حديث: بداية صوم رمضان ونهايته برؤية الهلال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٨٥)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غمّي عليكم الشهر فعدّوا ثلاثين».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (١٩٠٩) ومسلم في الصيام (١٩: ١٠٨١) كلاهما من طريق شعبة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غمّي عليكم الشهر فعدّوا ثلاثين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمُ الشَّهْرُ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ».


1. شرح المفردات:


● صوموا: امتنعوا عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله.
● لرؤيته: أي لرؤية هلال شهر رمضان المبارك.
● أفطروا: أنهوا الصيام وأحلّوا المفطرات، والمقصود الإفطار من صوم رمضان ودخول عيد الفطر.
● غمّي عليكم: حُجب عنكم الهلال واختفى بسبب الغيم أو القتر أو ما يشابه ذلك.
● فعدوا ثلاثين: فأكملوا عدة شهر شعبان ثلاثين يومًا ثم صوموا، أو أكملوا شهر رمضان ثلاثين يومًا ثم أفطروا.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث أصل عظيم في إثبات دخول شهر رمضان وخروجه برؤية الهلال، وهو من الأسس التي أجمع عليها المسلمون.
● "صوموا لرؤيته": أي إذا رأيتم هلال رمضان فابدؤوا الصيام.
● "وأفطروا لرؤيته": أي إذا رأيتم هلال شوال فأفطروا وأعلنوا انتهاء الصيام وبداية عيد الفطر.
● "فإن غمّ عليكم الشهر": إذا تعذرت رؤية الهلال بسبب الغيم أو الغبار أو غير ذلك من العوائق.
● "فعدوا ثلاثين": أي أكملوا شهر شعبان ثلاثين يومًا ثم صوموا، أو أكملوا شهر رمضان ثلاثين يومًا ثم أفطروا.
وهذا يدل على أن الاعتماد في إثبات الشهر القمري هو على الرؤية البصرية، لا على الحساب الفلكي في الأصل، وهو مذهب جمهور العلماء.


3. الدروس المستفادة:


1- التسليم والانقياد لأمر النبي ﷺ في كيفية إثبات دخول الشهر وخروجه.
2- التيسير على الأمة ورفع الحرج عنها، حيث أمر بإكمال العدة عند عدم التمكن من الرؤية.
3- وحدة الأمة وجمع كلمتها على رؤية واحدة، حيث يأمر ولي الأمر بالصوم والفطر وفق الرؤية الشرعية.
4- التعاون والتآخي بين المسلمين في البحث عن الهلال وإبلاغ بعضهم بعضًا.
5- بيان أن الشرع يأمر بالعمل باليقين والاحتياط في العبادة، فإذا شُك في الهلال أُكملت عدة الشهر السابق ثلاثين يومًا.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث متفق عليه: رواه البخاري (1909) ومسلم (1081).
- اختلف العلماء في العمل بالحساب الفلكي في إثبات الهلال، والراجح أنه لا يعتمد عليه إذا خالف الرؤية الشرعية، لكنه قد يستأنس به في حالات الشك.
- إذا رأى الهلال شخص واحد عدل، فإنه يعمل برؤيته عند جمهور العلماء، خلافًا لمن اشترط اثنين أو أكثر.
- إذا اختلفت البلاد في الرؤية، فالمعتمد عند كثير من العلماء أن لكل بلد رؤيته، ما دامت البلاد متباعدة بالمطالع.

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يبلغنا رمضان أعوامًا عديدة، وأن يعيننا على طاعته وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (١٩٠٩) ومسلم في الصيام (١٩: ١٠٨١) كلاهما من طريق شعبة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.
وأما ما روي عن واثلة بن الأسقع أن رسول اللَّه ﷺ قال: «أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان» فهو ضعيف.
رواه أحمد (١٦٩٨٤) والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٨٥) وفي الأوسط (٣٧٥٢) والبيهقي في السنن (١٨٨١٩) وشعب الإيمان (٢٢٤٨) والأسماء والصفات (ص ٢٣٣ - ٢٣٤) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (١٨١٨) كلهم من حديث عمران القطان، عن قتادة، عن أبي ألمليح، عن واثلة ابن الأسقع فذكره.
قال الطبرانيّ في الأوسط: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان، ولا يروى عن رسول اللَّه ﷺ إلا بهذا الإسناد.
قال الأعظمي: وعمران القطان هو ابن داور -بفتح الواو وبعدها راء- أبو العوام مختلف فيه فضعّفه ابن معين وأبو داود والنسائي.
وقال الدارقطني: «كان كثير المخالفة»، ومشّاه الآخرون غير أن الضابط في مثل هؤلاء: لا يقبل حديثهم إذا انفردوا عن شيخ كثير الرواية مثل قتادة وغيره.
وخالفه في إسناده عبيد اللَّه بن أبي حميد.
رواه أبو يعلى (٢١٩٥) عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن عبيد اللَّه، عن أبي المليح، عن جابر بن عبد اللَّه موقوفًا.
وعبيد اللَّه هو: ابن حميد الهذلي أبو الخطاب البصري ضعيف باتفاق أهل العلم.
قال الحاكم وأبو نعيم: «يروي عن أبي المليح وعطاء مناكير».
ورواه إبراهيم بن طهمان، عن قتادة من قوله، ولم يجاوز به. قاله البيهقي في الأسماء والصفات. وإبراهيم لم يلقَ قتادة.
وله شاهد من حديث ابن عباس مرفوعًا: «أنزلت الصحف على إبراهيم في ليلتين من شهر رمضان وأنزل الزبور على داود في ست من رمضان، وأنزلت التوراة على موسى لثمان عشرة من رمضان، وأنزل القرآن على محمد ﷺ لأربع وعشرين من رمضان».
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦/ ٢٠٢) من طريق تمام بن محمد، عن أبي عمر محمد بن موسى بن فضالة القرشي، نا أبو قصي، نا أبي، عن علي هو ابن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.
وأبو قصي هو إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن إسماعيل العذري.
يقول الذهبي في السير (٤/ ١٨٥): «المحدث العالم، روى عن أبيه، وروى عنه الطبرانيّ والحافظ أبو علي النيسابوري وغيرهما».
وأما أبوه فترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٢/ ٢٠) ولم يذكر من روى عنه غير ابنه، ولم يتكلم فيه بجرح وتعديل فهو «مجهول العين».
وله شاهد آخر عن عائشة إلا أنه موقوف عليها.
رواه الخلال في أماليه (٣٢) حدّثنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، حدّثنا محمد ابن حيوية المروزي، حدّثنا عبد اللَّه بن حماد الآملي، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا عبد الرحمن ابن يحيى الصدفي أبو شيبة قال: حدثني حبان بن أبي جبلة، عن عائشة قالت: أنزلت الصحف الأولى أول يوم من رمضان، وأنزلت التوراة في ستة من رمضان، وأنزل الإنجيل في اثني عشر من رمضان، وأنزل الزبور في ثمانية عشر من رمضان، وأنزل القرآن في أربعة وعشرين من رمضان.
وفيه محمد بن حيوية المروزي إنْ كان هو الكرخي فهو متهم، وإن كان غير ذلك فلا أعرفه، وبقية الرجال بين صدوق وثقة.
والخلاصة فيه أنه لم يسلم طريق من هذه الطرق من ضعيف أو متروك أو انقطاع مع المخالفة في الإسناد والمتن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 98 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بداية صوم رمضان ونهايته برؤية الهلال

  • 📜 حديث: بداية صوم رمضان ونهايته برؤية الهلال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بداية صوم رمضان ونهايته برؤية الهلال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بداية صوم رمضان ونهايته برؤية الهلال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بداية صوم رمضان ونهايته برؤية الهلال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب