محا رسول الله ﷺ اسمه من النبوة وكتب محمد بن عبد الله

حديث: محا رسول الله ﷺ اسمه من النبوة وكتب محمد بن عبد الله

عن عبد الله بن عباس قال: لما خرجت الحرورية اعتزلوا فقلت لهم: إن رسول الله ﷺ يوم الحديبية صالح المشركين فقال لعلي: «اكتب يا عليّ: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ﷺ»قالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك فقال رسول الله ﷺ: «امح يا علي اللهم إنك تعلم أني رسولك امح يا عليّ واكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله» والله لرسول الله خير من عليّ وقد محا نفسه ولم يكن محوه ذلك يمحاه من النبوة أخرجت
من هذه؟ قالوا: نعم.

حسن: رواه أحمد (٣١٨٧) عن عبد الرحمن بن مهدي، حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار قال: حَدَّثَنِي أبو زميل قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن عباس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الشروط، باب كيف يكتب هذا ما صالح عليه فلان بن فلان) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.

1. شرح المفردات:

● الحرورية: طائفة من الخوارج خرجت على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، سُمّوا بذلك لأنهم اعتزلوا في حروراء (موقف قرب الكوفة).
● اعتزلوا: انفصلوا عن جماعة المسلمين.
● يوم الحديبية: صلح الحديبية بين النبي ﷺ وقريش سنة 6 هـ.
● امح: امسح واحذف من الكتابة.

2. شرح الحديث:

يحدثنا ابن عباس رضي الله عنهما أن الخوارج (الحرورية) عندما انشقوا عن الإمام علي، ذهب إليهم ليناقشهم ويُبيّن لهم خطأ موقفهم. واستشهد بقصة من سيرة النبي ﷺ في صلح الحديبية، حيث أمر النبي ﷺ عليًا رضي الله عنه أن يكتب في الوثيقة: "هذا ما صالح عليه محمد رسول الله"، فاعترض ممثلو قريش وقالوا: "لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك"، أي أنهم لا يعترفون برسالته علنًا. فطلب النبي ﷺ من علي أن يمحو كلمة "رسول الله" ويكتب بدلاً منها "محمد بن عبد الله". ومع أن النبي ﷺ هو أفضل الخلق وأكملهم إيمانًا، إلا أنه محا هذه الصفة من الوثيقة تحقيقًا للمصلحة ودرءًا للفتنة، ولم ينقص ذلك من نبوته شيئًا.
ثم قال ابن عباس للخوارج: "والله لرسول الله خير من علي، وقد محا نفسه (أي تنازل عن كتابة وصف النبوة في الوثيقة) ولم يكن محوه ذلك يمحاه من النبوة"، أي أن تنازله الظاهري عن كتابة الوصف لم يُلغ حقيقة نبوته. فإذا كان النبي ﷺ قد فعل ذلك لمصلحة الإسلام، فكيف تعترضون على علي بن أبي طالب وهو يفعل ما يشبه ذلك لمصلحة المسلمين؟!
فسألهم: "أخرجتم؟" أي: هل خرجتم على الإمام علي؟ فقالوا: نعم. فبيّن لهم أن فعلهم هذا خطأ، لأن عليًا لم يفعل إلا ما هو مشروع ومصلحي كما فعل النبي ﷺ.

3. الدروس المستفادة:

● مراعاة المصلحة الشرعية: يجوز التنازل عن بعض الأمور الظاهرية تحقيقًا لمصالح أعلى، كوحدة المسلمين ودرء الفتنة.
● الحكمة في الدعوة: كما استخدم ابن عباس رضي الله عنهما القصة النبوية في محاورة الخوارج، ينبغي للداعية أن يكون حكيمًا في جداله، مستشهدًا بالسنة الصحيحة.
● الرد على المتشددين: الحديث يرد على من يتشدد في الأمور الظاهرية دون نظر إلى المقاصد الشرعية والحكمة.
● عظمة النبي ﷺ: تواضعه وحكمته في قيادة الأمة، حتى وهو يمحو وصف النبوة كتابةً لمصلحة أعظم.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من أحاديث الصلح والمرونة في السياسة الشرعية.
- الخوارج كانوا يُكفّرون المسلمين بالمعاصي، وخرجوا على الإمام علي رضي الله عنه، فبيّن لهم ابن عباس خطأهم بهذا الدليل النبوي.
- القصة تدل على أن الكتابة الرسمية قد تختلف أحيانًا عن الحقيقة الثابتة شرعًا لمصلحة عامة.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣١٨٧) عن عبد الرحمن بن مهدي، حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار قال: حَدَّثَنِي أبو زميل قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل عكرمة بن عمار العجلي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يضطرب ولم يغلط.
ورواه عبد الرزّاق (١٠/ ١٥٧) والحاكم (٢/ ١٥٠) كلاهما من حديث عكرمة بن عمار بإسناده مطوَّلًا. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وخلاصة ما صالح عليه النَّبِيّ ﷺ مع سهيل بن عمرو ما يلي:
١ - وضع الحرب بين المسلمين وقريش عشر سنين، يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض، وأن بينهم عيبة مكفوفة، فلا إسلال - سرقة - ولا إغلال - خيانة.
٢ - من أتى محمدًا من قريش بغير إذن وليه رده عليهم، ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه.
٣ - من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل، فدخلت خزاعة في عهد الرسول، ودخلت بنو بكر في عقد قريش.
٤ - أن يرجع النَّبِيّ ﷺ وأصحابه من غير عمرة هذا العام، فإذا كان العام القابل خرج عنها المشركون، فيدخلها المسلمون ويقيمون بها ثلاثًا ليس معهم من السلاح إِلَّا السيوف في قربها - أغمادها.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 514 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: محا رسول الله ﷺ اسمه من النبوة وكتب محمد بن عبد الله

📜 حديث: محا رسول الله ﷺ اسمه من النبوة وكتب محمد بن عبد الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: محا رسول الله ﷺ اسمه من النبوة وكتب محمد بن عبد الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: محا رسول الله ﷺ اسمه من النبوة وكتب محمد بن عبد الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: محا رسول الله ﷺ اسمه من النبوة وكتب محمد بن عبد الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية