حديث: عنوان الحديث: "المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

وفد بكر بن وائل

عن عبد الله بن حسان أخي بني كعب من بلعنبر، أنه حدثته جدتاه صفية بنت عُلَيبة ودُحَيبة بنت عُلَيبة حدثتاه عن حديث قيلة بنت مخرمة، وكانتا ربيبتيها، وقيلة جدة أبيهما أم أمه، أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني جناب، وأنها ولدت له النساء، ثم توفي في أول الإسلام فانتزع بناتها -منها- عمهن أثؤب بن أزهر، فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله ﷺ في أول الإسلام، فبكت جويرية منهن حديباء، وكانت أخذتها الفرصة، عليها سُبَيَّج من صوف، قال: فذهبت بها معها، فبينا هما تُرتكان الجمل إذ انتفجت الأرنب، فقالت الحديباء القَصِيّة: والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثؤب في هذا الحديث أبدًا! ثم سنح الثعلب فسمته باسم نَسِيَه عبد الله بن حسان، ثم قالت فيه مثل ما قالت في الأرنب، فبينما هما تُرتكان الجمل إذ برك الجمل، فأخذته رعدة، فقالت الحديباء: أدركتك والأمانةِ أَخْذةُ أثؤب، فقلتُ واضطررت إليها: ويحك فما أصنع؟ فقالت: اقلبي ثيابك ظهورها لبطونها، وادَّحرجي ظهرك لبطنك، واقلبي أحلاس جملك. ثم خلعت سبيجها فقلبته، ثم ادحرجت ظهرها لبطنها، فلما فعلت ما أمرتني به انتفض الجمل، ثم قام ففاجّ وبال، فقالت: أعيدي عليك أداتك، ففعلتُ، ثم خرجنا نرتك، فإذا أثؤب يسعى وراءنا بالسيف صلتًا، فوألنا إلى حواء ضخم، قد أراه حين ألقى الجمل إلى رواق البيت الأوسط جملًا ذلولًا، واقتحمت داخله وأدركني بالسيف، فأصابت ظبته طائفة من قروني، ثم قال: ألقي إلي بنت أخي يا دفار، فرميت بها إليه فجعلها على منكبه فذهب بها، وكانت أعلم به من أهل البيت، وخرجت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله ﷺ، فبينما أنا عندها ليلة من الليالي تحسبني نائمة إذ جاء زوجها من السامر فقال: وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق، فقالت أختي: من هو؟ قال: حريث بن حسان الشيباني غاديًا، وافد بكر بن وائل إلى رسول الله ﷺ ذا صباح، فغدوت إلى جملي وقد سمعت ما قالا، فشددت عليه ثم نشدت عنه فوجدته
غير بعيد، فسألته الصحبة فقال: نعم وكرامة، وركابهم مناخة، فخرجت معه صاحب صدق، حتى قدمنا على رسول الله ﷺ وهو يصلي بالناس صلاة الغداة، وقد أقيمت حين انشق الفجر والنجوم شابكة في السماء، والرجال لا تكاد تَعارف مع ظلمة الليل، فصففت مع الرجال وكنت امرأة حديثة عهد بجاهلية، فقال لي الرجل الذي يليني من الصف: امرأة أنتِ أم رجل؟ فقلت: لا بل امرأة، فقال: إنك قد كدت تفتنيني، فصلِّي مع النساء وراءك، وإذا صف من نساء قد حدث عند الْحُجرات لم أكن رأيته حين دخلت، فكنت فيهن حتى إذا طلعت الشمس دنوت فجعلت إذا رأيت رجلًا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله ﷺ فوق الناس، حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ: «وعليك السلام ورحمة الله وبركاته». وعليه، تعني النبي ﷺ أسمال ملببتين كانتا بزعفران فقد نفضتا، ومعه عسيب نخلة مقشور غير خوصتين من أعلاه، وهو قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول الله ﷺ متخشعًا في الجلسة أرعدتُ من الفرق، فقال جليسه: يا رسول الله، أرعدت المسكينة، فقال رسول الله ﷺ ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره: «يا مسكينة عليك السكينة»، فلما قالها رسول الله ﷺ أذهب الله ما كان أدخل قلبي من الرعب، وتقدم صاحبي أول رجل، فبايعه على الإسلام عليه وعلى قومه، ثم قال: يا رسول الله، اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاور، فقال: «يا غلام، اكتب له بالدهناء»؛ فلما رأيته أمر له بأن يكتب له بها شخص بي وهي وطني وداري، فقلت: يا رسول الله، إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك، إنما هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم، ونساء تميم وأبناؤها وراء ذلك! فقال: «أمسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم، يسعهما الماء والشجر، ويتعاونان على الفتان». فلما رأى حريث أن قد حيل دون كتابه ضرب بإحدى يديه على الأخرى، وقال: كنتُ أنا وأنت كما قيل: حتفها تحمل ضأن بأظلافها، فقلت: أما والله إن كنت لدليلًا في الظلماء، جوادًا بذي الرحل، عفيفًا عن الرفيقة، حتى قدمتُ على رسول الله ﷺ ولكن لا تلُمني على حظي إذ سألتَ حظك، فقال: وما حظك في الدهناء لا أبا لك؟ فقلت: مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك؟ فقال: لا جرم إني أشهد رسول الله أني لك أخ ما حييت إذ أثنيت هذا علي عنده، فقلت: إذ بدأتها فلن أضيعها، فقال رسول الله ﷺ «أيلام ابن ذه أن يفصل
الخطة وينتصر من وراء الحجرة؟» فبكيت ثم قلت: قد والله كنت ولدته يا رسول الله حازمًا، فقاتل معك يوم الربذة، ثم ذهب يميرني من خيبر، فأصابته حماها وترك علي النساء، فقال: «والذي نفس محمدٍ بيده، لو لم تكوني مسكينة لجررناك اليوم على وجهك، أو لجررت على وجهك، -شك عبد الله- أيغلب أحيدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفًا فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع؟» ثم قال: «رب أنسني ما أمضيت، وأعني على ما أبقيت، والذي نفس محمد بيده، أن أحيدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم». وكتب لها في قطعة من أديم أحمر لقيلة وللنسوة بنات قيلة: «أن لا يظلمن حقًا، ولا يكرهن على منكح، وكل مؤمن مسلم لهن نصير، أحسن ولا تسئن».

حسن: رواه ابن سعد (١/ ٣١٧ - ٣٢٠) والطبراني في الكبير (١٥/ ٧ - ١٠) بهذا الطول، واختصره أبو داود (٣٠٧٠، ٤٨٤٧) والترمذي (٢٨١٤) والبيهقي (٦/ ١٥٠) كلهم من حديث عبد الله بن حسان، فذكره.

عن عبد الله بن حسان أخي بني كعب من بلعنبر، أنه حدثته جدتاه صفية بنت عُلَيبة ودُحَيبة بنت عُلَيبة حدثتاه عن حديث قيلة بنت مخرمة، وكانتا ربيبتيها، وقيلة جدة أبيهما أم أمه، أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني جناب، وأنها ولدت له النساء، ثم توفي في أول الإسلام فانتزع بناتها -منها- عمهن أثؤب بن أزهر، فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله ﷺ في أول الإسلام، فبكت جويرية منهن حديباء، وكانت أخذتها الفرصة، عليها سُبَيَّج من صوف، قال: فذهبت بها معها، فبينا هما تُرتكان الجمل إذ انتفجت الأرنب، فقالت الحديباء القَصِيّة: والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثؤب في هذا الحديث أبدًا! ثم سنح الثعلب فسمته باسم نَسِيَه عبد الله بن حسان، ثم قالت فيه مثل ما قالت في الأرنب، فبينما هما تُرتكان الجمل إذ برك الجمل، فأخذته رعدة، فقالت الحديباء: أدركتك والأمانةِ أَخْذةُ أثؤب، فقلتُ واضطررت إليها: ويحك فما أصنع؟ فقالت: اقلبي ثيابك ظهورها لبطونها، وادَّحرجي ظهرك لبطنك، واقلبي أحلاس جملك. ثم خلعت سبيجها فقلبته، ثم ادحرجت ظهرها لبطنها، فلما فعلت ما أمرتني به انتفض الجمل، ثم قام ففاجّ وبال، فقالت: أعيدي عليك أداتك، ففعلتُ، ثم خرجنا نرتك، فإذا أثؤب يسعى وراءنا بالسيف صلتًا، فوألنا إلى حواء ضخم، قد أراه حين ألقى الجمل إلى رواق البيت الأوسط جملًا ذلولًا، واقتحمت داخله وأدركني بالسيف، فأصابت ظبته طائفة من قروني، ثم قال: ألقي إلي بنت أخي يا دفار، فرميت بها إليه فجعلها على منكبه فذهب بها، وكانت أعلم به من أهل البيت، وخرجت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله ﷺ، فبينما أنا عندها ليلة من الليالي تحسبني نائمة إذ جاء زوجها من السامر فقال: وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق، فقالت أختي: من هو؟ قال: حريث بن حسان الشيباني غاديًا، وافد بكر بن وائل إلى رسول الله ﷺ ذا صباح، فغدوت إلى جملي وقد سمعت ما قالا، فشددت عليه ثم نشدت عنه فوجدته
غير بعيد، فسألته الصحبة فقال: نعم وكرامة، وركابهم مناخة، فخرجت معه صاحب صدق، حتى قدمنا على رسول الله ﷺ وهو يصلي بالناس صلاة الغداة، وقد أقيمت حين انشق الفجر والنجوم شابكة في السماء، والرجال لا تكاد تَعارف مع ظلمة الليل، فصففت مع الرجال وكنت امرأة حديثة عهد بجاهلية، فقال لي الرجل الذي يليني من الصف: امرأة أنتِ أم رجل؟ فقلت: لا بل امرأة، فقال: إنك قد كدت تفتنيني، فصلِّي مع النساء وراءك، وإذا صف من نساء قد حدث عند الْحُجرات لم أكن رأيته حين دخلت، فكنت فيهن حتى إذا طلعت الشمس دنوت فجعلت إذا رأيت رجلًا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله ﷺ فوق الناس، حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ: «وعليك السلام ورحمة الله وبركاته». وعليه، تعني النبي ﷺ أسمال ملببتين كانتا بزعفران فقد نفضتا، ومعه عسيب نخلة مقشور غير خوصتين من أعلاه، وهو قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول الله ﷺ متخشعًا في الجلسة أرعدتُ من الفرق، فقال جليسه: يا رسول الله، أرعدت المسكينة، فقال رسول الله ﷺ ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره: «يا مسكينة عليك السكينة»، فلما قالها رسول الله ﷺ أذهب الله ما كان أدخل قلبي من الرعب، وتقدم صاحبي أول رجل، فبايعه على الإسلام عليه وعلى قومه، ثم قال: يا رسول الله، اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاور، فقال: «يا غلام، اكتب له بالدهناء»؛ فلما رأيته أمر له بأن يكتب له بها شخص بي وهي وطني وداري، فقلت: يا رسول الله، إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك، إنما هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم، ونساء تميم وأبناؤها وراء ذلك! فقال: «أمسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم، يسعهما الماء والشجر، ويتعاونان على الفتان». فلما رأى حريث أن قد حيل دون كتابه ضرب بإحدى يديه على الأخرى، وقال: كنتُ أنا وأنت كما قيل: حتفها تحمل ضأن بأظلافها، فقلت: أما والله إن كنت لدليلًا في الظلماء، جوادًا بذي الرحل، عفيفًا عن الرفيقة، حتى قدمتُ على رسول الله ﷺ ولكن لا تلُمني على حظي إذ سألتَ حظك، فقال: وما حظك في الدهناء لا أبا لك؟ فقلت: مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك؟ فقال: لا جرم إني أشهد رسول الله أني لك أخ ما حييت إذ أثنيت هذا علي عنده، فقلت: إذ بدأتها فلن أضيعها، فقال رسول الله ﷺ «أيلام ابن ذه أن يفصل
الخطة وينتصر من وراء الحجرة؟» فبكيت ثم قلت: قد والله كنت ولدته يا رسول الله حازمًا، فقاتل معك يوم الربذة، ثم ذهب يميرني من خيبر، فأصابته حماها وترك علي النساء، فقال: «والذي نفس محمدٍ بيده، لو لم تكوني مسكينة لجررناك اليوم على وجهك، أو لجررت على وجهك، -شك عبد الله- أيغلب أحيدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفًا فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع؟» ثم قال: «رب أنسني ما أمضيت، وأعني على ما أبقيت، والذي نفس محمد بيده، أن أحيدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم». وكتب لها في قطعة من أديم أحمر لقيلة وللنسوة بنات قيلة: «أن لا يظلمن حقًا، ولا يكرهن على منكح، وكل مؤمن مسلم لهن نصير، أحسن ولا تسئن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا حديث طويل فيه قصة عظيمة لامرأة من الصحابيات الجليلات، وهي قيلة بنت مخرمة رضي الله عنها، التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب إنصافها في حقها وبناتها. وسأشرح الحديث جزءًا جزءًا مع بيان الدروس والعبر المستفادة منه.


1. شرح المفردات:


● تُرتكان الجمل: أي تُوقِفانه وتسحبانه لتركبه.
● انتفجت الأرنب: خرجت فجأة من جحرها.
● القصيّة: البعيدة أو المنعزلة.
● سُبَيَّج: نوع من الثياب أو الرداء من الصوف.
● ادَّحرجي: تدرجين وتقلبين نفسك.
● صلاة الغداة: صلاة الفجر.
● النجوم شابكة: أي متلألئة وكثيرة.
● أسمال ملببتين: ثياب مرقعة أو قديمة.
● القرفصاء: جلسة فيها تواضع، بجمع الركبتين إلى الصدر.
● الدهناء: منطقة معروفة في نجد.
● مقيد الجمل: المكان الذي يُربط فيه الجمل.
● حتفها تحمل ضأن بأظلافها: مثل يضرب للشيء المستحيل.
● يميرني: يجلب لي الطعام.
● صويحبه: صاحبه.


2. شرح الحديث:


تبدأ القصة بأن قيلة بنت مخرمة كانت متزوجة من حبيب بن أزهر، وقد توفي في بداية الإسلام، فانتزع عم البنات (أثؤب بن أزهر) البنات منها دون حق، فخرجت بهن تطلب العدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الطريق، حدثت مواقف غريبة من ابنتها الحديباء، حيث كانت تتكلم بكلمات فيها بشارة ونصر لقيلة على عمها الظالم، ثم أرشدتها إلى فعل بعض الأمور (مقلب الثياب والتدحرج) عندما برك الجمل، فانتفض ونهض، مما يدل على بركة طاعة البنت الصالحة ونصيحتها لأمها.
ثم لحق بهما العم أثؤب بالسيف، وأخذ البنت بالقوة، فذهبت قيلة إلى أختها في بني شيبان، وهناك سمعت أن حريث بن حسان الشيباني سوف يوفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستصحبته معها.
عندما وصلا إلى المسجد، دخلت قيلة مع الرجال في صلاة الفجر، ولم تكن تعرف أن للنساء مصلى منفصلًا، فنبهها رجل إلى أن تصلي مع النساء، ففعلت.
وبعد الصلاة، رأت النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا متواضعًا في ثياب بسيطة، فخافت منه خوفًا شديدًا، فدعا لها بالسكينة فزال خوفها.
ثم تقدم حريث فبايع النبي على الإسلام، وطلب منه أن يكتب له حصرًا على أرض الدهناء، يحجزها لقومه دون غيرهم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم كاتبه أن يكتب له ذلك.
فاعترضت قيلة بحكمة وشجاعة، قائلة: إن الدهناء أرض مشتركة للجميع، وليس من العدل أن تحتكر لقوم دون آخرين، خاصة وأن نساء تميم وأبناءهم يعيشون عليها.
فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم بكلامها، وأمر بإلغاء الكتابة، وقال كلمته المشهورة: "المسلم أخو المسلم، يسعهما الماء والشجر، ويتعاونان على الفتان".
غضب حريث من ذلك، فعاتبته قيلة، ثم تراجع عن غضبه وأقر لها بالفضل، وشهد لها بالخير.
ثم ذكرت قيلة للنبي ابنها الذي استشهد في سبيل الله، فدعا لها النبي ودعا على الظلم، وكتب لها كتابًا يضمن حقوقها وحقوق بناتها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الشجاعة في طلب الحق: قيلة رضي الله عنها لم تتردد في السفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتنصف من ظلم عم بناتها.
2- الحكمة والوعي في المطالبة بالحق: عندما اعترضت على طلب حريث في احتكار الأرض، كانت حجتها قوية وواضحة.
3- مبدأ العدل والمساواة في الإسلام: رفض النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتكر أحد أرضًا للجميع، وقال: "المسلم أخو المسلم، يسعهما الماء والشجر".
4- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: كان جالسًا بالقرفصاء، ويرتدي ثيابًا بسيطة، مما يدل على تواضعه العظيم.
5- بركة الدعاء النبوي: عندما قال لها "عليك السكينة" زال رعبها فورًا.
6- حقوق المرأة في الإسلام: النبي صلى الله عليه وسلم كتب لها كتابًا يضمن حقوقها وحقوق بناتها، ويحرم ظلمهن أو إكراههن على الزواج.
7- التعاون على البر والتقوى: النبي صلى الله عليه وسلم حث على التعاون بين المسلمين ونبذ الظلم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- قيلة بنت مخرمة من الصحابيات الفاضلات، وقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- الحديث يظهر حرص الإسلام على إقامة العدل، ورفض أي شكل من أشكال الظلم أو الاحتكار.
- فيه دليل على أن المرأة في الإسلام لها حق المطالبة بحقوقها، والشهادة في القضايا العامة.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من أهل الحق والعدل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن سعد (١/ ٣١٧ - ٣٢٠) والطبراني في الكبير (١٥/ ٧ - ١٠) بهذا الطول، واختصره أبو داود (٣٠٧٠، ٤٨٤٧) والترمذي (٢٨١٤) والبيهقي (٦/ ١٥٠) كلهم من حديث عبد الله بن حسان، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن حسان فإنه روى عنه كبار الأئمة ووثقه ابن حبان، وقال الذهبي: ثقة، وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح (٣/ ١٥٥).
وأما صفية بنت عليبة ودحية بنت عليبة فهما مقبولتان تتابع بعضها بعضا.
وفي بعض فقراته غرابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1268 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان"

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: "المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب