أول من أظهر إسلامه سبعة

حديث: أول من أظهر إسلامه سبعة

عن عبد الله بن مسعود قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله ﷺ، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد. فأما رسول الله ﷺ فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، فألبسوهم أدْراع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانتْ عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان، وأخذوا يطوفون به شعاب مكة. وهو يقول: أحد أحد.

حسن: رواه ابن ماجه (١٥٠) وأحمد (٣٨٣٢) وصحّحه ابن حبان (٧٠٨٣) والحاكم (٣/ ٢٨٣) كلهم من طريق زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يسلط الضوء على لحظة فارقة في تاريخ الدعوة الإسلامية، وهي مرحلة الاضطهاد الشديد التي تعرض لها أوائل المسلمين في مكة. وفيما يلي شرح وافٍ للحديث:

أولاً. شرح المفردات:

* أظهر إسلامه: أي أعلن إيمانه ودخوله في الإسلام جهاراً دون خوف أو تردد.
* أدْراع الحديد: جمع "درع"، وهي قمصان من الحديد كانت تُسخن في النار ثم يلبسها المعذبون فتلتصق بجلودهم.
* صهروهم في الشمس: عرّضوهم للشمس الحارقة في أوقات الظهيرة، والصهر هو إذابة المعدن بالنار، فكأنهم يذوبون من شدة الحر.
* واتاهم على ما أرادوا: استسلم لهم ورضخ لما يطلبون منه من ترك الإسلام أو سب النبي ﷺ.
* هانت عليه نفسه في الله: احتقر نفسه وأهونها وأحب الله ورسوله أكثر من كل شيء، فلم يبال بالعذاب في سبيل الله.
* شعاب مكة: الأودية والطرق بين جبال مكة.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا ابن مسعود رضي الله عنه أن أول سبعة أشخاص أعلنوا إسلامهم بشكل صريح وواجهوا المشركين بإيمانهم هم:
1- رسول الله ﷺ: وهو سيدهم وقائدهم.
2- أبو بكر الصديق رضي الله عنه: الصاحب الوفي.
3- عمار بن ياسر رضي الله عنه.
4- أم عمار، سمية بنت خياط رضي الله عنها: وهي أول شهيدة في الإسلام.
5- صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه.
6- بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه.
7- المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه.
ثم يبين الحديث أن الله تعالى قد هيأ لهؤلاء السبعة أسباباً للحماية، لكنها اختلفت:
* النبي ﷺ: منعه الله بعمه أبي طالب، الذي كان سيداً في قريش ومطاعاً among them، فكان حصناً منيعاً يحول دون إيذاء المشركين له مباشرة، مع أنه تعرض للأذى القولي والمحاولات.
* أبو بكر الصديق: منعه الله بقومه، أي بعشيرته (بنو تيم) الذين كانوا من أشراف قريش، فكانوا يدفعون عنه إذا هُوجم.
أما الباقون (عمار، سمية، صهيب، بلال، المقداد) فلم يكن لهم هذه الحماية القبلية، فوقع عليهم العذاب الشديد:
* حيث كان المشركون يُلبسونهم أدراع الحديد المسخنة بالنار.
* يعرضونهم للشمس الحارقة في أوقات الظهيرة على رمال مكة المحرقة.
وفي هذا الاختبار الصعب، اضطر معظمهم – تحت وطأة العذاب – إلى أن يقولوا كلمة الكفر أو يسبوا النبي ﷺ ظاهراً فقط، وقلوبهم مطمئنة بالإيمان، رغبة في تخفيف العذاب المؤلم. وهذا من رحمة الله تعالى بهم، وهو ما يُعرف في العقيدة بـ "الإكراه"، حيث يُعذر الإنسان فيه.
الاستثناء الوحيد كان بلال بن رباح رضي الله عنه:
فهو الذي لم يستسلم أبداً، ولم يقل كلمة الكفر حتى ولو ظاهراً. لقد احتقر نفسه وعذاب الدنيا في سبيل رضى الله تعالى، وهان على قومه (أسياده من بني جمح) فلم يبالوا به، بل أعطوه للأطفال (الولدان) ليعذبوه ويسخروا منه. فكانوا يطوفون به في أودية مكة وهو في حالة يُرثى لها، ولكن لسانه لم يزل رطباً بذكر الله، يُردد "أحدٌ أحدٌ"، مؤكداً على عقيدة التوحيد ووحدانية الله تعالى التي من أجلها يعذب.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- ثبات العقيدة: قصة هؤلاء السابقين الأولين هي أعظم مثال على قوة الإيمان والثبات على العقيدة حتى في أقسى الظروف. فالإيمان الحقيقي يجعلك تُقدم ما تحب في سبيل الله.
2- تفاضل الثواب بقدر الصبر: بلال رضي الله عنه بلغ درجة عظيمة عند الله بسبب صبره الفريد، حتى صار مؤذن الرسول ﷺ، بينما نجد أن من عُذبوا وغلبهم العذاب قد غفر الله لهم وهم من السابقين الأولين أيضاً.
3- مكانة الشهداء: سمية رضي الله عنها كانت أول من سقط شهيداً في سبيل الله، مما يرفع مكانتها ويظهر أن الله يكرم من يشاء، فكانت امرأة ضعيفة ولكن إيمانها جعلها من العظماء.
4- التفكير في نعمة الأمن: الحديث يذكرنا بنعمة العيش في أمن وأمان على ديننا، وهي نعمة عظيمة يجب شكر الله عليها.
5- قيمة الذكر في الشدة: كان رد بلال على العذاب هو التكبير والتهليل ("أحد أحد")، مما يعلمنا أنلجوء إلى ذكر الله هو السلاح الأقوى في مواجهة المحن والشدائد.
6- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: نرى كيف هيأ الله أسباب الحماية للنبي ﷺ وأبي بكر، وهذا يدل على أن الأخذ بالأسباب المشروعة (كالحماية القبلية) لا ينافي التوكل على الله.

رابعاً. معلومات إضافية:

* مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "الم

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٥٠) وأحمد (٣٨٣٢) وصحّحه ابن حبان (٧٠٨٣) والحاكم (٣/ ٢٨٣) كلهم من طريق زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله فذكره. وإسناده حسن من أجل عاصم، فإنه حسن الحديث.
وقد روي مرسلا من قول مجاهد.
وقوله: واتاهم على ما أرادوا - أي من ترك إظهار الإسلام. إلا بلال فإنه استمر على إظهاره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 69 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول من أظهر إسلامه سبعة

📜 حديث: أول من أظهر إسلامه سبعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أول من أظهر إسلامه سبعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أول من أظهر إسلامه سبعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أول من أظهر إسلامه سبعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية