حديث: أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

وفد بني المنتفق

عن لَقيط بن صَبرة قال: كنت وافد بني المُنْتَفِق، أو في وفد بني المنتَفِق إلى رسول الله ﷺ، قال: فلما قدمنا على رسول الله ﷺ فلم نصادفه في منزله، وصادفنا عائشة أم المؤمنين. قال: فأمرت لنا بخزيرة فَصُنِعَت لنا. قال: وأُتِينا بقناع، ولم يقل قتيبة: القناع، والقناع الطبق فيه تمر، ثم جاء رسول الله ﷺ فقال: «هل أصبتم شيئا أو أُمِرَ لكم بشيء؟» قال: قلنا: نعم يا رسول الله. قال: فبينا نحن مع رسول الله ﷺ جلوس إذ دفع الراعي غنمه إلى المراح ومعه سخلةٌ تَيْعَرُ، فقال: «ما ولدت يا فلان» قال: بهمة، قال: «فاذبح لنا مكانها شاة» ثم قال: «لا تحسِبَنَّ» -ولم يقل: لا تحسَبَنَّ- «أنا من أجلك ذبحناها، لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد، فإذا ولد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة» قال: قلت: يا رسول الله، إن لي امرأة، وإن في لسانها شيئا يعني: البذاء -قال: «فطلِّقْها إذا» قال: قلت: يا رسول الله، إن لها صحبة ولي منها ولد. قال: «فمرها يقول: عظها- فإن يك فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك كضربك أميتك» فقلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: «أسبغ الوضوء، وخلِّل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلَّا أن تكون صائمًا».

صحيح: رواه أبو داود (١٤٢) مُطوَّلًا واللفظ له، والترمذي (٣٨)، والنسائي (١١٤)، وابن ماجه (٤٠٧، ٤٤٨) مُختصرًا.

عن لَقيط بن صَبرة قال: كنت وافد بني المُنْتَفِق، أو في وفد بني المنتَفِق إلى رسول الله ﷺ، قال: فلما قدمنا على رسول الله ﷺ فلم نصادفه في منزله، وصادفنا عائشة أم المؤمنين. قال: فأمرت لنا بخزيرة فَصُنِعَت لنا. قال: وأُتِينا بقناع، ولم يقل قتيبة: القناع، والقناع الطبق فيه تمر، ثم جاء رسول الله ﷺ فقال: «هل أصبتم شيئا أو أُمِرَ لكم بشيء؟» قال: قلنا: نعم يا رسول الله. قال: فبينا نحن مع رسول الله ﷺ جلوس إذ دفع الراعي غنمه إلى المراح ومعه سخلةٌ تَيْعَرُ، فقال: «ما ولدت يا فلان» قال: بهمة، قال: «فاذبح لنا مكانها شاة» ثم قال: «لا تحسِبَنَّ» -ولم يقل: لا تحسَبَنَّ- «أنا من أجلك ذبحناها، لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد، فإذا ولد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة» قال: قلت: يا رسول الله، إن لي امرأة، وإن في لسانها شيئا يعني: البذاء -قال: «فطلِّقْها إذا» قال: قلت: يا رسول الله، إن لها صحبة ولي منها ولد. قال: «فمرها يقول: عظها- فإن يك فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك كضربك أميتك» فقلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: «أسبغ الوضوء، وخلِّل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلَّا أن تكون صائمًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، عن لقيط بن صبرة رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● وافد بني المنتفق: أي رئيس وفد قبيلة بني المنتفق.
● خزيرة: طعام يُصنع من اللبن والدقيق.
● قناع: طبق كبير يُوضع فيه الطعام، والمراد هنا طبق التمر.
● المراح: مكان إيواء الغنم ليلاً.
● سخلة: الأنثى من ولد الغنم.
● تيعر: تصيح بصوتها.
● بهمة: ولد الغنم الذي يولد ميتاً.
● البذاء: الفحش في الكلام والسب والشتم.
● ظعينتك: زوجتك (مشتق من الظعن وهو السفر، كناية عن المصاحبة).
● أميتك: جاريتك أو أم ولدك.


ثانياً. شرح الحديث:


1- الجزء الأول: كرم الضيافة وأخلاق النبي ﷺ:
- قدِم وفد بني المنتفق إلى النبي ﷺ فلم يجدوه في بيته، فاستقبلتهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأمرت بإعداد طعام لهم (الخزيرة) وقدّمت لهم التمر، وهذا يدل على كرم أهل بيت النبوة وحسن ضيافتهم.
- عندما جاء النبي ﷺ سألهم إن كانوا قد وجدوا شيئاً يأكلونه، مما يدل على حرصه على راحة ضيوفه.
2- الجزء الثاني: الحكمة من ذبح الشاة:
- رأى النبي ﷺ راعياً يأتي بغنمه ومعه سخلة تصيح (تيعر)، فسأله: "ما ولدت؟" فأخبره أنها ولدت "بهمة" (ميتاً). فأمر النبي ﷺ بذبح شاة مكانها.
- ثم بيّن النبي ﷺ الحكمة من ذلك بقوله: "لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها"، أي أن هذا ليس من أجل الضيافة فقط، بل هو سنة لديه ﷺ؛ حيث كان لديه مائة شاة لا يريد أن تزيد، فإذا ولدت غنمه ميتاً ذبح شاة مكانها ليبقى العدد ثابتاً. وهذا من الحكمة في التدبير والاقتصاد.
3- الجزء الثالث: النصيحة في معاملة الزوجة:
- شكا لقيط بن صبرة للنبي ﷺ أن زوجته فيها "بذاء" (فحش في الكلام)، فأمره النبي ﷺ أولاً بأن يطلقها إذا كان لا يحتمل ذلك.
- لكن لقيط رضي الله عنه بيّن أن لها صحبة (أي عشرة طيبة) وله منها ولد، فعدل النبي ﷺ عن الأمر بالطلاق إلى النصح والتوجيه بأن يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر، ويذكرها بالله، فإن فيها خيراً ستستجيب.
- ثم نهاه عن ضربها ضرباً مبرحاً كضرب الجارية (أمته)، بل يكون التأديب برفق وحكمة.
4- الجزء الرابع: الوضوء الكامل:
- سأل لقيط النبي ﷺ عن الوضوء، فأمره بإسباغه (إتمامه وإكماله)، وتخليل الأصابع (أي تنظيف ما بينها بالماء)، والمبالغة في الاستنشاق (إدخال الماء في الأنف بقوة) إلا إذا كان صائماً؛ خشية أن يدخل الماء إلى جوفه فيفطر.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- حسن الضيافة وكرم أهل البيت: حيث قدّمت عائشة رضي الله عنها الطعام للوفد حتى يصل النبي ﷺ.
2- الحكمة في التدبير الاقتصادي: كما في قصة ذبح الشاة مكان الميتة للحفاظ على عدد الغنم.
3- الرفق بالزوجة وعدم التعنيف: حيث نبه النبي ﷺ إلى عدم ضرب الزوجة ضرباً شديداً، بل采用 النصح والتوجيه.
4- إسباغ الوضوء وإكماله: مع الاهتمام بتخليل الأصابع والمبالغة في الاستنشاق إلا في الصوم.
5- مراعاة الظروف في الفتوى: حيث غيّر النبي ﷺ رأيه من الطلاق إلى النصح عندما علم أن هناك أولاداً وعشرة طيبة.


رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على حرص الصحابة على سؤال النبي ﷺ عن أمور دينهم ودنياهم.
- فيه بيان لرحمة النبي ﷺ وتفهمه لظروف الناس.
- التأكيد على أهمية اختيار الكلمات الطيبة في التعامل مع الزوجة والأهل.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٤٢) مُطوَّلًا واللفظ له، والترمذي (٣٨)، والنسائي (١١٤)، وابن ماجه (٤٠٧، ٤٤٨) مُختصرًا. كلهم من حديث إسماعيل بن كثير أبي هاشم المكي، عن عاصم بن
لَقيط به.
وفي بعض الروايات: «إذا توضأت فمضمض».
قال الترمذي: «حسن صحيح». وصححه أيضًا ابن خزيمة (١٥٠) وابن حبان - الموارد (١٥٩) والحاكم (١/ ١٤٧ - ١٤٨) وقال: صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1269 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما

  • 📜 حديث: أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب