عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتي

حديث: عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٨٧)﴾

عن عدي بن حاتم قال: لما نزلت: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول اللَّه ﷺ فذكرت له ذلك فقال: «إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٦) ومسلم في الصيام (١٠٩٠) كلاهما من حديث حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال»)، والإمام مسلم في صحيحه (كتاب الصيام، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر). وهو حديث صحيح متفق عليه، مما يزيده قوة وثبوتًا.
### القصة الموجزة
يحكي الصحابي الجليل عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه تجربة شخصية له بعد نزول آية الصيام في سورة البقرة، والتي يأمر الله تعالى فيها بعدم الأكل والشرب وغيرها من المفطرات {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}. فهم عدي رضي الله عنه الآية حرفيًا، فأخذ حبلين (عقالين) أحدهما أسود والآخر أبيض ووضعهما تحت وسادته ليراقبهما ليلاً حتى يتبين له الفجر! فلما لم يستطع التمييز بينهما في الظلام، ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستفسرًا، فبيَّن له النبي الكريم أن المقصود هو بياض النهار وسواد الليل.

1. شرح المفردات:

* عَقَال: (جمعها: عِقَال) وهو الحبل الذي يُشَدُّ به البعير، أو حبل صغير بشكل عام.
* وَسَادَتِي: ما يُتَّكأ عليه، وسادة النوم.
* فَلا يَسْتَبِينُ لي: فلا يظهر لي ويتبين، فلا أستطيع التمييز بينهما.
* غَدَوْتُ: ذهبت في وقت الغداة (أي أول النهار).
* إِنَّمَا: أداة حصر، تفيد أن المقصود هو هذا المعنى وحده وليس غيره.

2. شرح الحديث:

* السياق والسبب: نزلت الآية الكريمة لتحدد وقت بداية الصوم، وهو طلوع الفجر الصادق. وكان بعض الصحابة، ومنهم عدي بن حاتم، يظنون أن "الخيط الأبيض" و "الخيط الأسود" المقصودين في الآية هما حبلان حقيقيان من هذا القبيل.
* الفعل العملي للصحابي: أخذ عدي رضي الله عنه حبلين حقيقيين بلونين مختلفين ووضعهما قريبًا منه ليرى متى يبدأ التمييز بين لونهما في ضوء الصباح، معتقدًا أن هذه هي علامة بدء الصيام.
* التصحيح النبوي: عندما عرض الأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قضى على هذا الفهم الحرفي المادي وأوضح المراد الحقيقي من الآية بأسلوب بليغ وسهل، فقال: «إِنَّمَا ذَلِكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ». أي أن المقصود هو التمييز بين بياض ضوء النهار (الذي يبدأ مع الفجر الصادق) وسواد ظلمة الليل.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- وجوب الرجوع إلى فهم النبي صلى الله عليه وسلم: الحديث دليل واضح على أن فهم القرآن لا يكون بالرأي المجرد، بل必须 بالرجوع إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي بُعث ليبين للناس ما نزل إليهم. فالنبي هو المفسر الأول للقرآن.
2- سعة أفق الصحابة وحرصهم على الفهم: فعل عدي رضي الله عنه يدل على حرص الصحابة الشديد على تطبيق القرآن بدقة، وعدم تهاونهم في أمور الدين، حتى إنهم كانوا يأخذون بالاحتياط.
3- التيسير ورفع الحرج: بيان النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليُزيل الحرج والمشقة، فجعل العلامة ظاهرة للجميع (طلوع الفجر) وليست شيئًا يحتاج إلى تجربة شخصية معقدة.
4- الأسلوب التربوي النبوي: لم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم عديًا على فهمه، بل صحح له بلطف ووضوح، مما يدل على حلمه وحكمته في التعليم.
5- ضبط وقت العبادة: الحديث يحدد بدقة وقت بدء الصوم، وهو طلوع الفجر الصادق، الذي يبدأ معه بياض النهار في الانتشار في الأفق مع سواد الليل المتبقي.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* الفرق بين الفجر الصادق والكاذب: الفجر الكاذب: بياض مستطيل في السماء كذنب السرحان (ذيل الذئب) يظهر ثم يعم الظلام again. وأما الفجر الصادق فهو البياض المستطير المنتشر المعترض في الأفق، وهو علامة بدء وقت صلاة الفجر والصيام.
* الحكمة من التعبير بالخيط: جاء التعبير القرآني بالخيط للتقريب للذهن، فكما أن الخيطين المتجاورين يسهل تمييز أحدهما عن الآخر عند وجود نور،كذلك يسهل تمييز نور الصباح (الخيط الأبيض) عن ظلمة الليل (الخيط الأسود) عند طلوع الفجر.
* الاستدلال بالحديث: يستدل العلماء بهذا الحديث على أن معيار بدء الصوم هو طلوع الفجر الصادق الذي يظهر للعيان، وليس مجرد سماع الأذان (فإذا سمعت الأذان وكنت ترى أن الفجر لم يطلع بعد، فلك أن تأكل حتى تتيقن طلوعه).

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٦) ومسلم في الصيام (١٠٩٠) كلاهما من حديث حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم فذكره. واللفظ للبخاري.
وفي رواية عندهما قال له رسول اللَّه ﷺ: «إن وسادتك إذا لعريض، أن كان الخيط الأبيض تحت وسادتك» البخاري (٤٥٠٩) ومسلم (١٠٩٠).
وفي لفظ عند البخاريّ (٤٥١٠): «إنّك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين» ثم قال: «لا، بل هو سواد الليل وبياض النهار».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 106 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتي

📜 حديث: عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية