حديث: سجود النبي والمسلمين والمشركين عند نزول سورة النجم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الهجرة الثانية لأصحابه إلى الحبشة

عن ابن عباس قال: سجد النبي ﷺ بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس أي لما نزل قوله تعالى: ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (٦٢) [النجم: ٦٢].

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٨٦٢) عن أبي معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: سجد النبي ﷺ بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس أي لما نزل قوله تعالى: ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (٦٢)﴾ [النجم: ٦٢].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث الذي ذكرتَه رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم يُظهر هيبة القرآن الكريم وتأثيره البالغ حتى على قلوب المشركين. وإليك الشرح الوافي له على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


● سجد: أي خرَّ لله تعالى ساجدًا، وهو وضع الجبهة على الأرض تعظيمًا لله وخضوعًا له.
● بالنجم: أي عند تلاوة سورة النجم، والمراد الآيات الأخيرة منها التي فيها الأمر بالسجود.
● المشركون: هم كفار قريش الذين كانوا حاضرين عند تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم.
● الجن والإنس: هذا من باب التعميم والمبالغة في بيان شمولية هذا الموقف العظيم، حيث خضع له الجميع، أو أن المقصود أن السجود شمل كل من سمعه من الإنس والجن، لكن الرواية الصحيحة تُقيد ذلك بالحاضرين.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن موقف جليل حدث عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة النجم على مسامع قريش في مكة، فلما بلغ قوله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} [النجم: 62]، سجد صلى الله عليه وسلم سجود التلاوة.
وكانت هيبة الموقف وعظمة الكلمات التي سمعوها من القرآن الكريم قد سيطرت على الحاضرين جميعًا، فلم يتمالك أحدٌ نفسه، فسجد النبي صلى الله عليه وسلم فسجد معه كل من كان حاضرًا من المسلمين المؤمنين، بل وتبعهم في السجود حتى المشركون من كفار قريش، من شدة التأثر والانقياد اللحظي لهذا الأمر الإلهي المهيب.
أما ذكر الجن في الرواية، فالمقصود به التعميم، أي أن الموقف كان عظيمًا بحيث يخيل للسامع أنه شمل كل المخلوقات، أو أن الجن كانوا حاضرين يسمعون القرآن، كما ورد في مواضع أخرى، فسجدوا لربهم. وهذا الموقف كان سببًا في حدوث بلبلة وحيرة ضمن المشركين بعد أن أفاقوا من حالة الاندهاش، حيث استنكروا على أنفسهم سجودهم مع المسلمين.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة القرآن وتأثيره: القرآن الكريم له تأثير عجيب على النفوس، حتى إنه لَيَلْين القلوب القاسية ويخضع الجبابرة له في لحظات الصفاء والفطرة.
● قوة الفطرة: الإنسان مفطور على التوحيد والخضوع لله تعالى، وقد تظهر هذه الفطرة في لحظات الحق والصدق، كما ظهرت من المشركين في هذا الموقف.
● بيان مشروعية سجود التلاوة: الحديث دليل على مشروعية سجود التلاوة عند المرور بآية سجدة، وهو سجود واحد يكبر فيه المسلم عند السجود وعند الرفع منه.
● انقياد الكفار لحظة السماع: يبين الحديث أن الكافر قد ينقاد للحق لحظة سماعه ووضوحه، لكن العبرة بالاستمرار والثبات على الانقياد.
● قوة شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وهيبة الحق: لم يستطع أحد من المشركين أن يمتنع عن السجود مع النبي صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظة، مما يدل على قوة الحق والهيبة التي كانت تحيط بالدعوة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا السجود كان في أوائل الدعوة المكية، وقبل الهجرة.
- ورد في بعض الروايات أن المشركين حاولوا التعلل بعد ذلك بأن محمدًا أقرأهم آياتٍ تُعظّم آلهتهم (وهي آيات الشفاعة والوسيلة في السورة)، فلما سجدوا انتبهوا لأمر السجود، فندموا وحاولوا التبرير. وهذا من مكائدهم.
- سجود التلاوة سنة مؤكدة للقارئ والمستمع، سواء كان في الصلاة أو خارجها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين إذا سمعوا القرآن خشعوا له وسجدوا تعظيمًا لربهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٦٢) عن أبي معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وقد شاع بين الناس بأن أهل مكة أسلموا فرجع ناس منهم. عثمان بن مظعون إلى مكة. فلم يجدوا ما شاع بين الناس فرجعوا وسار معهم جماعة إلى الحبشة.
ذكر محمد بن سعد في طبقاته (١/ ٢٠٥ - ٢٠٦) تفصيل ذلك ولكن فيه محمد بن عمر الواقدي.
وقال فيه محمد بن عمر: فكانوا خرجوا في رجب سنة خمس، فأقاموا شعبان وشهر رمضان. وكانت السجدة في شهر رمضان وقدموا في شوال سنة خمس.
وكان عددهم أكثر من ثمانين رجلا منهم جعفر بن أبي طالب.
قال محمد بن إسحاق بعد أن سرد أسماءهم: «فكان جميع من لحق بأرض الحبشة، وهاجر إليها من المسلمين سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم معهم صغارًا وولدوا بها: ثلاثة وثمانين رجلا، إن كان عمار بن ياسر فيهم. وهو يشك فيه» انظر ابن إسحاق (رقم ٣٠٤) وسيرة ابن هشام (١/ ٣٣٠).
وهذا العدد شامل بمن هاجروا الهجرة الأولى.
وإليكم حديث أم سلمة التي تقص قصة الهجرة الأولى والثانية لأنها كانت مع زوجها في الهجرة الأولى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 97 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سجود النبي والمسلمين والمشركين عند نزول سورة النجم

  • 📜 حديث: سجود النبي والمسلمين والمشركين عند نزول سورة النجم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سجود النبي والمسلمين والمشركين عند نزول سورة النجم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سجود النبي والمسلمين والمشركين عند نزول سورة النجم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سجود النبي والمسلمين والمشركين عند نزول سورة النجم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب