ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم

حديث: ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذممًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمد».

صحيح: رواه البخاري في المناقب (٣٥٣٣) عن علي عبد الله، حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3533) عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُظهر عظمة النبي ﷺ وحكمته ورفقته بأمته.

أولاً. شرح المفردات:

● يَصْرِفُ: يدفع ويبعد.
● شَتْمَ قُرَيْشٍ: سبابهم وإهانتهم.
● لَعْنَهُمْ: طردهم وإبعادهم من رحمة الله.
● مُذَمَّمًا: اسم مفعول من "ذمَّ"، أي المشتوم والمذموم.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بأمر عجيب، حيث كان كفار قريش يوجهون شتمهم ولعنهم إلى رجل يُدعى "مذمم" ظنًّا منهم أنهم يشتمون النبي محمدًا ﷺ، فيقول ﷺ متعجبًا من لطف الله ورعايته: "ألا تعجبون" أي انظروا إلى عجيب صنع الله وكيف أنه يصرف عني أذى قريش وسبهم، فهم يظنون أنهم يشتمونني ويلعنونني، ولكنهم في الحقيقة يذكرون اسم "مذمم" وهو ليس اسمي، فأنا "محمد" الممدوح، وليس "مذمم" المذموم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عناية الله تعالى بنبيه ﷺ: حيث كان الله يصرف عنه الأذى حتى بأسباب لا تخطر على البال، وهذه من صور العصمة والرعاية الإلهية.
2- الحكمة في الرد على الأذى: لم يكن رد النبي ﷺ عليهم بالشتم المقابل، بل بالعفو والحكمة، وبيان أنهم لم يصيبوه بأذى بسبب رعاية الله له.
3- تفضيل الأسماء الحسنة: فاسم "محمد" من الحمد، وهو اسم مبارك، بخلاف "مذمم" الذي هو من الذم، وقد كان العرب يفضلون التسمية بالأسماء ذات المعاني الجميلة.
4- التعجب من لطف الله: ينبغي للمؤمن أن يتفكر في صنع الله ولطفه بعباده، خاصة في صرف الأذى عنهم بطرق لا يعلمونها.
5- الصبر على الأذى: فالنبي ﷺ صبر على أذى قريش وتحمله، وكان ذلك من أسباب نصر الله له.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من معجزات النبي ﷺ ودلالات نبوته، حيث إن تصريف الله للأذى عنه بهذه الطريقة أمر خارق للعادة.
- يُستفاد منه أيضًا أن الله قد يصرف عن عباده المؤمنين الأذى بطرق خفية لا يعلمونها، فيجب عليهم شكر الله وحمده على ذلك.
- كان من هدي النبي ﷺ أنه لا ينتقم لنفسه، بل يعفو ويصبر، وهذا من أخلاقه العظيمة التي أمرنا بالاقتداء بها.
أسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، العاملين بها، وأن يرزقنا حسن الأخلاق والصبر على الأذى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المناقب (٣٥٣٣) عن علي عبد الله، حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 91 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم

📜 حديث: ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية