حديث: الوفد يقول للنبي: قاتلتك مضر ولم نقاتلك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

وفد بني أسد، وكان في سنة تسع

عن ابن عباس قال: قدم على النبي ﷺ وفد بني أسد، فتكلموا، فأبانوا، فقالوا: يا رسول الله، قاتلتك مضر كلها، ولم نقاتلك، ولسنا بأقلهم عددا، ولا أَكَلِّهم شوكة، وصلنا رحمك. فقال رسول الله ﷺ لأبي بكر وعمر حيث سمع كلامهم: «أيتكلمون هكذا؟» قال: يا رسول الله، إن فقههم لقليل، وإن الشيطان
لينطق على لسانهم.
زاد في رواية: ونزلت هذه الآية: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الحجرات: ١٧].

حسن: رواه النسائي في الكبرى (١١٤٥٥) وأبو يعلى (٢٣٦٣) والبزار (٥١٤١) كلهم من حديث يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن قيس الأسدي، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره، واللفظ لأبي يعلى، والزيادة للبزار.

عن ابن عباس قال: قدم على النبي ﷺ وفد بني أسد، فتكلموا، فأبانوا، فقالوا: يا رسول الله، قاتلتك مضر كلها، ولم نقاتلك، ولسنا بأقلهم عددا، ولا أَكَلِّهم شوكة، وصلنا رحمك. فقال رسول الله ﷺ لأبي بكر وعمر حيث سمع كلامهم: «أيتكلمون هكذا؟» قال: يا رسول الله، إن فقههم لقليل، وإن الشيطان
لينطق على لسانهم.
زاد في رواية: ونزلت هذه الآية: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الحجرات: ١٧].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة وال الجماعة:

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني. وهو حديث صحيح يشهد لمعناه القرآن الكريم في سورة الحجرات.

١. شرح المفردات:


● وفد بني أسد: مجموعة من قبيلة بني أسد جاءت لزيارة النبي ﷺ.
● فأبانوا: أوضحوا كلامهم وجادلوا.
● أكلّهم شوكة: أقلهم قوةً وبأسًا في القتال.
● يمنون: يتفضلون ويعدون إسلامهم منةً عليك.
● الشيطان لينطق على ألسنتهم: أي أن الشيطان وسوس لهم بهذا الكلام الفخور الباطل.

٢. شرح الحديث:


جاء وفد من قبيلة بني أسد إلى النبي ﷺ، وبدأوا يتكلمون بكلامٍ يظهرون فيه تفاخرهم بأنهم لم يقاتلوا النبي كما فعلت قبائل مضر الأخرى، مع أنهم -بحسب زعمهم- ليسوا أقل عددًا أو قوةً منها، بل ذكروا أن بينهم وبين النبي صلة رحم (لأن بني أسد من مضر، والنبي ﷺ من مضر أيضًا).
فاستنكر النبي ﷺ هذا الكلام، وسأل صاحبيه أبي بكر وعمر: «أيتكلمون هكذا؟» تعجبًا من غرورهم وافتخارهم الباطل.
فأجاب أبو بكر الصديق رضي الله عنه بحكمة: إن فقههم في الدين قليل، ولا يعرفون أدب الإسلام، وإن الشيطان هو الذي يدفعهم للكلام بهذا الغرور.
ثم نزلت الآية الكريمة من سورة الحجرات تؤكد على بطلان منّتهم وإسلامهم، وتذكرهم أن المنة الحقيقية هي من الله تعالى الذي هداهم للإيمان.

٣. الدروس المستفادة:


● تحذير من الافتخار بالعمل الصالح: لا يجوز للمسلم أن يمنّ على الله أو على رسوله بعمله الصالح أو بإسلامه، لأن الهداية فضل من الله تعالى.
● الأدب مع النبي ﷺ: يجب على المسلم أن يتأدب في خطابه مع النبي ﷺ، ويعظمه ويحترمه.
● خطورة الغرور: الغرور بالنسب أو القوة أو حتى بالإسلام نفسه من صفات الشيطان.
● فضل الصحابة وحكمتهم: رد أبي بكر رضي الله عنه يدل على فقهه وحكمته في معالجة الموقف.
● القرآن يرد على المنافقين والمتغطرسين: نزول الآية يؤكد أن القرآن هو تبيان لكل شيء ورد على كل شبهة.

٤. معلومات إضافية:


- هذه الآية (الحجرات: 17) تذكير بأن الإسلام نعمة عظمة من الله، فلا ينبغي للمسلم أن يتكبر بها أو يمنّ بها على الآخرين.
- القصة توضح أن بعض القبائل في بداية الإسلام كانت تأتي بمنطق القبيلة والعصبية، فجاء الإسلام ليصحح هذه المفاهيم.
- ينبغي للدعاة والمعلمين أن يتعاملوا بحكمة مع من يجهلون أدب الإسلام، كما فعل أبو بكر الصديق.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بآداب الشريعة، ويجنبنا الغرور والكبر. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (١١٤٥٥) وأبو يعلى (٢٣٦٣) والبزار (٥١٤١) كلهم من حديث يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن قيس الأسدي، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره، واللفظ لأبي يعلى، والزيادة للبزار.
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن رسول الله ﷺ بهذا اللفظ إلا ابن عباس، ولا له طريقا عن ابن عباس إلا هذا الطريق، ولا نعلم أسند محمد بن عبيد الله، عن سعيد بن جبير غير هذا الحديث، ومحمد بن عبيد الله هو أبو عون».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل يحيى بن سعيد الأموي، وهو ابن أبان بن سعيد بن العاص الكوفي.
قال الواقدي: قدم على رسول الله ﷺ في أول سنة تسع وفد بني أسد، وكانوا عشرة، منهم ضرار بن الأزور، ووابصة بن معبد، وطليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة بعد ذلك ثم أسلم وحسن إسلامه، ونقادة بن عبد الله بن خلف. فقال له رئيسهم حضرمي بن عامر: يا رسول الله، أتيناك نتدرع الليل البهيم، في سنة شهباء، ولم تبعث إلينا بعثا. فنزل فيهم: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الحجرات: ١٧].
وكان فيهم قبيلة يقال لهم بنو الزنية، فغَيَّرَ اسمهم، فقال: «أنتم بنو الرشدة»، وقد استهدى رسول الله ﷺ من نقادة بن عبد الله بن خلف ناقة تكون جيدة للركوب وللحلب من غير أن يكون لها ولد معها، فطلبها فلم يجدها إلا عند ابن عم له، فجاء بها، فأمر رسول الله ﷺ بحلبها، فشرب منها، وسقاه سؤره، ثم قال: «اللهم بارك فيها وفيمن منحها» فقال: يا رسول الله، وفيمن جاء بها. فقال: «وفيمن جاء بها».
ذكره ابن سعد في الطبقات (١/ ٢٩٢ - ٢٩٣) عن الواقدي قال: حدثنا هشام بن سعد، عن محمد بن كعب القرظي، قال: وأخبرنا هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه، قالا: قدم عشر رهط، فذكره باختلاف يسير، واللفظ هنا لابن كثير في تاريخه (٧/ ٣٥١ - ٣٥٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1253 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الوفد يقول للنبي: قاتلتك مضر ولم نقاتلك

  • 📜 حديث: الوفد يقول للنبي: قاتلتك مضر ولم نقاتلك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الوفد يقول للنبي: قاتلتك مضر ولم نقاتلك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الوفد يقول للنبي: قاتلتك مضر ولم نقاتلك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الوفد يقول للنبي: قاتلتك مضر ولم نقاتلك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب