حديث: من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (١٦٥)﴾
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٥١: ٩٣) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أَتَى النَّبِيَّ ﷺ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْمُوجِبَتَانِ؟ فَقَالَ: «مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ».
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
شرح المفردات:
● أتى: جاء وقصد.
● الْمُوجِبَتَانِ: المُوجِبَةُ في اللغة: ما أوجبَ الشيءَ، أي جعله لازماً واجباً لا محالة. والمقصود هنا: الأمران اللذان يوجبان دخول الجنة أو النار حتماً ويقطعان الشك.
● يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا: الشرك هو جعل شريكٍ لله تعالى في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته. وقوله (شيئاً) نكرة في سياق النفي فتعم أي نوع من أنواع الشرك، كبيراً كان أم صغيراً.
شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي جابر رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن أمرين عظيمين هما "الْمُوجِبَتَانِ"، أي الشيئان اللذان يسببان ويلزمان نتيجة حتمية لا مفر منها.
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بإجابة جامعة مانعة، بيَّن فيها أصل الدين وأساس السعادة والشقاوة، فأخبر أن:
1- "مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ":
هذا هو الموجب الأول لدخول الجنة. وهو أن يموت الإنسان على التوحيد الخالص لله تعالى، بريئاً من كل شكل من أشكال الشرك. وهذا الوعد يتناول من مات موحداً ولم يأتِ بكبيرة، أو تاب من كبائره، فإنه يدخل الجنة مباشرة أو بعد أن يُطَهَّر من ذنوبه في النار إذا استحق ذلك ثم يُخرَج منها. وأما من مات على التوحيد ولم يصاحب كبائر، فوعده الجنة بلا عذاب.
2- "وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ":
هذا هو الموجب الثاني، لدخول النار. وهو أن يموت الإنسان مشركاً بالله، غير تائب من شركه. وهذا الوعيد يتناول من مات على الشرك الأكبر، فهو مخلد في النار -عافانا الله وإياكم-.
فالحديث يضع ميزاناً عظيماً للحساب، مبيناً أن أول شيء يُنظر فيه هو صحة العقيدة وخلوها من الشرك.
الدروس المستفادة والعبر:
1- بيان أهمية التوحيد وعظم خطر الشرك: الحديث يضع التوحيد والشرك كقضيتين محوريتين، هما الفيصل بين الجنة والنار. فالتوحيد هو أساس قبول الأعمال، والشرك هو أعظم الذنوب وأكبر الكبائر الذي لا يغفره الله إذا مات صاحبه عليه.
2- الشفقة والنصح للأمة: répondre النبي صلى الله عليه وسلم أجاب السائل بما هو أنفع له وللأمة، ليعلم الجميع أن طريق النجاة واحد وهو توحيد الله.
3- الحث على محاسبة النفس: يجب على المسلم أن يحاسب نفسه دائماً ويحرص على سلامة عقيدته، ويجدد توبته، ويحذر من كل ما يقوده إلى الشرك الأصغر (كالرياء) أو الأكبر.
4- الحديث فيه ترهيب من الشرك وتحذير شديد منه: لأنه هو السبب الأوحد للخلود في النار.
5- الحديث يبعث الأمل والطمأنينة: فمن مات على التوحيد فإن مصيره إلى الجنة وإن دخل النار أولاً بسبب ذنوبه، فهو فيها غير خالد.
معلومات إضافية:
- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع في عبارة موجزة أعظم أصلين من أصول الدين.
- يجب فهم هذا الحديث في ضوء النصوص الأخرى التي تبين أن من مات على التوحيد لكنه مقترف للكبائر، فهو تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم يُخرج من النار ويدخله الجنة. فلا تعارض بين هذا الحديث والأحاديث الدالة على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من الموحدين.
- السعادة الحقيقية والنجاة يوم القيامة ليست في كثرة الأعمال فقط، بل في سلامة الأساس وهو التوحيد.
أسأل الله تعالى أن يثبتنا على التوحيد، وأن يحسن خاتمتنا، وأن يجنبنا الشرك ظاهره وباطنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
يخبرنا الصحابي جابر رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن أمرين عظيمين هما "الْمُوجِبَتَانِ"، أي الشيئان اللذان يسببان ويلزمان نتيجة حتمية لا مفر منها.
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بإجابة جامعة مانعة، بيَّن فيها أصل الدين وأساس السعادة والشقاوة، فأخبر أن:
1- "مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ":
هذا هو الموجب الأول لدخول الجنة. وهو أن يموت الإنسان على التوحيد الخالص لله تعالى، بريئاً من كل شكل من أشكال الشرك. وهذا الوعد يتناول من مات موحداً ولم يأتِ بكبيرة، أو تاب من كبائره، فإنه يدخل الجنة مباشرة أو بعد أن يُطَهَّر من ذنوبه في النار إذا استحق ذلك ثم يُخرَج منها. وأما من مات على التوحيد ولم يصاحب كبائر، فوعده الجنة بلا عذاب.
2- "وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ":
هذا هو الموجب الثاني، لدخول النار. وهو أن يموت الإنسان مشركاً بالله، غير تائب من شركه. وهذا الوعيد يتناول من مات على الشرك الأكبر، فهو مخلد في النار -عافانا الله وإياكم-.
فالحديث يضع ميزاناً عظيماً للحساب، مبيناً أن أول شيء يُنظر فيه هو صحة العقيدة وخلوها من الشرك.
الدروس المستفادة والعبر:
1- بيان أهمية التوحيد وعظم خطر الشرك: الحديث يضع التوحيد والشرك كقضيتين محوريتين، هما الفيصل بين الجنة والنار. فالتوحيد هو أساس قبول الأعمال، والشرك هو أعظم الذنوب وأكبر الكبائر الذي لا يغفره الله إذا مات صاحبه عليه.
2- الشفقة والنصح للأمة: répondre النبي صلى الله عليه وسلم أجاب السائل بما هو أنفع له وللأمة، ليعلم الجميع أن طريق النجاة واحد وهو توحيد الله.
3- الحث على محاسبة النفس: يجب على المسلم أن يحاسب نفسه دائماً ويحرص على سلامة عقيدته، ويجدد توبته، ويحذر من كل ما يقوده إلى الشرك الأصغر (كالرياء) أو الأكبر.
4- الحديث فيه ترهيب من الشرك وتحذير شديد منه: لأنه هو السبب الأوحد للخلود في النار.
5- الحديث يبعث الأمل والطمأنينة: فمن مات على التوحيد فإن مصيره إلى الجنة وإن دخل النار أولاً بسبب ذنوبه، فهو فيها غير خالد.
معلومات إضافية:
- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع في عبارة موجزة أعظم أصلين من أصول الدين.
- يجب فهم هذا الحديث في ضوء النصوص الأخرى التي تبين أن من مات على التوحيد لكنه مقترف للكبائر، فهو تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم يُخرج من النار ويدخله الجنة. فلا تعارض بين هذا الحديث والأحاديث الدالة على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من الموحدين.
- السعادة الحقيقية والنجاة يوم القيامة ليست في كثرة الأعمال فقط، بل في سلامة الأساس وهو التوحيد.
أسأل الله تعالى أن يثبتنا على التوحيد، وأن يحسن خاتمتنا، وأن يجنبنا الشرك ظاهره وباطنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع في عبارة موجزة أعظم أصلين من أصول الدين.
- يجب فهم هذا الحديث في ضوء النصوص الأخرى التي تبين أن من مات على التوحيد لكنه مقترف للكبائر، فهو تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم يُخرج من النار ويدخله الجنة. فلا تعارض بين هذا الحديث والأحاديث الدالة على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من الموحدين.
- السعادة الحقيقية والنجاة يوم القيامة ليست في كثرة الأعمال فقط، بل في سلامة الأساس وهو التوحيد.
أسأل الله تعالى أن يثبتنا على التوحيد، وأن يحسن خاتمتنا، وأن يجنبنا الشرك ظاهره وباطنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 83 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 58 من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته
- 59 نهى رسول الله عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال
- 60 صلاة النبي على راحلته حيث كان وجهه
- 61 ابن آدم كذبني ولم يكن له ذلك
- 62 وافقني ربي في ثلاث
- 63 النبي يصلي خلف مقام إبراهيم عند البيت
- 64 إبراهيم وإسماعيل يبنيان الكعبة ويقولان ربنا تقبل منا
- 65 لولا حدثان قومك بالكفر لرددت الكعبة على قواعد إبراهيم
- 66 إني عبد الله خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته
- 67 خرج منها نور أضاءت له بصرى من أرض الشام
- 68 العم مثل الأب في التوقير والاحترام
- 69 لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله
- 70 صلى النبي إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا
- 71 لما وجه النبي إلى الكعبة قالوا كيف بإخواننا الذين ماتوا
- 72 استقبال الكعبة في الصلاة بعد نزول القرآن
- 73 كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت فلنولينك قبلة ترضاها
- 74 يدعى نوح يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب
- 75 الله عند ظن عبده به ومع الذاكرين إن ذكرني في...
- 76 ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه...
- 77 معنى من يرد الله به خيرا يصب منه
- 78 ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب إلا كفر الله...
- 79 إن الصفا والمروة من شعائر الله
- 80 سبب نزول: إن الصفا والمروة من شعائر الله
- 81 أبدأ بما بدأ الله به من الصفا والمروة
- 82 من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار
- 83 من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة
- 84 إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين
- 85 أحلت لنا ميتتان ودمان: الجراد والحيتان، والكبد والطحال.
- 86 لا تمهل حتى إذا بلذت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان...
- 87 من يتقي به الناس عند احمرار البأس
- 88 من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره
- 89 إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين
- 90 العفو أن يقبل الدية في العمد
- 91 ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة
- 92 يرحم الله ابن عفراء والثلث والثلث كثير
- 93 أمر بصيام يوم عاشوراء فلما فرض رمضان.
- 94 من أراد أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها
- 95 الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام فليطعما
- 96 الصائم والمفطر لا يعيب بعضهم على بعض
- 97 بداية الصوم والفطر برؤية الهلال
- 98 بداية صوم رمضان ونهايته برؤية الهلال
- 99 إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم
- 100 علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم
- 101 إذا نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه
- 102 كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
- 103 أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم
- 104 من نام قبل أن يفطر في رمضان حرم عليه الطعام...
- 105 الآن باشروهن وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من...
- 106 عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتي
- 107 الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
معلومات عن حديث: من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة
📜 حديث: من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








