشرفها حسباً، ليكون ذلك أدعى لقبول دعوته عند العرب الذين كانوا يهتمون بالأنساب.
2- التأكيد على نسب النبي ﷺ: كان الصحابة والتابعون حريصين على معرفة وتوثيق كل ما يتعلق بنبيهم صلى الله عليه وسلم، من نسب وصفات وأخلاق، لينقلوه للأمة كاملة غير منقوصة.
3- فصاحة العرب وبلاغتهم: نلطفت في جوابها، حيث أجابت بالسؤال الاستنكاري "فممن كان إلا من مضر؟" مما يدل على وضوح الأمر واشتهاره، ثم أتبعت ذلك بالتفصيل والتأكيد.
4- مكانة المرأة العالمة: السيدة زينب رضي الله عنها كانت من العالمات الفقيهات، تربت في بيت النبوة، ونقلت علماً كثيراً، وهذا يبين المكانة الرفيعة للمرأة المسلمة التي تطلب العلم وتنقله.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● نسب النبي صلى الله عليه وسلم الكامل هو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (وهو قريش) بن مالك بن النضر بن كنانة.
- اتفق أهل العلم على أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدنان متفق على صحته، وهو من أطهر الأنساب وأشرفها.
- هذا النسب الشريف لم يكن له أثر في تكريمه عند الله، فالشرف الحقيقي هو التقوى، ولكن الله اصطفاه من بين الخلق أجمعين، فجمع له شرف النسب الدنيوي وشرف الاصطفاء الرباني.
أسأل الله أن يرزقنا حب نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المناقب (٣٤٩١) عن قيس بن حفص، حدثنا عبد الواحد، حدثنا كليب بن وائل قال: حدثتني ربيبة النبي ﷺ زينب بنت أبي سلمة قال: قلت لها: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 4 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أرأيت النبي ﷺ أكان من مضر؟

  • 📜 حديث: أرأيت النبي ﷺ أكان من مضر؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أرأيت النبي ﷺ أكان من مضر؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أرأيت النبي ﷺ أكان من مضر؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أرأيت النبي ﷺ أكان من مضر؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب