حديث: يرحم الله ابن عفراء والثلث والثلث كثير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (١٨٠)﴾

عن سعد بن أبي وقاص قال: جاء النبي ﷺ يعودني وأنا بمكة، وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها قال: «يرحم اللَّه ابن عفراء» قلت: يا رسول اللَّه، أوصي بمالي كله؟ قال: «لا» قلت: فالشطر؟ قال: «لا» قلت: الثلث؟ قال: «الثلث والثلث كثير، إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم، وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك، وعسى اللَّه أن يرفعك فينفع بك ناس ويضر بك آخرون» ولم يكن له يومئذ إلا ابنة.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٤٢) ومسلم في الوصية (١٦٢٨) كلاهما من طريق سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص، قال: فذكره، واللفظ للبخاري ولم يسق مسلم لفظه، وإنما أحال على لفظ حديث قبله.

عن سعد بن أبي وقاص قال: جاء النبي ﷺ يعودني وأنا بمكة، وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها قال: «يرحم اللَّه ابن عفراء» قلت: يا رسول اللَّه، أوصي بمالي كله؟ قال: «لا» قلت: فالشطر؟ قال: «لا» قلت: الثلث؟ قال: «الثلث والثلث كثير، إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم، وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك، وعسى اللَّه أن يرفعك فينفع بك ناس ويضر بك آخرون» ولم يكن له يومئذ إلا ابنة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شروح الحديث المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وهو من السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد أخرجه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الوصايا، باب الوصية بالثلث.

شرح المفردات:


● يعودني: يزورني ليطمئن على صحتي وأنا مريض.
● ابن عفراء: كنية أم سعد رضي الله عنه، وكانت تسمى "حمنة بنت أبي سفيان بن أمية" وتكنى بأم عفراء.
● أوصي بمالي كله: أترك وصية بجميع مالي للصدقة.
● الشطر: النصف.
● عالة: فقراء محتاجين.
● يتكففون الناس: يسألون الناس ويمدون أيديهم للطلب.
● اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك: الطعام الذي تطعمه لزوجتك.

شرح الحديث:


1- زيارة النبي ﷺ لسعد في مرضه: جاء النبي ﷺ يزور سعدًا رضي الله عنه عندما مرض في مكة، وكان النبي ﷺ يكره أن يموت سعد في مكة التي هاجر منها، فدعا له بقوله: "يرحم الله ابن عفراء" وهي أم سعد، فدعا له بالرحمة.
2- استشارة سعد للرسول ﷺ في الوصية: سأل سعد النبي ﷺ عن إمكانية وصيته بكل ماله في سبيل الله، فأجابه النبي ﷺ: "لا"، ثم سأله عن النصف فأجابه: "لا"، ثم سأله عن الثلث فأجابه: "الثلث والثلث كثير".
3- الحكمة من تحديد الوصية بالثلث: بين النبي ﷺ الحكمة من ذلك بقوله: "إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس"، فالمحافظة على مال الورثة وعدم إفقارهم أولى من التصدق بكل المال أو بأكثره.
4- باب الصدقات الواسع: وسع النبي ﷺ مفهوم الصدقة ليشمل كل إنفاق في الخير، حتى اللقمة التي يطعمها الرجل لزوجته، فكل نفقة في طاعة الله هي صدقة.
5- الدعاء لسعد: ختم النبي ﷺ حديثه بدعاء لسعد: "وعسى الله أن يرفعك فينفع بك ناس ويضر بك آخرون"، وقد تحقق هذا الدعاء، حيث عاش سعد طويلاً وكان من كبار القادة في الفتوحات الإسلامية.

الدروس المستفادة:


1- فضل عيادة المريض وسنة زيارة المرضى وتفقد أحوالهم.
2- مشروعية الوصية ولكن بحدود معقولة لا تضر بالورثة.
3- الحد الأقصى للوصية هو الثلث كما بينه النبي ﷺ، وهو رأي جمهور العلماء.
4- الأولوية لإعالة الورثة والمحافظة على أموالهم من التلف.
5- سعة مفهوم الصدقة في الإسلام لتشمل كل نفقة في الخير.
6- بركة دعاء النبي ﷺ وتحقق وعوده ودعواته.

فوائد إضافية:


- كان لسعد رضي الله عنه ابنة واحدة فقط وقت هذه الواقعة، ثم رزقه الله بعد ذلك أولادًا ذكورًا.
- هذا الحديث أصل في باب الوصايا والصدقات، ويدل على حكمة الشريعة ومراعاتها لمصالح العباد.
- فيه دليل على أن النفقة على الزوجة والأهل من الصدقات التي يؤجر عليها المسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٤٢) ومسلم في الوصية (١٦٢٨) كلاهما من طريق سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص، قال: فذكره، واللفظ للبخاري ولم يسق مسلم لفظه، وإنما أحال على لفظ حديث قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 92 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يرحم الله ابن عفراء والثلث والثلث كثير

  • 📜 حديث: يرحم الله ابن عفراء والثلث والثلث كثير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يرحم الله ابن عفراء والثلث والثلث كثير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يرحم الله ابن عفراء والثلث والثلث كثير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يرحم الله ابن عفراء والثلث والثلث كثير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب