بداية الصوم والفطر برؤية الهلال

حديث: بداية الصوم والفطر برؤية الهلال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٨٥)﴾

عن عبد اللَّه بن عمر، أن رسول اللَّه ﷺ ذكر رمضان، فقال: «لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غمّ عليكم فاقدروا له».

متفق عليه: رواه مالك في الصيام (٦٣٣) عن نافع، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يضع لنا رسول الله ﷺ فيه قواعدَ عظيمةً في إثبات دخول شهر رمضان المبارك وخروجه، وهي قواعد محكمة تحفظ للأمة وحدتها ونظام عبادتها.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● «تَرَوْا الهِلالَ»: أي تشاهدوا هلال شهر رمضان بعيونكم أو من خلال الوسائل المعتبرة شرعاً.
● «غُمَّ عَلَيْكُمْ»: أي حَالَ بينكم وبين رؤيته غيمٌ أو قتر أو غبار منع من رؤيته.
● «فَاقْدِرُوا لَهُ»: اختلف العلماء في تفسيرها على قولين مشهورين:
1- أكمِلوا العدة ثلاثين يوماً: وهو قول الجمهور، أي قدِّروا له عددَ الأيام المكتملة.
2- قدِّروا له مكانه ومنازله: أي اجعلوا له حكمه بناءً على حسابه الفلكي (وهو قول ضعيف لا يعتمد عليه).
والراجح -والله أعلم- هو القول الأول، وهو إكمال عدة شعبان أو رمضان ثلاثين يوماً إذا تعذرت الرؤية، كما جاء مبيناً في أحاديث أخرى.

ثانياً. شرح الحديث:

يضمّن النبي ﷺ في هذا الحديث أمرين عظيمين:
1- النفي: «لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الهِلالَ، وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ»:
هذا نهيٌ عن ابتداء الصوم أو الإفطار بناءً على الظن أو التخمين أو الحسابات الفلكية المجردة قبل ثبوت الرؤية الشرعية. وهو تأكيد على أن الرؤية البصرية (أو ما يقوم مقامها من وسائل الإثبات المعاصرة) هي الطريقة المعتمدة شرعاً لبدء الصوم ونهايته، مما يجنب الأمة الخلاف والفوضى.
2- الإثبات: «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ»:
إذا حَالَ حائل دون رؤية الهلال، فإن الحل هو إكمال شهر شعبان ثلاثين يوماً، ثم نصوم، وإكمال شهر رمضان ثلاثين يوماً ثم نفطر. وهذا هو التقدير المطلوب، أي تقدير وإكمال العدة. وهو رحمة من الله ويسر على الأمة، لئلا تتحير في أمور عبادتها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

1- اعتماد الرؤية البصرية أساساً للصوم والإفطار: وهذا هو الأصل الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة. والمراد بالرؤية رؤية من يُعتَدُّ بشهادته شرعاً.
2- تحريم التقدم على الله ورسوله: فالنهي عن الصوم قبل الرؤية تحذير من ابتداع العبادة بغير دليل.
3- اليسر ورفع الحرج: أمر النبي ﷺ بإكمال العدة عند الغيم دليل على يسر الشريعة وسماحتها، ورفعها للحرج والمشقة عن الأمة.
4- وحدة الأمة وجمع الكلمة: عندما جعل النبي ﷺ الرؤية مناطاً للحكم، كان مقصوده أن تكون الأمة كالجسد الواحد، تبدأ الصوم معاً وتفطر معاً، مما يقوي أواصر الأخوة وينمي الوحدة بين المسلمين.
5- ذم التقويمات الفلكية المجردة: الحديث دلّ على عدم اعتماد الحسابات الفلكية وحدها في إثبات الهلال، لأن الخطاب للعامة وليس للفلكيين، ولأن الحساب قد يخطئ. والأمر معلق بالرؤية التي هي أبين وأوضح للناس جميعاً.

رابعاً. فوائد وإضافات:

- إذا رُئي الهلال في بلد، يجب على بقية البلدان الموثوقة بنقلها أن تتبعها في الصوم والإفطار، وهذا مذهب الجمهور خلافاً لأبي حنيفة الذي يرى اختلاف المطالع.
- الوسائل المعاصرة كالتلسكوبات والكاميرات شديدة الدقة تعتبر من وسائل الرؤية المعاصرة المعتبرة إذا حصلت بها رؤية واضحة.
- يجب على ولاة أمر المسلمين وهم العلماء والحكام اليوم، الاجتهاد في إثبات الهلال بالأدلة الشرعية، والتأكد من شهادة الشهود، والنظر في وسائل الإثبات المتاحة، ثم إعلان ذلك للناس ليعملوا به.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والخلاصة: أن هذا الحديث قاعدة عظيمة في معرفة بداية شهر رمضان ونهايته، مؤسسة على الرؤية البصرية المعتبرة، والالتزام بها يحقق وحدة المسلمين ويسهل عليهم أمر عبادتهم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصيام (٦٣٣) عن نافع، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
ورواه البخاريّ في الصوم (١٩٠٦) ومسلم في الصيام (١٠٨٠) كلاهما من طريق مالك به.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 97 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بداية الصوم والفطر برؤية الهلال

📜 حديث: بداية الصوم والفطر برؤية الهلال

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بداية الصوم والفطر برؤية الهلال

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بداية الصوم والفطر برؤية الهلال

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بداية الصوم والفطر برؤية الهلال

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية