حديث: خروج النبي ﷺ إلى بدر وقسمة الغنائم بين المسلمين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما رُوي في اختلاف الصحابة في غنائم بدر
حسن: رواه أحمد (٢٢٧٦٢) عن معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن عياش بن أبي ربيعة، عن سليمان بن موسى، عن أبي سلّام عن أبي أمامة، عن عبادة بن الصامت فذكره والحديث حسن لغيره.
![رُوي عن عبادة بن الصامت قال: خرجنا مع النبي ﷺ، فشهدت معه بدرًا، فالتقى الناس، فهزم الله العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون، وأكبّت طائفة على العسكر يحوونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله ﷺ لا يصيب العدو منه غرة، حتى إذا كان الليل، وفاء الناس بعضهم إلى بعض، قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها، فليس لأحد فيها نصيب، وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم بأحق بها منا، نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله ﷺ: لستم بأحق بها منا، نحن أحدقنا برسول الله ﷺ، وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به، فنزلت: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ [الأنفال: ١] فقسمها رسول الله ﷺ على فواق بين المسلمين، قال: وكان رسول الله ﷺ إذا أغار في أرض العدو نفّل الربع، وإذا أقبل راجعًا وكُلُّ الناسِ، نفّل الثلث، وكان يكره الأنفال، ويقول: «ليردّ قوي المؤمنين على ضعيفهم» رُوي عن عبادة بن الصامت قال: خرجنا مع النبي ﷺ، فشهدت معه بدرًا، فالتقى الناس، فهزم الله العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون، وأكبّت طائفة على العسكر يحوونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله ﷺ لا يصيب العدو منه غرة، حتى إذا كان الليل، وفاء الناس بعضهم إلى بعض، قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها، فليس لأحد فيها نصيب، وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم بأحق بها منا، نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله ﷺ: لستم بأحق بها منا، نحن أحدقنا برسول الله ﷺ، وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به، فنزلت: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ [الأنفال: ١] فقسمها رسول الله ﷺ على فواق بين المسلمين، قال: وكان رسول الله ﷺ إذا أغار في أرض العدو نفّل الربع، وإذا أقبل راجعًا وكُلُّ الناسِ، نفّل الثلث، وكان يكره الأنفال، ويقول: «ليردّ قوي المؤمنين على ضعيفهم»](img/Hadith/hadith_8739.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه بيان لحادثة تاريخية مهمة وقعت بعد غزوة بدر الكبرى، وتنزيل آية من آيات القرآن الكريم تتعلق بتقسيم الغنائم، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.
أولاً. شرح المفردات:
● أكبّت طائفة: أي أقبلت بشدة واجتهاد على جمع الغنائم.
● يحوونه: أي يضمونه ويجمعونه.
● أحدقت طائفة: أحاطت به لحمايته.
● لا يصيب العدو منه غرة: أي لا يهاجمه العدو على غفلة.
● وفاء الناس: اجتمعوا بعد تفرقهم.
● الأنفال: الغنائم التي ينفلها الإمام للمجاهدين.
● على فواق: أي على تساوٍ وعدل بين المسلمين.
● نفّل الربع: أعطى زيادة في العطاء للمجاهدين.
● يكره الأنفال: هنا المقصود أنه كان يكره أن يختص بعض الناس بالغنائم دون آخرين.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر، والتي كانت من أعظم الغزوات في تاريخ الإسلام. بعد أن هزم الله تعالى المشركين، انقسم الصحابة إلى ثلاث فرق:
1- فرقة تلاحقت بالعدو: طاردت المشركين الفارين لقتلهم أو أسرهم.
2- فرقة جمعت الغنائم: انشغلت بجمع متاع العدو وأسلحتهم وأموالهم.
3- فرقة أحاطت بالنبي صلى الله عليه وسلم: بقيت تحرسه وتحميه من أي هجوم مفاجئ.
وعندما انتهت المعركة واجتمع الناس، حدث نزاع بين هذه الفرق حول من أحق بالغنائم:
- قال جامعو الغنائم: نحن جمعناها فلا حق لغيرنا.
- قال المطاردون للعدو: نحن من هزمنا العدو وحققنا النصر.
- قال الحرس المحيطون بالنبي: نحن من حمينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأنزل الله تعالى قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾، فأمرهم الله بالتقوى وإصلاح ذات بينهم، ورد الأمر في تقسيم الغنائم إلى الله ورسوله.
فقسّم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم بعد ذلك بين المسلمين بالتساوي والعدل، ثم بيّن السنّة في النفل (العطاء الإضافي)، حيث كان يعطي الربع للمجاهدين عند بدء الغزو، والثلث عند العودة إذا كان الناس مجتمعين، وكان صلى الله عليه وسلم يحث على العدل ويرفض أن يأخذ الأقوياء كل الغنائم ويُحرموا الضعفاء.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- العدل في تقسيم الغنائم: فالغنائم ليست ملكًا لأحد بعينه، بل هي حق للجميع تحت إشراف الإمام العادل.
2- الأولوية لحماية القائد: حماية النبي صلى الله عليه وسلم كانت من أهم المهام، مما يدل على مكانة القائد في الإسلام.
3- التقوى وإصلاح ذات البين: النزاع على الدنيا قد يفسد القلوب، فأمر الله بالتقوى والإصلاح.
4- التعاون والتكامل: كل فريق قام بدور مهم، والغنائم قسمة عامة تشمل الجميع.
5- رفض الأنانية والطمع: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفض أن يستأثر الأقوياء بالغنائم ويحرم الضعفاء.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذه الآية (أول سورة الأنفال) نزلت في السنة الثانية للهجرة.
- الغنائم في الإسلام تُقسّم حسب ما جاء في القرآن: أربعة أخماس للمقاتلين، وخمس لله والرسول وذوي القربى واليتامى والمساكين.
- الحديث يدل على أن القائد المسلم له الحق في تقسيم الغنائم حسب المصلحة والعدل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه محمد بن إسحاق فقال: وحدثني عبد الرحمن بن الحارث وغيره من أصحابنا، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن أبي أمامة الباهلي قال: سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال فقال: فينا أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل، وساءت فيه أخلاقنا، فنزعه الله من أيدينا، فجعله إلى رسوله، فقسمّه رسول الله ﷺ بين المسلمين عن بواء، يقول: على السواء. سيرة ابن هشام (١/ ٦٤٢).
ورواه أيضًا الترمذي (١٥٦١) وابن ماجه (٢٨٥٢) وابن حبان (٤٨٥٥) والحاكم (٢/ ١٣٥) كلهم من حديث عبد الرحمن بن الحارث بهذا الإسناد واختصره بعضهم.
وقال الترمذي: حديث عبادة حسن.
وقال الحاكم بعد أن رواه من حديث إسماعيل بن جعفر، حدثني عبد الرحمن بن الحارث بإسناده: صحيح على شرط مسلم، وله شاهد من حديث محمد بن إسحاق القرشي.
وهؤلاء جميعًا زادوا في الإسناد «مكحول» بين سليمان بن موسى وأبي أمامة.
وأعل البخاري بأن سليمان بن موسى منكر الحديث، وقال: أنا لا أروي عنه شيئًا، روى سليمان بن موسى أحاديث عامتها مناكير وقال: هذا الحديث لا يصح، إنما روى هذه الحديث داود بن عمرو عن أبي سلام، عن النبي ﷺ مرسلًا«العلل الكبير للترمذي (٢/ ٦٦٥ - ٦٦٦).
معنى "ليرد" من الرد يعني: ليرد القوي الغنيمة، وإن كان هو الذي يسعى في تحصيل الغنيمة إلا أنها إذا حصلت فهي مشتركة بين العسكر، وفيهم الضعيف، فكأن القوي ردها من أيدي الكفرة على الضعيف، والله أعلم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 289 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 264 كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة
- 265 أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم فسجد رسول الله ﷺ
- 266 من للصبية قال النار
- 267 من للصبية يا رسول الله قال النار
- 268 لم يتم العثور على نص حديث مناسب للعنوان.
- 269 مصاريع أهل بدر بالأمس كما حددها رسول الله ﷺ
- 270 استقبل رسول الله البيت فدعا على ستة نفر من قريش
- 271 اجتمع ملأ قريش لقتال النبي فحصبهم بالتراب
- 272 يا فلان بن فلان أيسرّكم أنكم أطعتم الله ورسوله
- 273 رسول الله ينادي قتلى بدر بعد المعركة
- 274 النبي ﷺ يقول: إنهم الآن يسمعون ما أقول
- 275 طرح القتلى في القليب وخطاب النبي ﷺ لأهل القليب
- 276 وصية النبي للرماة في غزوة أحد بعدم ترك مواقعهم
- 277 من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب
- 278 من أسر العباس في غزوة بدر؟
- 279 ما كان لنبي أن يكون له أسرى
- 280 استشارة النبي لابي بكر وعمر في شان الاسرى
- 281 اضرب أعناقهم يا رسول الله
- 282 فداء أسارى بدر أربعة آلاف لكل واحد.
- 283 إن له بمكة ابنا تاجرًا كيّسًا ذا مال كأنكم به...
- 284 لا تذرون منه درهما
- 285 الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك
- 286 فداء أسرى بدر بتعليم أولاد الأنصار الكتابة
- 287 أطلقوا لها أسيرها وردوا الذي لها
- 288 معنى: لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في...
- 289 خروج النبي ﷺ إلى بدر وقسمة الغنائم بين المسلمين
- 290 ضربت يوم بدر للمهاجرين بمائة سهم
- 291 عطاء البدريين خمسة آلاف
- 292 شاء الله مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ
- 293 "يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر"
- 294 كان النبي إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
- 295 بعث النبي بشيرين لتبشير اهل المدينة بفتح بدر
- 296 خلّف النبي عثمان وأسامة على رقية أيام بدر
- 297 استوصوا بالأسارى خيرًا
- 298 عن ابن عباس: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والخارجون إلى...
- 299 إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس
- 300 إني لأرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية
- 301 أرواح الشهداء في الجنة في طير خضر
- 302 عمير بن وهب يريد قتل النبي في المدينة
- 303 يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب...
- 304 عنوان الحديث: النبي ﷺ يصلي على راحلته متوجهاً قبل المشرق
- 305 خروج رسول الله في غزوة بني أنمار
- 306 من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
- 307 انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم
- 308 أمر النبي ﷺ سعد بن معاذ بقتل كعب بن الأشرف.
- 309 قتل أبي رافع اليهودي
- 310 قتل أبي رافع اليهودي وأمر النبي ﷺ بذلك.
- 311 لا تقتلوا صبيًا ولا امرأة
- 312 رأيت كأني في درع حصينة والبقر المنحرة
- 313 رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها...
معلومات عن حديث: خروج النبي ﷺ إلى بدر وقسمة الغنائم بين المسلمين
📜 حديث: خروج النبي ﷺ إلى بدر وقسمة الغنائم بين المسلمين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خروج النبي ﷺ إلى بدر وقسمة الغنائم بين المسلمين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خروج النبي ﷺ إلى بدر وقسمة الغنائم بين المسلمين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خروج النبي ﷺ إلى بدر وقسمة الغنائم بين المسلمين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








