حديث: بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد بن الصمة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

حصار أوطاس

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ حُنينٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصمَّةِ، فَقُتِلَ دُرَيْد وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ. قَالَ أَبُو مُوسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى أَبِي مُوسَى فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي. فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى، فَاتَّبَعْتُهُ وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحِي، أَلَا تَثْبُتُ. فَكَفَّ فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لأَبِي عَامِرٍ: قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ. قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ، فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ. قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَقْرِئِ النَّبِيَّ ﷺ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي. وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ، فَمَكَثَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ، فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ، وَقَالَ: قُلْ لَهُ اسْتَغْفِرْ لِي، فَدَعَا
بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ» وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ النَّاسِ» فَقُلْتُ: وَلي فَاسْتَغْفِرْ. فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا» قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: إِحْدَاهُمَا لأَبِي عَامِرٍ وَالأُخْرَى لأَبِي مُوسَى.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٢٣) ومسلم في فضائل الصّحابة (١٦٥: ٢٤٩٨) كلاهما من طريق محمد بن العلاء، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، رضي الله قال: فذكره.

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ حُنينٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصمَّةِ، فَقُتِلَ دُرَيْد وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ. قَالَ أَبُو مُوسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى أَبِي مُوسَى فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي. فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى، فَاتَّبَعْتُهُ وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحِي، أَلَا تَثْبُتُ. فَكَفَّ فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لأَبِي عَامِرٍ: قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ. قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ، فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ. قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَقْرِئِ النَّبِيَّ ﷺ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي. وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ، فَمَكَثَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ، فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ، وَقَالَ: قُلْ لَهُ اسْتَغْفِرْ لِي، فَدَعَا
بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ» وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ النَّاسِ» فَقُلْتُ: وَلي فَاسْتَغْفِرْ. فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا» قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: إِحْدَاهُمَا لأَبِي عَامِرٍ وَالأُخْرَى لأَبِي مُوسَى.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تحوي دروسًا وعبرًا جليلة. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

شرح المفردات:
● حنين: غزوة حنين التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة.
● أوطاس: مكان قريب من حنين، كانت فيه بعض بقايا جيوش هوازن.
● دريد بن الصمة: كان شيخًا كبيرًا من أشراف هوازن وقائدًا لهم.
● رماه جشمي: أي أن رامي السهم من قبيلة جشم.
● مرمل: السرير المرمول هو الذي كان من ألياف النخل أو ما شابه، وليس فاخرًا.
● نزا منه الماء: خرج منه الصديد أو سائل الجرح، مما يدل على شدة الإصابة.

شرح الحديث:
يحدثنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن وقائع بعد غزوة حنين، حيث بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا عامر (وهو عبيد بن أبي عامر الأشعري، عم أبي موسى) على سرية إلى أوطاس لملاحقة فلول المشركين. هناك التقوا بدريد بن الصمة، الذي قُتل وهزم أصحابه.
أثناء المعركة، أصيب أبو عامر برمية سهم في ركبته من رجل من قبيلة جشم. فأقبل عليه أبو موسى فسأله: "من رميك؟" فأشار أبو عامر إلى القاتل وقال: "ذاك قاتلي الذي رمى بي". فانطلق أبو موسى خلف ذلك الرجل حتى أدركه، وبعد مبارزة بالسيف قتله.
ثم عاد أبو موسى إلى أبي عامر، الذي طلب منه نزع السهم من ركبته، فلما نزعه خرج منه الماء (الصديد)، وهو علامة على أن الجرح مميت. عندها أوصى أبو عامر أبا موسى أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم السلام ويطلب منه الاستغفار له. ثم استخلف أبا موسى على الجيش ومات بعد ذلك.
فلما رجع أبو موسى إلى المدينة، دخل على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، فوجده نائمًا على سرير خشِن قد أثّر في جنبه وظهره، فقص عليه الخبر وبلّغه وصية أبي عامر. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء وتوضأ ثم رفع يديه إلى الله ودعا لأبي عامر بالمغفرة والرفعة يوم القيامة. ثم طلب أبو موسى الدعاء لنفسه، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا.

الدروس المستفادة:
1- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: كان نومه على سرير خشِن قد أثّر في جنبه، مع أنه كان بإمكانه أن يعيش في راحة، لكنه آثر الزهد في الدنيا والتخفف من زينتها.
2- فضل الدعاء والاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم: حيث استجاب لطلب أبي عامر فدعا له، بل وزاد في الدعاء بأن يجعله الله يوم القيامة فوق كثير من الخلق.
3- الشجاعة والوفاء: أبو موسى رضي الله عنه لم يتردد في ملاحقة قاتل عمه والانتقام له، ثم نقل وصيته بدقة وأمانة.
4- الإيثار والحرص على الأخوة: أبو عامر حين حضرته الوفاة لم يفكر في نفسه فقط، بل أوصى بأن يُبلّغ الرسول صلى الله عليه وسلم ويطلب منه الاستغفار له.
5- قبول الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم: حيث دعا لأبي موسى أيضًا فاستجاب الله له، كما في رواية أبي بردة أن إحدى الدعوتين كانت لأبي عامر والأخرى لأبي موسى.

فوائد إضافية:
- الحديث يدل على حرص الصحابة على نقل وصايا بعضهم بعضًا، وحرصهم على الدعاء والاستغفار.
- وفيه بيان فضل أبي عامر وأبي موسى رضي الله عنهما، حيث دعا لهما النبي صلى الله عليه وسلم.
- كما يظهر من الحديث تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحبه للزهد، مع أنه سيد الخلق وحبيب الرحمن.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٢٣) ومسلم في فضائل الصّحابة (١٦٥: ٢٤٩٨) كلاهما من طريق محمد بن العلاء، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، رضي الله قال: فذكره.
أبو عامر اسمه: عبيد بن سليم بن حضار الأشعري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 726 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد بن الصمة

  • 📜 حديث: بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد بن الصمة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد بن الصمة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد بن الصمة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد بن الصمة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب