حديث: نهي المؤمنين عن التقديم بين يدي الله ورسوله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

وفد بني تميم من اليمن، وكان في سنة تسع

عن عبد الله بن الزبير أنه قدم ركب من بني تميم على النبي ﷺ، فقال أبو بكر: أمِّر القعقاع بن معبد بن زرارة. قال عمر: بل أمِّر الأقرع بن حابس. قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي. قال عمر: ما أردت خلافك. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا﴾ [الحجرات: ١]، حتى انقضت.

صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٦٧) عن إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام بن يوسف، أن ابن جريج أخبرهم، عن ابن أبي مليكة، أن عبد الله بن الزبير، أخبرهم، فذكره.

عن عبد الله بن الزبير أنه قدم ركب من بني تميم على النبي ﷺ، فقال أبو بكر: أمِّر القعقاع بن معبد بن زرارة. قال عمر: بل أمِّر الأقرع بن حابس. قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي. قال عمر: ما أردت خلافك. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا﴾ [الحجرات: ١]، حتى انقضت.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

نص الحديث:


عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: "أنه قدم ركب من بني تميم على النبي ﷺ، فقال أبو بكر: أمِّر القعقاع بن معبد بن زرارة. قال عمر: بل أمِّر الأقرع بن حابس. قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي. قال عمر: ما أردت خلافك. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [الحجرات: ١]، حتى انقضت".


1. شرح المفردات:


● قدم ركب: أي وصلت جماعة على إبل.
● بني تميم: قبيلة عربية معروفة.
● أمِّر: اجعل أميرًا أو رئيسًا.
● القعقاع بن معبد: من وجهاء بني تميم.
● الأقرع بن حابس: أيضًا من أشراف بني تميم.
● تماريا: تجادلا وترافعا في الكلام.
● ارتفعت أصواتهما: جاوزا الحد في الحديث حتى علت أصواتهما.
● نزل في ذلك: أُنزلت الآية بسبب هذا الموقف.
● حتى انقضت: حتى انتهت الآيات أو السورة.


2. شرح الحديث:


جاء وفد من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من عادة العرب أن يقدموا أكبرهم سنًا أو أشرفهم مكانة ليتكلم باسمهم. فاقترح أبو بكر رضي الله عنه أن يكون المتحدث هو القعقاع بن معبد، بينما اقترح عمر رضي الله عنه أن يكون المتحدث هو الأقرع بن حابس. وكل منهما كان يرى أن صاحبه أفضل للقيام بهذه المهمة. ثم حصل بينهما جدال وحوار قوي ارتفعت فيه الأصوات بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى الآيات الأولى من سورة الحجرات تأديبًا للمؤمنين وتعليمًا لهم أدب الحديث مع النبي صلى الله عليه وسلم.


3. الدروس المستفادة:


● الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم: يجب على المسلم أن يتأدب في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يرفع صوته فوق صوته، ولا يتقدم بين يديه برأي أو قرار دون إذنه.
● عدم المجادلة بحضرة النبي: لا ينبغي للمسلمين أن يجادلوا أو يرفعوا أصواتهم بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من سوء الأدب.
● التسليم لحكم الله ورسوله: يجب على المؤمن أن يقدم طاعة الله ورسوله على أي رأي أو هوى.
● التنزيه عن العصمة لغير الأنبياء: حتى كبار الصحابة مثل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قد يخطئون، ولكن الله يصحح خطأهم بالوحي.
● الحرص على الوحدة واجتناب الخلاف: الخلاف في الرأي إذا لم يُحسن إدارته قد يؤدي إلى الشقاق، فيجب حل الخلافات بالرجوع إلى الكتاب والسنة.


4. معلومات إضافية:


● الآيات التي نزلت: قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات: 1-2].
فهذه الآيات نزلت لتعليم المسلمين الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم.
● مكانة الصحابة: هذا الحديث لا ينتقص من مكانة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، بل هو دليل على صدقهما وتقواهما، حيث قبلا التوجيه الإلهي وتركا رأيهما.
● العبرة في التأدب مع العلماء والدعاة: يُستفاد من هذا الحديث وجوب التأدب مع العلماء وطلبة العلم، وعدم رفع الصوت في مجالس العلم والذكر.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٦٧) عن إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام بن يوسف، أن ابن جريج أخبرهم، عن ابن أبي مليكة، أن عبد الله بن الزبير، أخبرهم، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1259 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي المؤمنين عن التقديم بين يدي الله ورسوله

  • 📜 حديث: نهي المؤمنين عن التقديم بين يدي الله ورسوله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي المؤمنين عن التقديم بين يدي الله ورسوله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي المؤمنين عن التقديم بين يدي الله ورسوله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي المؤمنين عن التقديم بين يدي الله ورسوله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب