حديث: إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ: إلى النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

قصة الرّجل الذي قاتل قتالًا شديدًا في غزوة حنين

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حُنينًا، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يُدْعَى بِالإسْلَامِ: «هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ» فَلَمَّا حَضَرْنَا الْقِتَالَ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ لَهُ آنِفًا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِلَى النَّارِ» فَكَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَرْتَابَ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا، فَلَمَّا كَانَ مِنْ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ ﷺ بِذَلِكَ، فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا، فَنَادَى فِي النَّاسِ: «أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ».

متفق عليه: أخرجه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٦٢)، ومسلم في الإيمان (١١١) كلاهما من حديث عبد الرزّاق، أخبرنا معمر، عن الزّهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره، واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حُنينًا، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يُدْعَى بِالإسْلَامِ: «هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ» فَلَمَّا حَضَرْنَا الْقِتَالَ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ لَهُ آنِفًا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِلَى النَّارِ» فَكَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَرْتَابَ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا، فَلَمَّا كَانَ مِنْ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ ﷺ بِذَلِكَ، فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا، فَنَادَى فِي النَّاسِ: «أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس وعبر جليلة.

أولاً. شرح المفردات:


● حُنَيْنٍ: اسم وادٍ قريب من مكة، وقعت فيه غزوة حنين بين المسلمين وكفار هوازن.
● يُدْعَى بِالإسْلَامِ: أي يظهر الإسلام وينتسب إليه، ولكن قد لا يكون حقيقياً في قلبه.
● أَهْلِ النَّارِ: أي من المستحقين لدخول النار بسبب كفره أو معصيته الكبيرة.
● يَرْتَابَ: أي يشك في صدق النبي صلى الله عليه وسلم أو في حكم الله.
● لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ: لم يحتمل الألم فانتحر.
● يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ: أي يقوي الله الدين وينصره أحياناً بأشخاص فسقة لا إيمان لهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، فأشار النبي إلى رجل من المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وأخبر أنه من أهل النار.
وبعد ذلك، حين بدأ القتال، قاتل هذا الرجل قتالاً شديداً حتى أصيب بجروح، فظن الناس أنه مات، فتعجبوا من قول النبي صلى الله عليه وسلم فيه، إذ كيف يكون من أهل النار وهو يقاتل هذا القتال الشديد؟ فأكد النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إلى النار"، مما جعل بعض المسلمين يقترب من الشك – لكنهم لا يشكون حقاً ليقينهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، بل استعظموا الأمر وتعجبوا.
ثم تبين أن الرجل لم يمت بعد، بل كان جريحاً، فلما جاء الليل ولم يحتمل الألم، انتحر وقتل نفسه. فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، كبر وشهد لله بالوحدانية ولنفسه بالعبودية والرسالة، تأكيداً على صدق ما أخبر به، ثم أمر بلالاً أن ينادي في الناس بأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وأن الله قد ينصر الدين بأيدي الفجار الذين لا إيمان في قلوبهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإيمان بالغيب: فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأمر غيبي، وهو مصير هذا الرجل، وهذا من خصائص النبوة.
2- عدم الاغترار بالأعمال الظاهرة: فالعبرة بحقيقة القلب والإيمان، لا بمجرد الأعمال الظاهرة، فقد يعمل الإنسان أعمالاً عظيمة لكنها لا تنفعه إذا لم يكن إيمان صحيح.
3- خطورة النفاق: وهذا الرجل كان من المنافقين، يظهر الإسلام ويبطن الكفر، فأعماله الحسنة في الدنيا لا تنفعه في الآخرة.
4- تحريم الانتحار: وهو من الكبائر، وفاعله متوعد بالنار كما في هذا الحديث، لقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29].
5- أن الله ينصر دينه بالرجل الفاجر: فالنصر من الله، وقد يجريه على أيدي أناس لا إيمان لهم، لحكمة يعلمها الله، كإقامة الحجة عليهم، أو لينتفع المسلمون بهذا النصر.
6- التسليم لأخبار النبي صلى الله عليه وسلم: وعدم الارتياب فيها ولو خالفت الظاهر.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعظم الأدلة على علم الغيب الذي يخص الله به أنبياءه.
- وفيه بيان أن الأعمال لا تنفع إلا بالإيمان الصحيح.
- وفيه تحذير من النفاق وخداع الناس بالمظاهر.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الإيمان الصادق، وأن يحفظنا من النفاق وسوء الخاتمة.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٦٢)، ومسلم في الإيمان (١١١) كلاهما من حديث عبد الرزّاق، أخبرنا معمر، عن الزّهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره، واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 725 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ: إلى النار

  • 📜 حديث: إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ: إلى النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ: إلى النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ: إلى النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ: إلى النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب