حديث: مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الهجرة الثانية لأصحابه إلى الحبشة

عن أبي موسى قال: بلغنا مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه - أنا وأخوان لي أنا أصغرهم: أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم - إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي في الحبشة، ووافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله ﷺ بعثنا هاهنا، وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا، فوافقنا النبي ﷺ حين افتتح خيبر، فأسهم لنا - أو قال: فأعطانا -
منها، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئًا، إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معهم.

صحيح: أخرجه البخاري في فرض الخمس (٣١٣٦) عن محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، حدثنا بُريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكره.

عن أبي موسى قال: بلغنا مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه - أنا وأخوان لي أنا أصغرهم: أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم - إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي في الحبشة، ووافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله ﷺ بعثنا هاهنا، وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا، فوافقنا النبي ﷺ حين افتتح خيبر، فأسهم لنا - أو قال: فأعطانا -
منها، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئًا، إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُروى قصة هجرته وهجرة قومه، وفيه فوائد عظيمة ودروس مستفادة.

أولاً. شرح المفردات:


● بلغنا مخرج النبي ﷺ: أي وصلنا خبر خروجه ﷺ من مكة مهاجراً إلى المدينة.
● مهاجرين إليه: أي خارجين من ديارنا في اليمن قاصدين المدينة للقاء النبي ﷺ والانضمام إليه.
● بضع: العدد من الثلاثة إلى التسعة.
● ألقتنا سفينتنا: أي حملتنا وأوصلتنا.
● النجاشي: هو ملك الحبشة، وكان ملكاً عادلاً مسلماً.
● أسهم لنا: أي أعطانا نصيباً من الغنائم.


ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن قصة هجرته هو وإخوته وقومه من اليمن إلى النبي ﷺ في المدينة. فلما بلغهم خبر هجرة النبي ﷺ من مكة إلى المدينة، خرجوا من اليمن قاصدين المدينة لينضموا إلى المسلمين هناك.
لكن السفينة التي كانت تقلهم حملتهم إلى الحبشة بدلاً من أن تتجه بهم إلى المدينة، فوجدوا هناك مجموعة من المسلمين المهاجرين بقيادة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي كان قد هاجر إلى الحبشة بأمر من النبي ﷺ قبل ذلك. فأخبرهم جعفر أن النبي ﷺ أمرهم بالإقامة في الحبشة، فنصحهم بالبقاء معهم هناك، فأقاموا في الحبشة مع جعفر وأصحابه حتى قدموا جميعاً إلى المدينة.
وقد وافق قدومهم إلى المدينة وقت فتح النبي ﷺ لخيبر. فقسم النبي ﷺ لهم نصيباً من غنائم خيبر، مع أنهم لم يشهدوا المعركة، تكريماً لهم وتشجيعاً على هجرتهم وإيمانهم.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل الهجرة في سبيل الله: الحديث يظهر عظيم أجر الهجرة، حيث ترك أبو موسى وقومه ديارهم وأموالهم في اليمن طلباً لمرضاة الله وللانضمام إلى رسول الله ﷺ.
2- طاعة ولي الأمر: حيث أطاع أبو موسى وأصحابه نصيحة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه بالبقاء في الحبشة، امتثالاً لأمر النبي ﷺ، وهذا يدل على أهمية الطاعة في المعروف.
3- كرم النبي ﷺ وعدله: حيث أعطى المهاجرين القادمين من الحبشة نصيباً من الغنائم مع أنهم لم يشهدوا القتال، تكريماً لهم وتشجيعاً للمهاجرين الجدد، وهذا من حسن سياسة النبي ﷺ وحكمته.
4- الأخوة الإسلامية: استقبل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إخوته القادمين من اليمن في بلاد الغربة، وآواهم وأخبرهم بأمر النبي ﷺ، مما يجسد معنى الأخوة في الإسلام التي لا تعرف حدوداً جغرافية.
5- التيسير على الناس ورفع الحرج: فقسم النبي ﷺ للقادمين الجدد مع أنه لم يقسم لغيرهم من الغائبين، ليشجع على الهجرة والقدوم إلى ديار الإسلام.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● النجاشي الذي ذُكر في الحديث هو ملك الحبشة، وقد أسلم وحسن إسلامه، وصلى عليه النبي ﷺ صلاة الغائب عندما مات.
● جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه هو ابن عم النبي ﷺ، وكان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى الحبشة ثم عاد ليشارك في فتح خيبر، واستشهد لاحقاً في غزوة مؤتة.
● خيبر كانت مدينة كبيرة فيها حصون لليهود، وفتحها المسلمون في السنة السابعة للهجرة، وكان فتحها عزيزاً بفضل الله.
أسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا وأن يجعلنا من المهتدين بهديه والمقتفين لسنته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه البخاري في فرض الخمس (٣١٣٦) عن محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، حدثنا بُريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكره.
ورواه أيضًا في المناقب (٣٨٧٦) بالإسناد نفسه وزاد فيه قول النبي ﷺ: «لكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان».
وقد أشار البيهقي إلى ما في الصحيح بعد أن صحّح إسناد إسرائيل، عن أبي إسحاق. وقال: فأبو موسى شهد ما جرى بين جعفر وبين النجاشي، فأخبر عنه، ولعل الراوي وهم في قوله: «أمرنا رسول الله ﷺ أن ننطلق».
وبعد هجرة النبي ﷺ إلى المدينة رجع معظم المهاجرين من الحبشة إلى المدينة وبقي جعفر بن أبي طالب وأبو موسى الأشعري ورفقاؤه إلى فتح خيبر سنة ٧.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 100 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه

  • 📜 حديث: مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب