حديث: أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وفد بني حنيفة ومعهم مسيلمة الكذاب، وكان ذلك بعد سنة تسع

عن نعيم بن مسعود الأشجعي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول للرسولين حين قرآ كتاب مسيلمة الكذاب: «فما تقولان أنتما؟» قالا: نقول كما قال. فقال رسول الله ﷺ: «أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما».

حسن: رواه أبو داود (٢٧٦١) وأحمد (١٥٩٨٩) والترمذي في العلل الكبير (٢/ ٩٥٣) والحاكم (٣/ ٥٢ - ٥٣ و٢/ ١٤٢ - ١٤٣) كلهم من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني سعد بن طارق الأشجعي، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه، فذكره.

عن نعيم بن مسعود الأشجعي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول للرسولين حين قرآ كتاب مسيلمة الكذاب: «فما تقولان أنتما؟» قالا: نقول كما قال. فقال رسول الله ﷺ: «أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والبيهقي في دلائل النبوة، عن الصحابي الجليل نعيم بن مسعود الأشجعي رضي الله عنه.

1. شرح المفردات:


● الرسولين: هما مبعوثا مسيلمة الكذاب إلى النبي ﷺ.
● كتاب مسيلمة: الرسالة التي أرسلها مسيلمة المدعي للنبوة.
● الكذاب: لقب لمسيلمة لعلم النبي ﷺ بكذبه في ادعاء النبوة.
● لا تقتل: أي أن الرسل والسفراء معصومون من القتل بحقوق السفارة.
● لضربت أعناقكما: لأمرت بقتلكما.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي نعيم بن مسعود عن موقف مهم، حيث أرسل مسيلمة الكذاب - الذي ادعى النبوة كذبًا وزورًا في زمن النبي ﷺ - رسالة مع رسولين إليه ﷺ. وعندما قرأ الرسولان كتاب مسيلمة على النبي ﷺ، سألهما قائلاً: «فما تقولان أنتما؟» أي: هل تؤمنان بما في هذه الرسالة من ادعاءات كاذبة؟
فأجابا بأنهما يصدقان مسيلمة ويؤمنان بنبوته! عندها غضب النبي ﷺ غضبًا لله تعالى، وأقسم بالله قائلاً: «أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما».
فهذا الموقف يبين:
- شدة غضب النبي ﷺ عندما سمع كفرًا صريحًا وادعاءً باطلاً للنبوة
- حرصه ﷺ على حرمة حقوق السفارة والرسالة حتى مع الكفار
- بيان حكمة التشريع الإسلامي في منع قتل الرسل والسفراء

3. الدروس المستفادة:
1- عصمة الرسل والسفراء: من الحكمة التشريعية أن الرسل لا يُقتلون حتى في حالة الحرب، حفظًا لحقوق السفارة والاتصال.
2- الغيرة على العقيدة: يظهر الحديث غيرة النبي ﷺ على عقيدة التوحيد، وغضبه لله تعالى عندما يُنتهك حرمة الإيمان.
3- كذب مدعي النبوة: فيه تحذير من كل من يدعي النبوة بعد رسول الله ﷺ، كما قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.
4- الحكمة في الغضب: النبي ﷺ غضب لله لكنه لم يتجاوز حدود الشرع، فامتنع عن قتلهما لأنهما رسولان.
5- بيان خطر الردة: الحديث يبين عظم خطر الردة عن الإسلام والكفر بعد الإيمان.

4. معلومات إضافية:
- مسيلمة الكذاب قُتل في حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- هذا الحديث من معجزات النبي ﷺ حيث أخبر عن حكم شرعي وهو عصمة الرسل، وهو ما تتبناه القوانين الدولية اليوم.
- فيه دليل على أن الغضب لله تعالى من صفات المؤمنين، ولكن within حدود الشرع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧٦١) وأحمد (١٥٩٨٩) والترمذي في العلل الكبير (٢/ ٩٥٣) والحاكم (٣/ ٥٢ - ٥٣ و٢/ ١٤٢ - ١٤٣) كلهم من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني سعد بن طارق الأشجعي، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، فإنه حسن الحديث إذا صرّح.
وقال الترمذي: «سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: قد رواه ابن أبي زائدة أيضا عن سعد ابن طارق، ورآه حديثا حسنا».
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وذكر ابن إسحاق أيضا أن مسيلمة كتب إلى رسول الله ﷺ بكتاب، بعثه مع رسولين، هذا نصه: «من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: سلام عليك؛ أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشا قوم يعتدون». فقدم عليه رسولان له بهذا الكتاب.
قال ابن إسحاق: فحدثني شيخ من أشجع، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه نعيم قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول لهما حين قرأ كتابه: «فما تقولان أنتما؟» قالا: نقول كما قال، فقال: «أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربتُ أعناقكما».
ثم كتب إلى مسيلمة: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب: السلام على من اتبع الهدى. أما بعد! فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين». وذلك في آخر سنة عشر.
ذكره ابن هشام في سيرته (٢/ ٦٠٠ - ٦٠١)
وأما إيراد البخاري قصة ثمامة بن أثال من حديث أبي هريرة (٤٣٧٢) في وفد بني حنيفة ففيه وهم؛ فإنه لم يكن في وفد بني حنيفة، ولو كان في الوفد لما قدم به في الوثاق، ولما ربط في سواري المسجد، بل إنه قد أسلم في سنة ست، قبل وفد بني حنيفة الذي جاء إلى المدينة بعد الفتح وقبل السنة العاشرة، وقد تقدم ذكر إسلامه في سرية محمد بن مسلمة قبل نجد سنة ست.
وأصاب الحافظ البيهقي فذكر قصته في سرية نجد -الدلائل (٤/ ٧٨) - التي كانت في السنة السادسة، وأورد فيه حديث أبي هريرة المشار إليه، ولم يذكر في وفد بني حنيفة ثمامة بن أثال. الدلائل (٥/ ٣٣٠).
وأما كونه جاء رسولا لمسيلمة إلى رسول الله ﷺ فقد روي في حديث ضعيف عن عبد الله بن مسعود قال: قد جاء ابن الفوَّاحة، وابن أثال رسولين لمسيلمة إلى رسول الله ﷺ، فقال لهما رسول الله ﷺ: «أتشهدان أني رسول الله؟» فقالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله. فقال: رسول الله ﷺ: «آمنت بالله ورسله، لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما».
رواه أبو داود الطيالسي (٢٤٨) قال: حدثنا المسعودي، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، فذكره.
والمسعودي مختلط، وأبو داود الطيالسي روى عنه بعد الاختلاط.
ورواه الإمام أحمد (٣٧٠٨) عن يزيد، أخبرنا المسعودي بإسناده.
ويزيد بن هارون وهو أيضا ممن روى عن المسعودي بعد الاختلاط. والمسعودي أيضا كان يغلط فيما يرويه عن عاصم -وهو ابن أبي النجود-.
وقد ورد هذا الحديث من طرق أخرى ثابتة، ليس فيها ذكر ثمامة، وهو مخرج في كتاب الجهاد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1265 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما

  • 📜 حديث: أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب