حديث: لا تمهل حتى إذا بلذت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (١٧٧)﴾

عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، أي الصّدقة أعظم أجرًا؟ قال: «أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلذت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤١٩) ومسلم في الزكاة (١٠٣٢) كلاهما من طريق عبد الواحد، حدّثنا عمارة بن القعقاع، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا أبو هريرة قال: فذكره، واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه بهذا الإسناد، وإنما أحال على لفظ حديث قبله.

عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، أي الصّدقة أعظم أجرًا؟ قال: «أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلذت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يبين فيه أفضل أنواع الصدقة وأعظمها أجراً عند الله تعالى. وها هو شرحه على النحو التالي:

الحديث بلفظه:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، أي الصّدقة أعظم أجرًا؟ قال: «أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان».
(رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري)


1. شرح المفردات:


● أعظم أجرًا: الأكثر ثواباً عند الله تعالى.
● صحيح: سليم البدن، قوي، قادر على الكسب والإنفاق.
● شحيح: بخيل على نفسك، تحب المال وتحرص على جمعه.
● تخشى الفقر: تخاف أن تصيبك الحاجة والفقر في المستقبل.
● وتأمل الغنى: ترجو البقاء والزيادة في المال والغنى.
● لا تمهل: لا تؤخر الصدقة وتتسوّف فيها.
● بلغت الحلقوم: وصلت الروح إلى الحلقوم عند سكرات الموت، أي في اللحظات الأخيرة من الحياة.
● قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا: أي تبدأ بتوزيع وصيتك في المال وأنت على فراش الموت.
● وقد كان لفلان: أي وقد صار المال بالفعل ملكاً للورثة (فلانٍ من الورثة)، فلم يعد لك حق التصرف فيه.


2. شرح الحديث:


يجيب النبي ﷺ في هذا الحديث على سؤال الرجل عن أفضل الصدقة وأعظمها ثواباً، فيضع له معياراً عظيماً يتعلق بتوقيت الصدقة وحالة المتصدق النفسية والبدنية.
● الشرط الأول: الصحة والشح والأمل أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى»):
- أفضل الصدقة هي التي تؤديها في حال صحتك، لا في حال مرضك وضعفك.
- وأنت شحيح على مالك، تحبه وتحرص عليه، فتخرجه لله رغم شح نفسك به. وهذا دليل على قوة الإيمان وصدق اليقين.
- وأنت تخشى الفقر وتتوقعه، ومع ذلك تتغلب على هذا الخوف بالتوكل على الله.
- وأنت تأمل الغنى والبقاء، فأنت لا تتصدق لأنك على وشك الموت ولا حاجة لك بالمال، بل وأنت تأمل أن تعيش وتستفيد من مالك، ولكنك تقدمه لله طمعاً في ثوابه.
● الشرط الثاني: عدم التأخير وَلَا تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ»):
- يحذر النبي ﷺ من تأخير الصدقة حتى ساعة الاحتضار، حيث تبلغ الروح الحلقوم وييأس الإنسان من الحياة.
- في هذه اللحظة، يصبح التصدق ليس من كمال الإيمان والصدق، لأنه صار إما:
1- خوفاً من الموت ورجاءً في الثواب في اللحظة الأخيرة.
2. أو ندماً على ما فات.
3. أو رغبة في الشهرة والذكر الحسن بعد الموت.
4. أو لأن المال سيذهب للورثة لا محالة، فيفضل أن يتصدق به وهو في ملكه.
● مشهد ساعة الاحتضار قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ»):
- يصور النبي ﷺ مشهداً واقعياً للإنسان عند الموت، وهو يحاول أن يوصي بماله للفقراء أو في وجوه الخير.
- فيقال له: «قد كان لفلان»، أي أن الوقت قد فات، فالمال لم يعد ملكك لتصرف فيه، بل قد صار ملكاً للورثة الشرعيين. فتصرفك فيه بعد الموت أو عند الاحتضار ليس صدقة منك، بل هو وصية، وله أحكامه وشروطه التي قد لا تتحقق.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تفاضل أعمال البر: ليست كل الصدقات متساوية في الأجر، فثوابها يتفاوت بحسب حال المتصدق ونيته ووقت إخراجها.
2- السبق إلى الخير: يستحب المسارعة إلى فعل الخيرات في حال الصحة والقوة، قبل أن يحال بين المرء وبين عمله بالمرض أو الموت. قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10].
3- قوة اليقين والتوكل: الصدقة في حال الشح والخوف من الفقر هي اختبار حقيقي ليقين العبد برزق الله وتوكله عليه. هي تجرد من حب الدنيا وثقة بوعد الله {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزكاة (١٤١٩) ومسلم في الزكاة (١٠٣٢) كلاهما من طريق عبد الواحد، حدّثنا عمارة بن القعقاع، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا أبو هريرة قال: فذكره، واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه بهذا الإسناد، وإنما أحال على لفظ حديث قبله.
وقوله: ﴿وَالسَّائِلِينَ﴾ فيه ترغيب، أي لا ترده صفر اليدين، وقد جاء في الحديث: عن عبد الرحمن بن بجيد، عن جدته أم بجيد -وكانت ممن بايع رسول اللَّه ﷺ أنها قالت: يا رسول اللَّه، إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد شيئًا أعطيه إياه، فقال
لها رسول اللَّه ﷺ: «إن لم تجدي شيئًا تعطينه إياه، إلا ظلفا محرّقا فادفعيه إليه في يده».
حسن: رواه أبو داود (١٦٦٦) والترمذي (٦٦٥) والنسائي (٢٥٧٤) وابن خزيمة (٢٤٧٣) كلهم من طريق الليث، عن سعد بن أبي سعيد، عن عبد الرحمن بن بجيد، عن جدته أم بجيد، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن بجيد -بضم الباء وفتح الجيم- مصغرًا، روى له الجماعة، وذكره ابن حبان في ثقاته (٣/ ٢٥٥) وهو حسن الحديث. وقيل: له رؤية، وذكره بعضهم في الصحابة.
وقوله: ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 86 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تمهل حتى إذا بلذت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا

  • 📜 حديث: لا تمهل حتى إذا بلذت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تمهل حتى إذا بلذت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تمهل حتى إذا بلذت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تمهل حتى إذا بلذت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب