من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة

حديث: من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة

عن المغيرة بن شعبة أنه كان قائمًا على رأس رسول الله ﷺ بالسيف وهو ملثم وعنده عروة قال: فجعل عروة يتناول لحية النَّبِيّ ﷺ ويحدثه قال: فقال المغيرة لعروة: لتكفن يدك عن لحيته أو لا ترجع إليك قال: فقال عروة: من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة، فقال عروة: يا غدر ما غسلت رأسك من غدرتك بعد.

صحيح: رواه أبو بكر بن أبي شيبة كما في المطالب العالية «٢١١٦» وصحّحه ابن حبَّان «٤٥٨٣» من طريق وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة
فذكره، واللّفظ لابن حبَّان.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس وعبر عظيمة. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله تعالى.

الحديث:

1. شرح المفردات:

● ملثم: أي مغطي وجهه بثوب أو غيره.
● يتناول لحية النبي: يلمسها أو يمسك بها أثناء الحديث.
● لتكفن يدك: لتمنعن يدك أو لتبعدنها.
● يا غدر: يا خائن أو يا غادر.
● غدرتك: خيانتك أو غدرك السابق.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث وقع أثناء صلح الحديبية، حيث كان النبي ﷺ في مفاوضات مع قريش. وكان المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يقوم على حراسة النبي ﷺ وهو ملثم لا يُعرف، حاملاً سيفه لحماية رسول الله ﷺ. وكان عروة بن مسعود الثقفي (وهو من وفد قريش) يتحدث مع النبي ﷺ، وأثناء حديثه كان يمسك بلحية النبي ﷺ تعبيرًا عن القرب أو الجرأة في الحديث، فأنكر المغيرة بن شعبة ذلك، وخوفه من عاقبة هذا الفعل، فقال له: "لتكفن يدك عن لحيته أو لا ترجع إليك"، أي لتمنعن يدك من لمس لحية النبي ﷺ وإلا سأقطعها. فاستغرب عروة من هذا التهديد وسأل: من هذا؟ فأجيب: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة (حيث إن عروة والمغيرة من ثقيف). فرد عروة قائلاً: "يا غدر ما غسلت رأسك من غدرتك بعد"، وذلك إشارة إلى حادثة غدر المغيرة بن شعبة في الجاهلية حيث قتل رجالاً وأخذ أموالهم ثم أسلم بعد ذلك.

3. الدروس المستفادة منه:

● حرص الصحابة على حرمة النبي ﷺ: فقد غار المغيرة بن شعبة على رسول الله ﷺ حتى إنه هدد من يمس لحيته الشريفة، وهذا يدل على عظم منزلة النبي ﷺ عند أصحابه.
● الشجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: حيث لم يتردد المغيرة في إنكار فعل عروة وإن كان في موقف دبلوماسي.
● التذكير بالذنوب السابقة للتأديب: فقد ذكر عروة غدر المغيرة في الجاهلية لتأديبه وردعه عن تهديده.
● التوبة تمحو ما قبلها: فالمغيرة رضي الله عنه تاب من غدره في الجاهلية، وقبل الله توبته، وصار من خيرة الصحابة.
● الأخلاق في الحوار: حتى في المواقف المشحونة، كان الحوار بينهما يحمل شيئًا من الأدب.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- المغيرة بن شعبة رضي الله عنه من دهاة العرب، أسلم عام الخندق، وكان من ذوي الرأي والحكمة.
- عروة بن مسعود الثقفي كان من أعيان قريش، وأسلم بعد صلح الحديبية، واستشهد في دعوة قومه إلى الإسلام.
- هذا الحديث يدل على أن الصحابة كانوا يحرسون النبي ﷺ في السفر والمفاوضات، حرصًا على سلامته.
- قول عروة: "ما غسلت رأسك من غدرتك بعد" كناية عن أن أثر الغدر لا يزال عليه، وهو تعبير مجازي.
نسأل الله أن يفقهنا في سنن نبيه، وأن يوفقنا للاقتداء به وبصحابته الكرام. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو بكر بن أبي شيبة كما في المطالب العالية «٢١١٦» وصحّحه ابن حبَّان «٤٥٨٣» من طريق وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة
فذكره، واللّفظ لابن حبَّان. وإسناده صحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 511 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة

📜 حديث: من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية