حديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٧٨)﴾

عن أبي هريرة أنه عام فتح مكة قتلت خزاعة رجلًا من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية، فقام رسول اللَّه ﷺ فقال: «إن اللَّه حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين، ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ألا وإنها أحلت لي ساعة من نهار، ألا وإنها ساعتي هذه حرام، لا يختلى شوكها، ولا يعضد شجرها، ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما يودى وإما يقاد». . . الحديث.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الديات (٦٨٨٠) ومسلم في الحج (١٣٥٥) كلاهما من طريق شيبان،
عن يحيى، أخبرني أبو سلمة، أنه سمع أبا هريرة، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

عن أبي هريرة أنه عام فتح مكة قتلت خزاعة رجلًا من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية، فقام رسول اللَّه ﷺ فقال: «إن اللَّه حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين، ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ألا وإنها أحلت لي ساعة من نهار، ألا وإنها ساعتي هذه حرام، لا يختلى شوكها، ولا يعضد شجرها، ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما يودى وإما يقاد». . . الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، والمتفق على صحته (رواه البخاري ومسلم)، يتناول حرمة مكة المكرمة وتشريعات القصاص والدية، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
أولاً: شرح المفردات:
● حَبَسَ عن مكة الفيل: منع جيش أبرهة وأفياله من تخريب مكة وإهلاك أهلها.
● سَلَّطَ عليهم رسوله والمؤمنين: أعطى النبي ﷺ والمسلمين السلطة والقدرة على فتح مكة.
● لَا تُحِلُّ: لا تُبَاحُ (أي لا يجوز فيها القتال وسفك الدماء وأخذ الأموال بغير حق).
● لَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا: لا يُقْطَعُ نباتها الأخضر (مثل الحُمَّض والإِذْخِر وغيرها).
● لَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا: لا يُقْطَعُ شجرها.
● لَا يُلْتَقَطُ سَاقِطَتُهَا إِلَّا مُنْشِدٌ: لا يُرَفَّعُ شيءٌ سقط من مالٍ إلا بقصد الإعلان عنه وإرجاعه لصاحبه.
● يُودَى: يُعْطَى الدية (مالٌ معينٌ يُدفع لورثة القتيل).
● يُقَادُ: يُقْتَصُّ منه بالقتل.
ثانياً: شرح الحديث:
يحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه عن واقعة بعد فتح مكة، حيث قتلت قبيلة خزاعة (وهي حليفة للرسول ﷺ ودخلت في الإسلام) رجلاً من بني ليث انتقاماً لقتيل لهم قُتِلَ في الجاهلية. هذا الفعل كان بناءً على ثأر جاهلي، وهو ما ألغاه الإسلام.
فقام النبي ﷺ خطيباً في الناس ليُبَيِّنَ لهم عدة أمور مهمة:
1- تفضيل مكة وتكريمها: بدأ ﷺ بذكر نعمة الله على مكة حين حمى بيته الحرام من جيش أبرهة وأفياله، ثم أنعم عليهم بأعظم نعمة وهي إرسال رسوله ﷺ وتمكين المؤمنين منها فتحاً بدون قتال (إذ دخلها سلماً). هذا التذكير يؤكد على مكانة هذه البلد الحرام.
2- تأكيد حرمة مكة: بيَّن ﷺ أن حرمة مكة أمرٌ إلهيٌّ قديم، فهي لم تَحِلُّ لأحدٍ قبله من الأنبياء والرسل، أي لم يُؤذَنْ لأحدٍ بالقتال فيها، ولا تَحِلُّ لأحدٍ بعده إلى يوم القيامة. ثم استثنى ﷺ أن الله أحلها له ساعة من نهار فقط، وهي لحظة فتح مكة، حيث أذن الله له بالقتال فيها بسبب نقض قريش للعهد، ثم عادت حرمتها إلى ما كانت عليه بعد انتهاء تلك الساعة. فجمع بين بيان الفضيلة العامة والاستثناء المؤقت.
3- مظاهر حرمة مكة: ثم عدد ﷺ بعض المظاهر العملية لهذه الحرمة، والتي تشمل:
● لا يُخْتَلَى شَوْكُهَا: يحرم قطع نباتها الأخضر الذي ينبت بنفسه (من غير زراعة بشر)، إكراماً لها.
● لا يُعْضَدُ شَجَرُهَا: يحرم قطع أشجارها المعمرة.
● لا يُلْتَقَطُ سَاقِطَتُهَا إِلَّا مُنْشِدٌ: يحرم أخذ اللقطة (المال المفقود) فيها إلا بنية التعريف بها وإرجاعها إلى صاحبها، فلا يأخذها أحدٌ لنفسه. وهذا من تعظيم حرمات الله فيها.
4- حكم القصاص والثأر الجاهلي: ثم انتقل ﷺ إلى الحادثة مباشرة، فبَيَّنَ التشريع الإسلامي فيمن قُتِل له قتيل، فقال: «وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ». أي أن ولي الدم (ورثة القتيل) مخير بين خيارين كريمين:
● إمَّا أن يُودَى: أي يقبل الدية (مبلغ من المال) ويصفح.
● أو أن يُقَاد: أي يطلب القصاص فيُقتل القاتل.
فلا يجوز لهم أن يفعلوا كما فعلت خزاعة، فيقتلوا بريئاً بجريمة آخر، أو يقتلوا دون الرجوع إلى حكم الشرع. وهذا إبطال كامل لنظام الثأر الجاهلي.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- تعظيم حرمات الله: الحديث يؤكد على وجوب تعظيم حرمات الله تعالى، ومكة لها مكانة عظيمة يجب احترامها وتقديسها.
2- الانتصار للشرع ورفض العادات الجاهلية: موقف النبي ﷺ كان حاسماً في إبطال عادة الثأر التي كانت من شرور الجاهلية، وإقرار حكم الله في القصاص والدية.
3- العدل ورفض الظلم: التشريع الإسلامي في القصاص يحقق العدل ويمنع الظلم والتعدي، بإعطاء ولي الدم الخيار بين العفو أو القصاص، ضمن ضوابط شرعية.
4- رحمة الإسلام وسماحته: تخيير ولي الدم بين الدية أو القصاص يتضمن معنى الرحمة والتيسير، وحث على العفو والصفح الذي هو أفضل الدرجات.
5- تحريم الاعتداء على البيئة: النهي عن قطع النبات والشجر في الحرم يدل على عناية الإسلام بالبيئة والحفاظ على التوازن البيئي، حتى
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الديات (٦٨٨٠) ومسلم في الحج (١٣٥٥) كلاهما من طريق شيبان،
عن يحيى، أخبرني أبو سلمة، أنه سمع أبا هريرة، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 89 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين

  • 📜 حديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب