حديث: رسول الله ﷺ يقول لمسيلمة الكذاب: لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب وفد بني حنيفة ومعهم مسيلمة الكذاب، وكان ذلك بعد سنة تسع
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٣٧٨) عن سعيد بن محمد الجرمي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن عبيدة بن نشيط، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث ومصدره:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن سعد في الطبقات، وابن كثير في البداية والنهاية، وهو حديث صحيح الإسناد.
شرح المفردات:
● مسيلمة الكذاب: هو مسيلمة بن ثمامة الحنفي، ادعى النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في منطقة اليمامة.
● دار بنت الحارث: مقر إقامته في المدينة.
● قضيب: غصن من الشجر أو عصا صغيرة.
● خليت بيننا وبين الأمر: تترك لنا السلطة أو النبوة.
● أريت فيه ما أريت: إشارة إلى الرؤيا أو العلامة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم concerning مسيلمة.
شرح الحديث:
يحدثنا هذا الحديث عن موقف تاريخي مهم، عندما قدم مسيلمة الكذاب -مدعي النبوة- إلى المدينة، ونزل في دار زوجته بنت الحارث. فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس -خطيب الرسول صلى الله عليه وسلم- وفي يده قضيب.
وقف النبي صلى الله عليه وسلم على مسيلمة وكلمه، فاقترح مسيلمة عليه صفقة سياسية دنيوية بقوله: إن شئت تترك لنا الأمر (السلطة أو النبوة) الآن ثم نجعله لك بعدك! فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ردًا حاسمًا يعبر عن ثبات المبدأ ورفض المساومة على الدين: "لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه"، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لن يتنازل عن أدنى شيء في دينه، حتى لو كان قضيبًا لا قيمة له.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعرف حقيقة مسيلمة وما أعده الله له من العذاب، فقال: "إني لأراك الذي أريت فيه ما أريت"، إشارة إلى ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من مصير مسيلمة السيء.
وأخيرًا أحال النبي صلى الله عليه وسلم الرد إلى ثابت بن قيس، قائلاً: "وهذا ثابت بن قيس، وسيجيبك عني"، ثم انصرف، مما يدل على أن المساومة في الدين ليست محل نقاش.
الدروس المستفادة:
1- ثبات النبي صلى الله عليه وسلم في مواجهة المدعين والمضللين، ورفضه أي مساومة على الدين ولو كانت تبدو صغيرة.
2- الحكمة في التعامل مع أصحاب الأفكار المنحرفة، حيث واجه النبي صلى الله عليه وسلم مسيلمة بالحجة والموقف الواضح.
3- التوكل على الله والثقة بنصره، حيث لم يخف النبي صلى الله عليه وسلم من تهديدات مسيلمة أو وعوده.
4- استخدام الأساليب المناسبة في الرد، حيث أحال الرد إلى ثابت بن قيس، خطيب الرسول صلى الله عليه وسلم، ليكون رده أوقع وأبلغ.
معلومات إضافية:
- قتل مسيلمة الكذاب في حرب اليمامة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- ثابت بن قيس بن شماس كان خطيبًا بليغًا، واستشهد في معركة اليمامة.
- هذا الموقف يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف منازل الناس ومصائرهم بإذن الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قال محمد بن سعد: أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال: حدثني الضحاك بن عثمان، عن يزيد ابن رومان.
وقال: محمد بن سعد: وأخبرنا علي بن محمد القرشي، عن من سَمَّى من رجاله قالوا: قدم وفد بني حنيفة على رسول الله ﷺ بضعة عشر رجلًا، فيهم رحَّال بن عُنفوة، وسلمى بن حنظلة السحيمي، وطلق بن علي بن قيس، وحمران بن جابر من بني شمر، وعلي بن سنان، والأقعس بن مسلمة، وزيد بن عبد عمرو، ومسيلمة بن حبيب، وعلى الوفد سلمى بن حنظلة، فأنزلوا دار رملة بنت الحارث، وأجريت عليهم ضيافة، فكانوا يؤتون بغداء وعشاء، مرة خبزًا ولحمًا، ومرة خبرًا ولبنًا، ومرة خبزًا وسمنًا، ومرة تمرًا نثر لهم، فأتوا رسول الله ﷺ في المسجد، فسلموا عليه، وشهدوا شهادة الحق، وخلَّفوا مسيلمة في رحلهم، وأقاموا أيامًا يختلفون إلى رسول الله ﷺ وكان رحَّال بن عُنفوة يتعلم القرآن من أبي بن كعب، فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم أمر لهم رسول الله ﷺ بجوائزهم خمس أواق لكل رجل، فقالوا: يا رسول الله، إنا خلفنا صاحبًا لنا في رحالنا
يُبصرها لنا، وفي ركابنا يحفظها علينا، فأمر له رسول الله ﷺ بمثل ما أمر به لأصحابه، وقال: «ليس بشركم مكانًا لحفظه ركابكم ورحالكم»، فقيل ذلك لمسيلمة، فقال: عرف أن الأمر إلي من بعده، ورجعوا إلى اليمامة وأعطاهم رسول الله ﷺ إداوةً من ماء فيها فضل طهور، فقال: «إذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم، وأنضحوا مكانها بهذا الماء، واتخذوا مكانها مسجدًا» ففعلوا، وصارت الإداوة عند الأقعس بن مسلمة، وصار المؤذن طلق بن علي، فأذن فسمعه راهب البيعة، فقال: كلمة حق، ودعوة حق! وهرب، فكان آخر العهد به، وادعى مسيلمة -لعنه الله- النبوة، وشهد له الرحَّال بن عُنفوة أن رسول الله ﷺ أشركه في الأمر فافتتن الناس به.
أخرجه في طبقاته (١/ ٣٠٦ - ٣١٧) ومحمد بن عمر هو الواقدي، وفي الإسناد الثاني رجال لم يسموا.
ويستفاد منه أن عددهم بضعة عشر رجلا.
قال ابن إسحاق: وكان منزلهم في دار بنت الحارث امرأة من الأنصار، ثم من بني النجار، فحدثني بعض علمائنا من أهل المدينة: أن بني حنيفة أتت به رسول الله ﷺ تستره بالثياب، ورسول الله ﷺ جالس في أصحابه. معه عسيب من سعف النخل في رأسه خوصات، فلما انتهى إلى رسول الله ﷺ وهم يسترونه بالثياب كلمه وسأله، فقال له رسول الله ﷺ: «لو سألتني هذا العسيب ما أعطيتكه».
قال ابن إسحاق: وقد حدثني شيخ من بني حنيفة من أهل اليمامة أن حديثه كان على غير هذا.
زعم أن وفد بني حنيفة أتوا رسول الله ﷺ، وخلَّفوا مسيلمة في رحالهم، فلما أسلموا ذكروا مكانه، فقالوا: يا رسول الله، إنا قد خلفنا صاحبا لنا في رحالنا وفي ركابنا يحفظها لنا، قال: فأمر له رسول الله ﷺ بمثل ما أمر به للقوم، وقال: «أما إنه ليس بشركم مكانا»؛ أي لحفظه ضيعة أصحابه، وذلك الذي يريد رسول الله ﷺ.
قال: ثم انصرفوا عن رسول الله ﷺ، وجاءوه بما أعطاه، فلما انتهوا إلى اليمامة ارتد عدو الله وتنبأ وتكذب لهم، وقال: إني قد أشركت في الأمر معه. وقال لوفده الذين كانوا معه: ألم يقل لكم حين ذكرتموني له: «أما إنه ليس بشركم مكانا»؛ ما ذاك إلا لما كان يعلم أني قد أشركت في الأمر معه، ثم جعل يسجع لهم السجعات، ويقول لهم فيما يقول مضاهاة للقرآن: «لقد أنعم الله على الحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، من بين صفاق وحشا»، وأحل لهم الخمر والزنا، ووضع عنهم الصلاة وهو مع ذلك يشهد لرسول الله ﷺ بأنه نبي، فأصفقت معه حنيفة على ذلك، فالله أعلم أي ذلك كان. سيرة ابن هشام (٢/ ٥٧٦ - ٥٧٧).
وقد دار بين النبي ﷺ وبين مسيلمة الكذاب الكتاب التالي:
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1264 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 1230 معنى لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
- 1231 معجزة رؤية وتجلية بيت المقدس للنبي ﷺ
- 1232 رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي
- 1233 شاور النبي ﷺ حين بلغه إقبال أبي سفيان
- 1234 سيبلغ ملك أمتي ما زوي لي من الأرض
- 1235 الرجل يمشي بصدقته فلا يجد من يقبلها
- 1236 يأتي زمان يطوف الرجل بالصدقة من الذهب ولا يجد من...
- 1237 لا تقوم الساعة حتى يكثر المال فيفيض
- 1238 لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء...
- 1239 وضع رسول الله إصبعه على شامة في قرنه وقال لتبلغن...
- 1240 بعث إلى السند والهند
- 1241 الجمل الذي أقر بالنبوة وشهد أن محمدًا رسول الله
- 1242 قولوا لا إله إلا الله تفلحوا
- 1243 نهينا أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيء
- 1244 يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم
- 1245 قال أبو هريرة: لما قدمت على النبي ﷺ قلت في...
- 1246 غفر لي بهجرتي إلى نبيه
- 1247 قالوا: يا رسول الله، إن دوسا قد كفرت، وأبت فادع...
- 1248 أمرهم بالإيمان بالله وحده ونهاهم عن أربع
- 1249 آتوا الزكاة، وصوموا رمضان وأعطوا الخمس من الغنائم
- 1250 نهي النبي ﷺ عن النبيذ في الدباء والنقير والمزفت والحنتم
- 1251 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء والنقير والحنتم
- 1252 ما لكم قد اصفرت ألوانكم وعظمت بطونكم
- 1253 الوفد يقول للنبي: قاتلتك مضر ولم نقاتلك
- 1254 بعث النبي علي بن أبي طالب إلى همدان فأسلموا فخر...
- 1255 هذا أمين هذه الأمة
- 1256 صالح رسول الله ﷺ أهل نجران على ألفي حلة
- 1257 أبشروا يا بني تميم
- 1258 الإيمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل
- 1259 نهي المؤمنين عن التقديم بين يدي الله ورسوله
- 1260 كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر
- 1261 نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي...
- 1262 رسول الله ﷺ يخبر عن الكذابين مسيلمة والعنسي
- 1263 تفسير رؤيا النبي سوارين من ذهب
- 1264 رسول الله ﷺ يقول لمسيلمة الكذاب: لو سألتني هذا القضيب...
- 1265 أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما
- 1266 سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا
- 1267 النبي يأمر المجذوم بالرجوع بعد البيعة
- 1268 عنوان الحديث: "المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على...
- 1269 أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن...
- 1270 قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرنكم الشيطان
- 1271 كتب النبي ﷺ إلى كسرى وقيصر والنجاشي وكل جبار يدعوهم...
- 1272 اتخذ النبي خاتما من فضة ونقش فيه محمد رسول الله
- 1273 هرقل يسأل أبا سفيان عن نبوة محمد ﷺ
- 1274 من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة
- 1275 بعث النبي كتابًا إلى كسرى فمزقه فدعا أن يمزقوا
- 1276 شرح لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
- 1277 بعث رسول الله ﷺ حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس
- 1278 من محمد رسول الله إلى بني زهير بن أقيش إنكم...
- 1279 من محمد رسول الله إلى بكر بن وائل أسلموا تسلموا
معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يقول لمسيلمة الكذاب: لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه
📜 حديث: رسول الله ﷺ يقول لمسيلمة الكذاب: لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يقول لمسيلمة الكذاب: لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يقول لمسيلمة الكذاب: لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يقول لمسيلمة الكذاب: لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








