حديث: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وفد كندة

عن الأشعت بن قيس قال: أتيت رسول الله ﷺ في وفد كندة، ولا يروني إلا أفضلهم، فقلت: يا رسول الله، ألستم منا؟ فقال: «نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمنا، ولا ننتفي من أبينا».

حسن: رواه ابن ماجه (٢٦١٦) وأحمد (٢١٨٣٩) كلاهما من حديث حماد بن سلمة، عن عقيل بن طلحة السلمي، عن مسلم بن هيضم، عن الأشعث بن قيس، فذكره.

عن الأشعت بن قيس قال: أتيت رسول الله ﷺ في وفد كندة، ولا يروني إلا أفضلهم، فقلت: يا رسول الله، ألستم منا؟ فقال: «نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمنا، ولا ننتفي من أبينا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن الصحابي الجليل الأشعث بن قيس رضي الله عنه، وهو من وفد كندة الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمين.

أولاً. شرح المفردات:


● الأشعث بن قيس: صحابي جليل، كان من زعماء كندة وأشرافهم في الجاهلية، أسلم وحسن إسلامه، واشتهر بالشجاعة والكرم.
● وفد كندة: كندة قبيلة عربية كبيرة ومشهورة من قبائل اليمن. الوفد: مجموعة من الأشخاص يُرسلون للقاء شخصية مهمة.
● لا يروني إلا أفضلهم: أي كانوا يعتبرونه أفضلهم وأشرفهم مكانة، فتكلم بثقة نيابة عنهم.
● ألستم منا؟: يقصد: ألستم -يا بني هاشم- من قبيلتنا (كندة) أو تنتسبون إلينا؟
● بنو النضر بن كنانة: هذا هو النسب الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (وهو قريش) بن مالك بن النضر بن كنانة.
● لا نقفو أمنا: "نقفو" من القَفْو، وهو اتباع الأثر، والمقصود هنا: لا ننسب إلى أمهاتنا ونترك آباءنا. أي لا ننتسب إلا إلى آبائنا.
● لا ننتفي من أبينا: "الانتِّفاء" هو الإنكار والبراءة. والمعنى: لا نتبرأ من نسبنا الصحيح إلى آبائنا.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الأشعث بن قيس رضي الله عنه عن لقائه الأول برسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما قدم مع وفد من قومه (كندة) لإعلان إسلامهم. وكان الأشعث ذا مكانة عالية في قومه، فتقدّم وسأل النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً يعكس اعتزاز قومه بأنسابهم، وربما كانت هناك روايات أو أوهام عند بعض العرب تربط بين نسب قريش (وبني هاشم خاصة) وبين كندة.
فسأل قائلاً: "يا رسول الله، ألستم منا؟"، أي ألستم -أيها النبي الكريم وقومك- من قبيلتنا كندة؟ متوقعاً إجابة تؤكد هذا النسب وتزيد من مكانة الوفد.
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم رداً واضحاً وحاسماً يقطع كلّ لبس في نسبه الشريف، قائلاً: "نحن بنو النضر بن كنانة"، أي أن نسبنا معروف ومشهور ومحفوظ، ونحن من ذرية النضر بن كنانة، وهو الجد الأعلى لقريش.
ثم أكد على قاعدة عربية أصيلة في حفظ الأنساب، فقال: "لا نقفو أمنا، ولا ننتفي من أبينا". وهذا بيان لأمرين:
1- "لا نقفو أمنا": أي لا نتبع نسب أمهاتنا ونترك نسب آبائنا الحقيقيين، فالنسب يكون للآباء.
2- "لا ننتفي من أبينا": أي لا ننكر أو نتبرأ من أبينا الحقيقي الذي نُسِبنا إليه.
فكان رد النبي صلى الله عليه وسلم رداً حكيماً، فيه تأكيد على نسبه الصحيح المعروف، وفي نفس الوقت لم يجرح مشاعر الوفد، بل بين لهم الحق بأدب ووضوح.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان النسب الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم: الحديث من الأدلة الواضحة على شرف نسب النبي صلى الله عليه وسلم وعلوّ مكانته في قومه، فهو من صميم قريش، وليس من خارجها.
2- الحكمة في الرد والتصحيح: النبي صلى الله عليه وسلم لم يزجر الأشعث أو يوبخه على سؤاله، بل صحّح المعلومة بأدب ووضوح، مما يدل على حكمته وأخلاقه العظيمة في التعامل مع الناس.
3- الاهتمام بحفظ الأنساب والصدق فيها: بين النبي صلى الله عليه وسلم أهمية حفظ الأنساب وعدم الادعاء بنسب غير صحيح، أو نفي النسب الصحيح. وهذا من صون الأعراض وحفظ الحقوق.
4- عدم الغرور بالأنساب: على الرغم من فخر العرب بأنسابهم، إلا أن الإسلام جاء ليؤكد أن المعيار الحقيقي للتفاضل هو التقوى، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. فالنسب الشريف هو وسيلة للتعارف، وليس للتفاخر المذموم.
5- قوة شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وثباته: كان بإمكانه أن يجامل الوفد ليكسب قلوبهم، لكنه предпоч قول الحق والصدق، مما يدل على ثباته على المبادئ.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يرد على من حاول من المستشرقين أو غيرهم التشكيك في نسب النبي صلى الله عليه وسلم، فهو نسب متواتر ومشهور ومحفوظ.
- كان العرب يحفظون أنسابهم ويعتزون بها، وجاء الإسلام ليُنظّم هذا الاعتزاز ويوجهه الوجهة الصحيحة، فلا يكون سبباً للعصبية الجاهلية أو التفاخر على الآخرين.
- قول النبي صلى الله عليه وسلم "نحن بنو النضر بن كنانة" فيه إشارة إلى أن هذا هو النسب المتفق عليه والمعروف لدى الجميع، فلا مجال للشك فيه.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا صدق الاتباع لسيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٦١٦) وأحمد (٢١٨٣٩) كلاهما من حديث حماد بن سلمة، عن عقيل بن طلحة السلمي، عن مسلم بن هيضم، عن الأشعث بن قيس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل مسلم بن هيضم، فإنه حسن الحديث.
وقال ابن إسحاق: وقدم على رسول الله ﷺ الأشعث بن قيس، في وفد كندة، فحدثني الزهري بن شهاب: أنه قدم على رسول الله ﷺ في ثمانين راكبا من كندة، فدخلوا على رسول الله ﷺ مسجده وقد رجَّلوا جُمَمَهم وتكحلوا، وعليهم جبب الحبرة وقد كففوها بالحرير، فلما دخلوا على رسول الله ﷺ قال: «ألم تسلموا؟» قالوا: بلى، قال: «فما بال هذا الحرير في أعناقكم؟»؛ قال: فشقوه منها، فألقوه. سيرة ابن هشام (٢/ ٥٨٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1261 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا

  • 📜 حديث: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب