حديث: من يتقي به الناس عند احمرار البأس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (١٧٧)﴾

عن البراء قال: كنا واللَّه إذا احمرّ البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي ﷺ.

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (٧٩: ١٧٧٦) عن أحمد بن جناب المصيصي، حدّثنا عيسى بن يونس، عن زكريا، عن أبي إسحاق، قال: جاء رجل إلى البراء، فذكره في حديث طويل.

عن البراء قال: كنا واللَّه إذا احمرّ البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "كنا واللَّه إذا احمرّ البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي ﷺ."
(رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● احمرّ البأس: البأس هو القتال والحرب، واحمراره كناية عن اشتداد وطيس المعركة، وشدة القتال، ووصوله إلى ذروته.
● نتقي به: أي نلتجئ إليه ونحتمي به، ونجعله درعاً ووقاية لنا من عدوّنا.
● يحاذي به: أي يكون في الصف الأول المواجه للعدو مباشرة، لا يتأخر عنه.


2. شرح الحديث:


يصف الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو من الصحابة الشباب الذين شهدوا الغزوات مع النبي ﷺ، الموقف العظيم للنبي ﷺ في ساحة القتال.
ففي اللحظات التي تشتد فيها المعركة، وتُشرع السيوف، ويموج الموقف بالخطر، كان الصحابة رضي الله عنهم لا يلوذون بأحد إلا برسول الله ﷺ. كانوا يضعونه أمامهم، فيكون هو الدرع الواقي، والحصن الحصين. وكان الشجاع الحق والفارس المغوار في نظرهم ليس هو الذي يتقدم ليُظهر بطولته، بل هو الذي يستطيع أن يثبت في مكانه ويصمد في الصف الأول بجوار النبي ﷺ ويحاذيه، أي يكون إلى جانبه في مقدمة الصفوف، مواجهاً للعدو مباشرة.
وهذا يدل على أن النبي ﷺ كان أقربهم إلى العدو، وأشجعهم قلباً، لا يتأخر عن خط النار، بل كان المثل الأعلى في الشجاعة والإقدام، مما كان يمنح أصحابه ثقةً عظيمة، وشجاعةً بالغة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- شجاعة النبي ﷺ الفائقة: الحديث من أظهر الأدلة على شجاعة النبي ﷺ الجسدية والمعنوية التي لا نظير لها. فلم يكن قائداً من خلف الجدران، بل كان في مقدمة جنوده، يشاركهم الخطر ويواسيهم.
2- مكانة النبي ﷺ عند أصحابه: كان الصحابة يرون في النبي ﷺ الملاذ الآمن والقائد الذي يثقون به ثقة عمياء، حتى في أحلك المواقف وأصعبها.
3- معنى الشجاعة الحقيقية: الشجاعة ليست في التهور والتقدم دون حكمة، بل في الثبات في المواقف الصعبة، والوقوف في المكان الذي يجب أن تقف فيه دفاعاً عن الحق.
4- قدوة القائد: يضع الحديث نموذجاً رفيعاً للقائد الذي يشارك شعبه (أو جنوده) المخاطر، ولا يتعالى عليهم، مما يولد الحب والوفاء والثقة بين القائد وأتباعه.
5- الاعتراف بالفضل: يمتدح البراء رضي الله عنه النبي ﷺ بكل تواضع وحب، معترفاً له بالفضل والشجاعة، وهذا من أدب الصحابة مع نبيهم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تصف شجاعة النبي ﷺ في الغزوات، مثل غزوة أحد وحنين.
- الرواية الأخرى للحديث في صحيح مسلم بلفظ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ".
- هذه الشجاعة النبوية كانت مقرونة بالحكمة والتخطيط والتوكل على الله، فلم تكن شجاعة تهوّر.
- يستفاد من الحديث أهمية الاقتداء بالنبي ﷺ في كل صفاته، including الشجاعة والثبات في مواجهة التحديات والصعاب في حياتنا، مستمدين القوة من إيماننا وثقتنا بالله ثمّ بالاقتداء بنبيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (٧٩: ١٧٧٦) عن أحمد بن جناب المصيصي، حدّثنا عيسى بن يونس، عن زكريا، عن أبي إسحاق، قال: جاء رجل إلى البراء، فذكره في حديث طويل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 87 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يتقي به الناس عند احمرار البأس

  • 📜 حديث: من يتقي به الناس عند احمرار البأس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يتقي به الناس عند احمرار البأس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يتقي به الناس عند احمرار البأس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يتقي به الناس عند احمرار البأس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب