عقبة بن أبي معيط يخنق رسول الله ﷺ عند الكعبة

حديث: عقبة بن أبي معيط يخنق رسول الله ﷺ عند الكعبة

عن عروة بن الزبير قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد ما صنع المشركون برسول الله ﷺ قال: بينا رسول الله ﷺ يصلى بفناء الكعبة، إذ أقبل عُقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله ﷺ ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنْقًا شديدًا. فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله ﷺ وقال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [غافر: ٢٨].

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٨١٥) عن علي بن عبد الله، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي قال: حدثني عروة بن الزبير، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث الشريف الذي يروي جانبًا من جوانب الصبر والثبات الذي تحلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجه الأذى، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة.

الحديث:

عن عروة بن الزبير قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد ما صنع المشركون برسول الله ﷺ. قال: بينا رسول الله ﷺ يصلي بفناء الكعبة، إذ أقبل عُقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله ﷺ ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا. فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله ﷺ وقال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [غافر: ٢٨].

شرح المفردات:

● بفناء الكعبة: الفناء هو الساحة أو المكان المحيط بالكعبة.
● عقبة بن أبي معيط: هو أحد أشراف قريش وكان من أشد الناس عداوة للإسلام.
● أخذ بمنكبه: أمسك بكتفه.
● لوى ثوبه في عنقه: لف ثوب النبي صلى الله عليه وسلم حول رقبته.
● خنقه: ضغط على رقبته ليمنعه من التنفس.
● أقبل أبو بكر: جاء أبو بكر الصديق مسرعًا.
● يدفع عن رسول الله: يدفع المعتدي ويحمي النبي.

شرح الحديث:

هذا الحديث يرويه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو من الصحابة الذين شهدوا بعض أحداث الدعوة الإسلامية في مكة. وقد سأله عروة بن الزبير عن أشد أنواع الأذى الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين، فذكر له هذه الواقعة.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في فناء الكعبة، وهو مكان عام يراه الناس، مما يدل على شجاعته وثباته في الدعوة إلى الله. وفي هذا الموقف، هاجمه عقبة بن أبي معيط وهو من أعداء الإسلام، فأمسك بمنكب النبي صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه حول عنقه وخنقه خنقًا شديدًا، مما يعتبر محاولة للقتل أو إلحاق أذى بالغ.
وفي هذا الموقف العصيب، يبرز دور أبي بكر الصديق رضي الله عنه، الذي تدخل بسرعة ودفع عقبة بن أبي معيط عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم استشهد بآية من سورة غافر وهي قوله تعالى: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ﴾. هذه الآية كانت تُقال في سياق دفاع مؤمن آل فرعون عن موسى عليه السلام، واستخدمها أبو بكر هنا في موقف مشابه، مما يدل على فصاحته وحكمته ودفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الدروس المستفادة:

1- صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى: فقد تحمل أنواعًا كثيرة من الأذى في سبيل الدعوة إلى الله، وهذا الموقف كان من أشدها.
2- ثبات النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة: لم يمنعه الأذى من أداء الصلاة في مكان عام، مما يدل على عزمه وتفانيه في العبادة.
3- دور الصحابة في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم: أبو بكر الصديق نموذج للصحابي الشجاع الذي يبذل نفسه في حماية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- الحكمة في الرد على الأعداء: استشهاد أبي بكر بالآية الكريمة يدل على كيف يمكن استخدام القرآن في الرد على المعتدين والحجة عليهم.
5- عداوة المشركين للدعوة الإسلامية: هذا الموقف يظهر مدى كره المشركين للإسلام ورسوله، وحقدهم على من يدعو إلى التوحيد.

معلومات إضافية:

- هذه الواقعة وقعت في مكة قبل الهجرة، عندما كان المسلمون يعانون من اضطهاد المشركين.
- عقبة بن أبي معيط كان من أشد أعداء الإسلام، وقد قتل في غزوة بدر كافرًا.
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان دائمًا يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقف إلى جانبه في أصعب الظروف.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وأن يعيننا على الصبر والثبات في دعوتنا إلى الله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨١٥) عن علي بن عبد الله، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي قال: حدثني عروة بن الزبير، فذكره.
ورواه يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه عروة بسياق أطول منه وهو الآتي:

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 83 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عقبة بن أبي معيط يخنق رسول الله ﷺ عند الكعبة

📜 حديث: عقبة بن أبي معيط يخنق رسول الله ﷺ عند الكعبة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عقبة بن أبي معيط يخنق رسول الله ﷺ عند الكعبة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عقبة بن أبي معيط يخنق رسول الله ﷺ عند الكعبة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عقبة بن أبي معيط يخنق رسول الله ﷺ عند الكعبة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية