حديث: قصة دثروني ثروني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أول وحي جاء والنبي ﷺ في غار حراء

عن يحيى بن كثير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] قلت: يقولون: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١] فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله عن ذلك وقلت له مثل الذي قلت فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله ﷺ قال: «جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هَبِطتُ، فنوديتُ، فنظرت عن يميني فلم أر شيئًا، ونظرت عن شمالي فلم أر
شيئًا، ونظرت أمامي فلم أر شيئًا، ونظرت خلفي فلم أر شيئًا، فرفعت رأسي فرأيت شيئًا، فأتيت خديجة فقلت: دثروني، وصبوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فنزلت: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ [المدثر: ١ - ٣].

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٢٢) ومسلم في الإيمان (١٦٠ - ٢٥٧) كلاهما من حديث يحيى بن أبي كثير فذكره.

عن يحيى بن كثير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] قلت: يقولون: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١] فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله عن ذلك وقلت له مثل الذي قلت فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله ﷺ قال: «جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هَبِطتُ، فنوديتُ، فنظرت عن يميني فلم أر شيئًا، ونظرت عن شمالي فلم أر
شيئًا، ونظرت أمامي فلم أر شيئًا، ونظرت خلفي فلم أر شيئًا، فرفعت رأسي فرأيت شيئًا، فأتيت خديجة فقلت: دثروني، وصبوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فنزلت: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ [المدثر: ١ - ٣].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه يروي لنا قصة نزول أول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الأحاديث التي تبين لنا بدء النبوة وتلقّي الرسول صلى الله عليه وسلم للوحي.

شرح المفردات:


● جاورت بحراء: أي سكنت واعتكفت في غار حراء للتعبد والتفكر.
● قضيت جواري: أي انتهيت من فترة الاعتكاف.
● هبطت: نزلت من الجبل.
● نوديت: سمعت منادياً يناديني.
● دثروني: غطوني بثياب أو لِحاف بسبب الخوف والرهبة.
● صبوا علي ماءً بارداً: اسكبوا علي الماء البارد لتهدئة ما بي من رعب.

شرح الحديث:


يبدأ الحديث بسؤال يحيى بن كثير لأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن، فيجيب أبو سلمة بأنه سورة المدثر، ثم يروي قصة سؤاله لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ويؤكد جابر أنه لا يحدث إلا بما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم تفاصيل بدء الوحي، حيث كان يعتكف في غار حراء، وبعد انتهاء فترة الاعتكاف نزل من الغار، فسمع منادياً يناديه، فالتفت في جميع الجهات فلم ير أحداً، ثم رفع رأسه فرأى الملك (جبريل عليه السلام) - كما في الروايات الأخرى - فخاف ورجع إلى زوجته خديجة رضي الله عنها طالباً أن يُدثَّر ويُصبَّ عليه الماء البارد ليهدأ من روعه، فأنزل الله عليه: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1-3].
وهنا إشكال في ظاهر الحديث، حيث إن أول ما نزل من القرآن هو سورة العلق: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، ولكن هذا الحديث يذكر أن أول ما نزل هو سورة المدثر.
وقد أجاب العلماء على هذا الإشكال بعدة أجوبة، منها:
1. أن أول ما نزل من القرآن مطلقاً هو سورة العلق، وأول ما نزل بعد انقطاع الوحي هو سورة المدثر، حيث إن الوحي انقطع بعد نزول أول آيات سورة العلق، ثم عاد بنزول سورة المدثر.
2. أن أول ما نزل من القرآن على الإطلاق هو سورة العلق، ولكن سورة المدثر هي أول ما نزل في أمر الدعوة والإنذار، كما في قوله: {قُمْ فَأَنْذِرْ}.
3. أن أبا سلمة وجابراً رضي الله عنهما قالا ذلك بناء على ما بلغهما، والصحيح ما ثبت في الصحيحين من أن أول ما نزل هو سورة العلق.

الدروس المستفادة:


1- بدء الوحي وعلامات النبوة: الحديث يبين كيف بدأ الوحي وكيف كان حال النبي صلى الله عليه وسلم عند تلقي أول Revelation.
2- صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأمانته في الرواية: حيث إن جابراً رضي الله عنه يؤكد أنه لا يحدث إلا بما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- الخوف والرهبة عند تلقي الوحي: مما يدل على عظمة الوحي وجلال الموقف.
4- دور خديجة رضي الله عنها في تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم: حيث كان لها دور مهم في طمأنة النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهه إلى ورقة بن نوفل.
5- أهمية الصبر والثبات في الدعوة: حيث بدأت الدعوة بأمر الإنذار: {قُمْ فَأَنْذِرْ}.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة ببدء الوحي.
- قصة نزول الوحي مروية في الصحيحين بأكثر من رواية، ومن أجمعها رواية عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي.
- سورة المدثر من أوائل السور المكية، وهي تحمل معاني التوجيه إلى الدعوة والإنذار وتكبير الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩٢٢) ومسلم في الإيمان (١٦٠ - ٢٥٧) كلاهما من حديث يحيى بن أبي كثير فذكره.
وقوله: «أول ما نزل من القرآن»: يقصد به بعد فترة انقطاع الوحي - كما جاء التصريح به في الحديث الآتي. وأما كيفية نزول الوحي فانظر كتاب الوحي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قصة دثروني ثروني

  • 📜 حديث: قصة دثروني ثروني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قصة دثروني ثروني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قصة دثروني ثروني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قصة دثروني ثروني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب