حديث: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب إلا كفر الله به من خطاياه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)﴾

عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أنهما سمعا رسول اللَّه ﷺ يقول: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر اللَّه بها من خطاياه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المرضى (٥٦٤١ - ٥٦٤٢) ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٧٣) كلاهما من طريق محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، فذكراه.

عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أنهما سمعا رسول اللَّه ﷺ يقول: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر اللَّه بها من خطاياه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبين فيه رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين، وأن ما يصيبهم في الدنيا من أنواع البلاء والمكاره يكون تكفيراً لسيئاتهم ورفعةً لدرجاتهم.

أولاً. شرح المفردات:


● نَصَب: التعب والإعياء والمشقة.
● وَّصَب: المرض والألم الذي يلحق الإنسان.
● هَمّ: ما يقع في القلب من anxious رغم أنts and worries about future matters.
● حُزْن: ما يقع في القلب من الغم والأسى على شيء فات.
● أذى: أي أذىً يصيب الإنسان من الآخرين، كالسب والشتم والاعتداء.
● غَمّ: الكرب والضيق الذي يغمر القلب.
● حتى الشوكة يشاكها: أي حتى最小的 الأذى، كأن يُشاك (يُوخز) بإصبعِه شوكة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن المسلم – الملتزم بدينه، المستسلم لأمر ربه – أي شيء يصيبه في دنياه من أنواع المكاره:
- من تعب ونَصَب (مشقة العمل والسعي)
- أو مرض ووَصَب (كالحمى والأسقام)
- أو هم يرد على قلبه (القلق تجاه المستقبل)
- أو حزن على شيء فات (كفقد عزيز أو خسارة مال)
- أو أذى من خَلق الله (كسبّ أو شتم أو ظلم)
- أو غمّ يغشى قلبه (الكرب والضيق)
حتى أدنى وأصغر هذه الأمور، كأن يُشاك بإصبعه شوكة تؤلمه... فإن الله تعالى يجعل هذه المصيبة تكفيراً عن خطاياه وعيوبه، فيمحو بها ذنوبه، ويخفف بها من وزره، ويرفع بها من درجاته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: فالله جل وعلا لم يجعل مصائب الدنيا وعذاب الآخرة على المؤمن، بل جعل المصائب في الدنيا كفارة وطهوراً له.
2- الفرق بين المسلم والكافر في قضاء الله: المصيبة واحدة، ولكن ثوابها ونتيجتها تختلف؛ فلها عند المسلم تكفير ورفعة، وعند الكافر عذاب وحسرة.
3- الصبر والاحتساب: الحديث يحث المسلم على الصبر على البلاء، واحتساب الأجر عند الله، فلا يتسخط أو يجزع، بل يرضى بقضاء الله وقدره.
4- تفاوت درجات التكفير: ليس كل مصيبة تكفر كل الذنوب، بل بحسب حجم المصيبة وإيمان العبد وصبره. والكبيرة تحتاج إلى توبة خاصة أو مصيبة أكبر.
5- التيسير على الأمة: يبشر الحديث بأن أبواب التكفير متعددة وسهلة، فحتى الأمور البسيطة التي لا يكاد يخلو منها أحد تكون سبباً في مغفرة الذنوب.

رابعاً. معلومات إضافية:


● الراوي: الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد كتاب الله.
● منزلة الحديث: هذا الحديث من الأحاديث التي تدخل في باب "الرجاء" و"التيسير"، وتبين محاسن الإسلام وسماحته.
● العمل بالحديث: يستحب للمسلم عند الإصابة بأي أذى أن يقول: "الحمد لله على كل حال"، ويصبر ويحتسب الأجر عند الله، طمعاً في مغفرة ذنوبه.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المؤمنين الصابرين المحتسبين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المرضى (٥٦٤١ - ٥٦٤٢) ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٧٣) كلاهما من طريق محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، فذكراه. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب إلا كفر الله به من خطاياه

  • 📜 حديث: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب إلا كفر الله به من خطاياه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب إلا كفر الله به من خطاياه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب إلا كفر الله به من خطاياه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب إلا كفر الله به من خطاياه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب