حديث: هذا أمين هذه الأمة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

قصة وفد أهل نجران، وكان بعد فتح مكة

عن حذيفة قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله ﷺ يريدان أن يلاعناه. قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله لئن كان نبيا فلاعنَّا لا نفلحُ نحن، ولا عَقِبُنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا. فقال: «لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين» فاستشرف له أصحاب رسول الله ﷺ، فقال: «قم يا أبا عبيدة بن الجراح» فلما قام قال رسول الله ﷺ: «هذا أمين هذه الأمة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٨٠) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢٠: ٥٥) كلاهما من طريق أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: فذكره.

عن حذيفة قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله ﷺ يريدان أن يلاعناه. قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله لئن كان نبيا فلاعنَّا لا نفلحُ نحن، ولا عَقِبُنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا. فقال: «لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين» فاستشرف له أصحاب رسول الله ﷺ، فقال: «قم يا أبا عبيدة بن الجراح» فلما قام قال رسول الله ﷺ: «هذا أمين هذه الأمة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بشرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، والذي يحمل في طياته دروسًا عظيمة وعبرًا جليلة.

الحديث:


عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله ﷺ يريدان أن يلاعناه. قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله لئن كان نبيا فلاعنَّا لا نفلحُ نحن، ولا عَقِبُنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا. فقال: «لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين» فاستشرف له أصحاب رسول الله ﷺ، فقال: «قم يا أبا عبيدة بن الجراح» فلما قام قال رسول الله ﷺ: «هذا أمين هذه الأمة».

1. شرح المفردات:


● العاقب والسيد: هما زعيمان من زعماء نصارى نجران، وكان "العاقب" لقبًا لرئيسهم في الأمور الدينية، و"السيد" لقبًا لرئيسهم في الأمور الدنيوية.
● يلاعناه: أي يطلبون الملاعنة مع النبي ﷺ، والملاعنة هي المباهلة والدعاء بأن ينزل اللعنة على الكاذب من الفريقين.
● لا نفلح: لا ننجح ولا نفوز في الدنيا والآخرة.
● عَقِبُنا: ذريتنا وأبناؤنا من بعدنا.
● استشرف له: رفعوا رؤوسهم وتطلعوا وتمنوا أن يكونوا هم المقصودين بهذا الاختيار.
● أمين هذه الأمة: أي الذي ائتمنه الله ورسوله على دينه وأمانته، وهو المقدم في الصفات الخلقية من الأمانة والصدق.

2. شرح الحديث:


جاء وفد من نصارى نجران إلى النبي ﷺ لمناقشته في مسألة عيسى ابن مريم عليه السلام، وحاولوا المجادلة بالباطل، فلما أقام النبي ﷺ الحجة عليهم، طلبوا الملاعنة (المباهلة) فتهيبوا ذلك وخافوا عاقبة الأمر إن كان النبي صادقًا، فتراجعوا وطلبوا الصلح وقبول الجزية، واشترطوا أن يرسل معهم النبي ﷺ رجلاً أمينًا ليقتسم أموال الجزية، فوعَدهم النبي ﷺ بأن يبعث معهم "أمينًا حق أمين"، فتطلع الصحابة رضي الله عنهم لهذا الشرف، فاختار النبي ﷺ أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، ووصفه بأنه "أمين هذه الأمة".

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة النبي ﷺ وحكمته: في تعامله مع الوفد، حيث عرض عليهم الحجة ثم قبل منهم الصلح عندما تراجعوا عن الملاعنة.
● خوف الكفار من عاقبة الباطل: حيث خشوا على أنفسهم وذريتهم من لعنة الله إن كان النبي صادقًا.
● مكانة الأمانة في الإسلام: فهي من أعظم الصفات التي يحرص عليها المسلم، وقد اشترط الوفد أن يكون المرسل أمينًا.
● تفاضل الصحابة في الصفات: فكل صحابي جليل، ولكن أبا عبيدة تميز بصفة الأمانة حتى لقبه النبي ﷺ بأمين الأمة.
● الاستعداد للتضحية والبذل: حيث تطلع الصحابة رضي الله عنهم لهذا الشرف، مما يدل على حرصهم على خدمة الدين.
● الثناء على الصحابة بما يحمدون: فمدح النبي ﷺ لأبي عبيدة فيه تشجيع للجميع على التحلي بمكارم الأخلاق.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● نجران: منطقة في اليمن كانت مركزًا للنصرانية في الجزيرة العربية.
● المباهلة: هي الدعاء بأن يلعن الله الكاذب، وقد نزلت آية المباهلة في هذا الحدث في قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران:61].
● أبو عبيدة بن الجراح: هو عامر بن عبد الله بن الجراح، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين الأولين، اشتهر بالأمانة والشجاعة والتقوى، وكان قائدًا فذًا في فتوحات الشام.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتحلون بالأمانة والصدق، وأن يوفقنا للاقتداء برسول الله ﷺ وصحابته الكرام. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٨٠) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢٠: ٥٥) كلاهما من طريق أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1255 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذا أمين هذه الأمة

  • 📜 حديث: هذا أمين هذه الأمة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذا أمين هذه الأمة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذا أمين هذه الأمة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذا أمين هذه الأمة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب