حديث: صالح رسول الله ﷺ أهل نجران على ألفي حلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

قصة وفد أهل نجران، وكان بعد فتح مكة

عن ابن عباس قال: صالح رسول الله ﷺ أهل نجران على ألفي حلة: النصف في صفر والنصف في رجب، يؤدونها إلى المسلمين، وعاريةٍ ثلاثين درعا، وثلاثين فرسا، وثلاثين بعيرا، وثلاثين من كل صنف من أصناف السلاح يغزون بها، والمسلمون ضامنون لها حتى يردوها عليهم إن كان باليمن كيد أو غدرة: على أن لا تهدم لهم بيعة، ولا يخرج لهم قس، ولا يفتنوا عن دينهم ما لم يحدثوا حدثا أو يأكلوا الربا، قال إسماعيل: فقد أكلوا الربا. قال أبو داود: إذا نقضوا بعض ما اشترط عليهم فقد أحدثوا.

حسن: رواه أبو داود (٣٠٤١) والبيهقي (٩/ ١٨٧) والضياء المقدسي في المختارة (٩/ ٥٠٨) كلهم من حديث يونس بن بكير، حدثنا أسباط بن نصر الهمداني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: صالح رسول الله ﷺ أهل نجران على ألفي حلة: النصف في صفر والنصف في رجب، يؤدونها إلى المسلمين، وعاريةٍ ثلاثين درعا، وثلاثين فرسا، وثلاثين بعيرا، وثلاثين من كل صنف من أصناف السلاح يغزون بها، والمسلمون ضامنون لها حتى يردوها عليهم إن كان باليمن كيد أو غدرة: على أن لا تهدم لهم بيعة، ولا يخرج لهم قس، ولا يفتنوا عن دينهم ما لم يحدثوا حدثا أو يأكلوا الربا، قال إسماعيل: فقد أكلوا الربا. قال أبو داود: إذا نقضوا بعض ما اشترط عليهم فقد أحدثوا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث الذي رواه الإمام أبو داود في سننه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يروي لنا جانبًا من جوانب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع غير المسلمين، وتحديدًا مع أهل نجران الذين كانوا من النصارى.

أولاً. شرح المفردات:


● صالح: عاهد ووافق على معاهدة صلح.
● أهل نجران: منطقة في اليمن كان يسكنها نصارى.
● حلة: ثوب كامل (إزار ورداء).
● صفر ورجب: شهران من الأشهر الحرم.
● عارية: شيء يُعطى للاستفادة منه مع بقاء ملكيته لأصله.
● درع: سلاح دفاعي (زردية).
● صنف من أصناف السلاح: كل نوع من أنواع الأسلحة.
● يغزون بها: يستخدمونها في القتال مع المسلمين.
● ضامنون: كفلاء ومتحملون المسؤولية عنها.
● بيعة: كنيسة أو معبد للنصارى.
● قس: رجل دين نصراني.
● يُفتنوا عن دينهم: يُضطهدوا أو يُجبروا على ترك دينهم.
● أحدثوا حدثًا: ارتكبوا جريمة أو خرقًا للأمان.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد معاهدة صلح مع نصارى نجران، اشتملت على بنود منها:
1- الجزية المالية: حيث اتفقوا على دفع ألفي حلة (ثوب) سنويًا، نصفها في شهر صفر والنصف الآخر في رجب.
2- المساعدة العسكرية: حيث طلب منهم النبي صلى الله عليه وسلم إعارة المسلمين:
- ثلاثين درعًا (للدفاع)
- ثلاثين فرسًا (للفرسان)
- ثلاثين بعيرًا (للنقل)
- ثلاثين من كل نوع من الأسلحة الأخرى
3- ضمان المسلمين لهذه العارية: بتعهد المسلمين بردها لأهل نجران إذا حدث خيانة أو غدر من أعداء في اليمن.
4- الحريات الدينية: حيث ضمن النبي صلى الله عليه وسلم لهم:
- عدم هدم كنائسهم
- عدم إخراج قساوستهم (رهبانهم)
- عدم إجبارهم على ترك دينهم
5- شروط الإلغاء: تنتهي هذه الحقوق إذا:
- ارتكبوا جريمة (أحدثوا حدثًا)
- مارسوا الربا (كما ذكر إسماعيل بن أبي خالد أنهم فعلوا ذلك لاحقًا)

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- شرعية المعاهدات مع غير المسلمين في الإسلام بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد.
2- المرونة في قبول الجزية حيث قبلها النبي صلى الله عليه وسلم عينًا (أثوابًا) لا نقدًا.
3- مشروعية الاستعانة بغير المسلمين في الجهاد إذا كان فيه مصلحة للمسلمين.
4- ضمان حرية العقيدة لغير المسلمين في دار الإسلام، وحماية أماكن عبادتهم.
5- ربط الالتزام بالمعاهدة بشروط، فإذا نقض الطرف الآخر بعض الشروط سقطت حقوقه.
6- تحريم الربا ومحاربته، حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم أكل الربا من أسباب نقض العهد.

رابعًا. فوائد إضافية:


- هذا الحديث من أدلة سماحة الإسلام وعدالته في التعامل مع غير المسلمين.
- يظهر حكمة النبي صلى الله عليه وسلم السياسية والعسكرية في توظيف الإمكانات المتاحة.
● الربا من الكبائر التي تهدر الحقوق وتنقض العهود.
- الفقهاء استدلوا به على جواز عقد المعاهدات مع غير المسلمين بشروط تحفظ حقوق الطرفين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٠٤١) والبيهقي (٩/ ١٨٧) والضياء المقدسي في المختارة (٩/ ٥٠٨) كلهم من حديث يونس بن بكير، حدثنا أسباط بن نصر الهمداني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في أسباط بن نصر.
قال الضياء المقدسي: «إسماعيل وأسباط روى لهما مسلم في صحيحه، وقد اختلفت الرواية في ثقتهما وجرحهما».
قال الأعظمي: أما إسماعيل وهو السدي فهو حسن الحديث، فقد وثَّقه أحمد وغيره.
وأما أسباط فالغالب عليه الضعف، وإن كان البخاري حسن الرأي فيه. وأما ابن معين فاختلف النقل عنه، فقال مرة: ليس بشيء، وأخرى: ثقة. وقال موسى بن هارون: لم يكن به بأس.
ومسلم اعتمد على توثيقهم فأخرج له في صحيحه، وإن كان أبو زرعة أنكر عليه.
فمثله إذا انفرد ينظر فيه، فإن كانت نكارته ظاهرة فمرود.
ومصالحة أهل نجران روي أيضا من وجوه عدة مرسلة. وفي بعضها كلام، ولكن مجموعها يقويها، وبالله التوفيق.
يستفاد من الحديث بأنه يجوز الصلح على غير الدينار والدرهم، وبه قال الشافعي، وقول أحمد قريب منه. انظر للمزيد: المنة الكبرى (٨/ ٤١٤).
وأما الكتاب الذي ذكره البيهقي في الدلائل (٥/ ٣٨٥) إلى أهل نجران من طرق عن أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن سلمة بن عبد يسوع، عن أبيه، عن جده. قال يونس وكان نصرانيا فأسلم:
أن رسول الله ﷺ كتب إلى نجران قبل أن تنزل عليه طس سليمان (يعني: سورة النمل): بسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب من محمد النبي رسول الله ﷺ إلى أسقف نجران، وأهل نجران: إن أسلمتم فإني أحمد إليكم الله إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وأما بعد! فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب، والسلام«فلا يصح.
فيه سلمة بن عبد يسوع وأبوه وجده لا يعرفون، كما أن في متنه غرابة. وهو قوله: «قبل أن تنزل عليه «طس» أي: النمل. فإنها سورة مكية باتفاق أهل العلم، وقد نبه على ذلك الحافظ ابن القيم في زاد المعاد.
وأما ابن كثير فأورده في البداية والنهاية (٧/ ٢٦٣ - ٢٦٩) وسكت عليه.
وأشار إلى هذا الكتاب أبو نعيم في معرفة الصحابة (٥٦٣٣) في ترجمة غيلان بن عمرو، فإنه ممن شهد مع أبي سفيان بن حرب.
ويستفاد منه أنه كتب بعد الفتح.
وأما قصة صلاة وفد نجران في مسجد رسول الله ﷺ وقد حانت صلاتهم فقاموا في مسجد رسول الله ﷺ يصلون فقال رسول الله ﷺ: «دعوهم» فصلوا إلى المشرق. فهو ضعيف.
رواه ابن إسحاق -سيرة ابن هشام (٢/ ٥٧٤) - حدتني محمد بن جعفر بن الزبير، قال لما قدموا على رسول الله ﷺ المدينة، فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرات، جُبب، وأردية في جمال رجال بني الحارث بن كعب. قال يقول بعض من رآهم من أصحاب النبي ﷺ يومئذ ما رأينا وفدا مثلهم وقد حانت صلاتهم .. فذكره.
وفيه محمد بن جعفر بن الزبير لم يدرك القصة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1256 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صالح رسول الله ﷺ أهل نجران على ألفي حلة

  • 📜 حديث: صالح رسول الله ﷺ أهل نجران على ألفي حلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صالح رسول الله ﷺ أهل نجران على ألفي حلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صالح رسول الله ﷺ أهل نجران على ألفي حلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صالح رسول الله ﷺ أهل نجران على ألفي حلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب