حديث: الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٨٧)﴾
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٧) ومسلم في الصيام (٣٥: ١٠١٩) كلاهما من حديث سعيد بن أبي مريم، أخبرنا أبو غسان، حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: فذكره ولفظهما سواء.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، يروي لنا قصة نزول آية الصيام وكيف فهمها الصحابة أولاً ثم كيف بين الله تعالى المراد منها. وإليك الشرح المفصل:
أولاً. شرح المفردات:
● أُنْزِلَتْ: المقصود نزول الآية الكريمة من القرآن.
● الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ: الخيطان هما بياض النهار وسواد الليل.
● مِنَ الْفَجْرِ: بيان أن المقصود هو بياض الفجر (الصبح) لا أي خيط أبيض.
● رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلِهِ: وضع الخيط الحقيقي في القدم ليتأكد من رؤيته.
● يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا: يرى الخيطين بوضوح فيظل يأكل حتى يميزهما.
● ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ: أي إلى غروب الشمس.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا سهل بن سعد رضي الله عنه أن الآية الكريمة من سورة البقرة: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} نزلت أولاً بدون ذكر {مِنَ الْفَجْرِ}. ففهم بعض الصحابة الكرام -اجتهاداً منهم- أن المقصود هو الخيط الحرفي من القطن أو غيره، فكان أحدهم يربط في رجله خيطاً أبيض وآخر أسود ليستدل بهما على بداية الصوم، وكان لا يمسك عن الأكل حتى يرى هذين الخيطين ويتميزان عنه في ضوء الصباح.
فلما رأى الله عز وجل حرصهم على فهم المراد وتطبيق الأمر بدقة، أنزل التتمة والبيان {مِنَ الْفَجْرِ} ليبين أن المقصود هو خيط الفجر، أي بياض الصباح الذي يظهر في الأفق مع طلوع الفجر الصادق، مقابل سواد الليل. فَعَلِمُوا بعد ذلك أن الله تعالى يريد التمييز بين وقت الليل ووقت النهار، وأن الإمساك يبدأ بطلوع الفجر لا برؤية خيط حقيقي.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- حرص الصحابة على الفهم والتطبيق: فهم كانوا يحرصون أشد الحرص على تطبيق أوامر الله تعالى بحذافيرها، حتى لو أدى بهم الأمر إلى فهم حرفي أولي.
2- التدرج في التشريع: أنزل الله القرآن منجماً ومفرقاً حسب الحاجة، وبيّن الأحكام تدريجياً ليكون ذلك أيسر في الفهم والتطبيق.
3- بيان الله تعالى ورحمته: حيث لم يدع عباده في حيرة، بل بين المراد وأزال اللبس بقوله: {مِنَ الْفَجْرِ}.
4- أن الفجر هو علامة بدء الصوم: فالصيام يبدأ بطلوع الفجر الصادق (وهو البياض المعترض في الأفق) لا بشروق الشمس، وينتهي بغروبها.
5- جواز الاجتهاد قبل نزول البيان: وكان اجتهاد الصحابة في ذلك مقبولاً قبل أن يبين الله المراد، ثم تراجعوا عنه بعد البيان.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث أصل في معرفة أن الفجر الصادق هو بداية وقت الصيام، وهو الذي يظهر فيه نور الصباح مستطيراً في الأفق.
- فيه دليل على أن العبرة في العبادات بما بينه الله ورسوله، لا بالآراء المجردة.
- يستفاد منه أن الاجتهاد في زمن النبوة كان موجوداً، ولكن إذا جاء النص ترجع إليه الأمة.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وقوله تعالى: ﴿مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 107 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 82 من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار
- 83 من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة
- 84 إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين
- 85 أحلت لنا ميتتان ودمان: الجراد والحيتان، والكبد والطحال.
- 86 لا تمهل حتى إذا بلذت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان...
- 87 من يتقي به الناس عند احمرار البأس
- 88 من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره
- 89 إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين
- 90 العفو أن يقبل الدية في العمد
- 91 ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة
- 92 يرحم الله ابن عفراء والثلث والثلث كثير
- 93 أمر بصيام يوم عاشوراء فلما فرض رمضان.
- 94 من أراد أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها
- 95 الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام فليطعما
- 96 الصائم والمفطر لا يعيب بعضهم على بعض
- 97 بداية الصوم والفطر برؤية الهلال
- 98 بداية صوم رمضان ونهايته برؤية الهلال
- 99 إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم
- 100 علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم
- 101 إذا نام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه
- 102 كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
- 103 أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم
- 104 من نام قبل أن يفطر في رمضان حرم عليه الطعام...
- 105 الآن باشروهن وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من...
- 106 عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتي
- 107 الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
- 108 إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغربت الشمس فقد أفطر الصائم
- 109 إني لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه
- 110 من قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذ
- 111 نزلت: وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها
- 112 إني أحمسي فخرجت من الباب في الإحرام
- 113 اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله
- 114 قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله
- 115 وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
- 116 حمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم
- 117 الأنصار يتصدقون ويعطون ما شاء الله
- 118 الرجل يصيب الذنوب فيلقي بيده إلى التهلكة يقول: لا توبة...
- 119 سبب نزول: لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة
- 120 صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين واحلق رأسك
- 121 أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله
- 122 الرفث الإعرابة والتعرض للنساء بالجماع في الحج
- 123 وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى
- 124 أسواق الجاهلية عكاظ ومجنة وذو المجاز
- 125 سبب نزول: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم
- 126 كانت قريش يقفون بالمزدلفة وسائر العرب بعرفات
- 127 كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إلا الحمس
- 128 اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا...
- 129 الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع...
- 130 إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
- 131 ربح البيع أبا يحيى
معلومات عن حديث: الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
📜 حديث: الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








