حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي محمد إلى السماوات السبع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الإسراء والمعراج

عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله ﷺ قال: «أُتِيتُ بالبُراق وهو دابّة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فركبته حتَّى أتيتُ بيت المقدس. قال: فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء، قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجتُ فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من
لبن فاخترت اللّبن. فقال جبريل ﷺ: اخترتَ الفِطْرةَ، ثم عَرَجَ بنا إلى السّماء فاستفتح جبريلُ، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال محمّد. قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا، فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عَرجَ بنا إلى السّماء الثّانية، فاستفتح جبريل عليه السلام، فقيل: مَنْ أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال محمّد. قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد ﷺ. قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بُعث إليه. ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف ﷺ إذا هو قد أعطي شطر الحسن. فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السّماء الرّابعة فاستفتح جبريل عليه السلام، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمّد. قال: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس فرحّب ودعا لي بخير، قال الله عز وجل: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧) [مريم: ٥٧]، ثم عرج بنا إلى السّماء الخامسة، فاستفتح جبريل، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بهارون ﷺ فرحّب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة، فاستفتح جبريل عليه السلام قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بموسى ﷺ فرحّب ودعا لي بخير، ثم عرج إلى السماء السّابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمّد ﷺ. قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم ﷺ مسندًا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى السّدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال. قال: فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيّرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حُسنها، فأوحى الله إليَّ ما أوحى ففرض عليَّ خمسين صلاةً في كلِّ يوم وليلة، فنزلت إلى موسى ﷺ فقال: ما فرض ربُّك على أمَّتِك؟ قلت: خمسين صلاة. قال: ارجع إلى ربِّك فاسأله التّخفيف؛ فإنّ أمَّتك لا يطيقون ذلك، فإنّي قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم، قال: فرجعت إلى ربّي، فقلت: يا ربّ! خَفِّفْ على أمَّتي، فحطَّ عنّي خمسًا، فرجعت إلى موسى، فقلت حطّ عنّي
خمسًا. قال: إنّ أمّتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربِّك فاسأله التّخفيف، قال: فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال: يا محمّد إنّهنّ خمسُ صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة، ومن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبتْ له عشرًا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئًا فإن عملها كتبت سيئة واحدة، قال: فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ﷺ فأخبرتُه، فقال: ارجع إلى ربّك فاسأله التّخفيف. فقال رسول الله ﷺ فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٦٢) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا ثابت البنانيّ، عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله ﷺ قال: «أُتِيتُ بالبُراق وهو دابّة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فركبته حتَّى أتيتُ بيت المقدس. قال: فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء، قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجتُ فجاءني جبريل ﵇ بإناء من خمر وإناء من
لبن فاخترت اللّبن. فقال جبريل ﷺ: اخترتَ الفِطْرةَ، ثم عَرَجَ بنا إلى السّماء فاستفتح جبريلُ، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال محمّد. قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا، فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عَرجَ بنا إلى السّماء الثّانية، فاستفتح جبريل ﵇، فقيل: مَنْ أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال محمّد. قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد ﷺ. قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بُعث إليه. ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف ﷺ إذا هو قد أعطي شطر الحسن. فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السّماء الرّابعة فاستفتح جبريل ﵇، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمّد. قال: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس فرحّب ودعا لي بخير، قال الله ﷿: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧)﴾ [مريم: ٥٧]، ثم عرج بنا إلى السّماء الخامسة، فاستفتح جبريل، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بهارون ﷺ فرحّب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة، فاستفتح جبريل ﵇ قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بموسى ﷺ فرحّب ودعا لي بخير، ثم عرج إلى السماء السّابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمّد ﷺ. قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم ﷺ مسندًا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى السّدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال. قال: فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيّرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حُسنها، فأوحى الله إليَّ ما أوحى ففرض عليَّ خمسين صلاةً في كلِّ يوم وليلة، فنزلت إلى موسى ﷺ فقال: ما فرض ربُّك على أمَّتِك؟ قلت: خمسين صلاة. قال: ارجع إلى ربِّك فاسأله التّخفيف؛ فإنّ أمَّتك لا يطيقون ذلك، فإنّي قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم، قال: فرجعت إلى ربّي، فقلت: يا ربّ! خَفِّفْ على أمَّتي، فحطَّ عنّي خمسًا، فرجعت إلى موسى، فقلت حطّ عنّي
خمسًا. قال: إنّ أمّتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربِّك فاسأله التّخفيف، قال: فلم أزل أرجع بين ربي ﵎ وبين موسى ﵇ حتى قال: يا محمّد إنّهنّ خمسُ صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة، ومن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبتْ له عشرًا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئًا فإن عملها كتبت سيئة واحدة، قال: فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ﷺ فأخبرتُه، فقال: ارجع إلى ربّك فاسأله التّخفيف. فقال رسول الله ﷺ فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث الإسراء والمعراج من أعجب أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من المعجزات الخالدة التي أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم. وفيما يلي شرح وافٍ لهذا الحديث العظيم:

أولاً. شرح المفردات:


● البُراق: دابة سماوية بيضاء اللون، طولها فوق الحمار ودون البغل، سريعة جدًا تضع حافرها عند منتهى بصرها.
● يضع حافره عند منتهى طرفه: أي أن خطوها بعيد جدًا بحيث تصل قدماها إلى أقصى ما يمكن أن تبلغه بنظرها.
● الحلقة التي يربط بها الأنبياء: حلقة خاصة عند باب المسجد الأقصى لربط الدواب.
● الفطرة: الإسلام والهدى والاستقامة.
● عَرَجَ بنا: صعد بنا إلى السماء.
● شطر الحسن: نصف الجمال، أي أن يوسف عليه السلام أُعطي نصف جمال الدنيا.
● البيت المعمور: بيت في السماء السابعة يحجه الملائكة.
● السدرة المنتهى: شجرة في السماء السابعة عندها ينتهي علم الخلائق.
● كالقِلال: القلة هي الجرار الكبيرة، أي أن ثمرها كبير الحجم.
● حط عني خمسًا: نقص من الخمسين خمس صلوات.

ثانيًا. شرح الحديث:


1- رحلة الإسراء: بدأت الرحلة من مكة إلى بيت المقدس على دابة البُراق، وهي معجزة حسية أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم.
2- الاختيار بين الخمر واللبن: عندما قدم جبريل عليه السلام الخمر واللبن، اختار النبي صلى الله عليه وسلم اللبن، فقال جبريل: "اخترت الفطرة"، وهذا يدل على أن الإسلام هو دين الفطرة.
3- العروج إلى السماوات السبع: في كل سماء كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتقي بنبي من الأنبياء ويسلم عليه ويدعو له:
● السماء الأولى: آدم عليه السلام.
● السماء الثانية: يحيى وعيسى عليهما السلام.
● السماء الثالثة: يوسف عليه السلام.
● السماء الرابعة: إدريس عليه السلام.
● السماء الخامسة: هارون عليه السلام.
● السماء السادسة: موسى عليه السلام.
● السماء السابعة: إبراهيم عليه السلام.
4- البيت المعمور: في السماء السابعة رأى النبي صلى الله عليه وسلم البيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه.
5- السدرة المنتهى: ثم عرج به إلى سدرة المنتهى وهي مكان عظيم لا يستطيع أحد وصف حسنه.
6- فرض الصلوات: فرض الله على أمته خمسين صلاة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم بوساطة موسى عليه السلام طلب التخفيف حتى أصبحت خمس صلوات في الأداء وخمسين في الأجر.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظمة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث خصه الله بهذه الرحلة العظيمة.
2- مكانة الصلاة: فهي عماد الدين، وكانت آخر ما فرض الله من العبادات.
3- شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته: حيث لم يزل يراجع ربه حتى خفف عن أمته.
4- التواضع: حيث استحى النبي صلى الله عليه وسلم من مراجعة ربه بعد التخفيف.
5- فضل الأنبياء وعلو منزلتهم: حيث التقى بهم في السماوات.
6- أن الإسلام هو دين الفطرة: كما في اختيار اللبن بدل الخمر.

رابعًا. معلومات إضافية:


- حدثت رحلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة بشهور.
- الإسراء والمعراج معجزة عقلية وحسية للنبي صلى الله عليه وسلم.
- الصلوات الخمس هي الفريضة الوحيدة التي فرضت في السماء.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يجعلنا من المحافظين على الصلوات، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٦٢) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا ثابت البنانيّ، عن أنس بن مالك، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 112 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي محمد إلى السماوات السبع

  • 📜 حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي محمد إلى السماوات السبع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي محمد إلى السماوات السبع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي محمد إلى السماوات السبع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي محمد إلى السماوات السبع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب