حديث: نساؤكم حرث لكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٢٢٣)﴾

عن ابن عباس قال: أتى ناس من حمير إلى رسول اللَّه ﷺ فسألوه عن أشياء، فقال له رجل: إني أحب النساء فكيف ترى؟ فأنزل اللَّه تعالى: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ﴾.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢/ ٤٠٤) عن يونس بن عبد الأعلى قراءة، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عامر بن يحيى، عن حنش بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: أتى ناس من حمير إلى رسول اللَّه ﷺ فسألوه عن أشياء، فقال له رجل: إني أحب النساء فكيف ترى؟ فأنزل اللَّه تعالى: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أتى ناس من حمير إلى رسول اللَّه ﷺ فسألوه عن أشياء، فقال له رجل: إني أحب النساء فكيف ترى؟ فأنزل اللَّه تعالى: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ﴾.

1. شرح المفردات:


● حمير: قبيلة معروفة من اليمن.
● أحب النساء: أي أرغب فيهن وأشتهي الجماع.
● حرث لكم: الزرع الذي تزرعونه؛ والمقصود به هنا موضع الولد.

2. شرح الحديث:


جاء رجل من قبيلة حمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن حكم الجماع مع النساء، حيث كان يحبه ويرغب فيه، فأنزل الله تعالى الآية الكريمة: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 223].
والمعنى: أن النساء مثل الأرض التي يزرعها الرجل؛ فكما أن الزرع لا ينبت إلا في مكانه الصحيح، فكذلك الولد لا يكون إلا من الموضع الطبيعي للجماع، وهو القبل. وفي هذا توجيه إلى أن يكون الجماع في المكان الطبيعي (القبل) دون الدبر، لأن المقصود من الزواج هو التناسل والتكاثر، بالإضافة إلى الاستمتاع بالحلال.
وقوله: "فأتوا حرثكم أنى شئتم" يعني: أن الزوج له أن يأتي زوجته كيفما شاء من الأوضاع ما دام في المكان الطبيعي (القبل)، بشرط أن يكون ذلك بالتراضي بينهما وبما لا يضر بأحدهما.

3. الدروس المستفادة:


- بيان حكمة الله تعالى في تشريع الجماع في المكان الطبيعي (القبل) وتحريم الدبر، لأنه مخالف للفطرة ومكان القذارة.
- توجيه الرغبة الجنسية إلى الحلال والطريق الطبيعي، مع مراعاة الآداب الشرعية.
- التأكيد على أن الزواج ليس للاستمتاع فقط، بل also للتناسل وتكوين الأسرة.
- أهمية تقوى الله في كل الأمور، including العلاقة الزوجية.
- بيان أن الإسلام يشرع للاستمتاع بالحلال مع الالتزام بالضوابط الشرعية.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- استدل العلماء بهذا الحديث على تحريم إتيان المرأة في دبرها، لأن الله شبه النساء بالحرث، والحرث لا يكون إلا في المكان الطبيعي.
- كما استدلوا به على جواز التمتع بالزوجة بكافة الأوضاع الشرعية ما دام في القبل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢/ ٤٠٤) عن يونس بن عبد الأعلى قراءة، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عامر بن يحيى، عن حنش بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عباس فذكره.
وابن لهيعة فيه كلام معروف، ولكن روى عنه عبد اللَّه بن وهب وهو أحد العبادلة، وروايتهم عنه أعدل من غيرهم، فيحسن حديثه.
وذكر عنه سبب آخر في نزول هذه الآية وهو ما رواه الإمام أحمد (٢٤١٤) من وجه آخر عن
عامر بن يحيى المعافري بإسناده بلفظ: أنزلت هذه الآية في أناس من الأنصار أتوا النبي ﷺ فسألوه فقال رسول اللَّه ﷺ: «ائتها على كل حال، إذا كان في الفرج».
وفي إسناده رشدين بن سعد وهو ضعيف.
فهل يقال: إن في نزول هذه الآية عدة أسباب؟ أو أنها نزلت لسبب واحد، وبقية الأسباب ذكرها ابن عباس استنباطا واجتهادًا منه، وهذا أقرب إلى الصواب.
وعن سعيد بن جبير أنه قال: بينا أنا ومجاهد جالسان عند ابن عباس، أتاه رجل فوقف على رأسه فقال: يا أبا العباس -أو يا أبا الفضل- ألا تشفيني عن آية المحيض؟ فقال: بلى، فقرأ: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ﴾ حتى بلغ إلى آخر الآية، فقال ابن عباس: من حيث جاء الدم، من ثم أمرت أن تأتي. فقال له الرجل: يا أبا الفضل، كيف بالآية التي تتبعها ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾، فقال: إي ويحك! وفي الدبر من حرث؟ لو كان ما تقول حقا لكان المحيض منسوخا، إذا اشتغل من هاهنا جئت من هاهنا، ولكن ﴿أَنَّى شِئْتُمْ﴾ من الليل والنهار.
رواه ابن جرير في تفسيره (٣/ ٧٥٠) وابن أبي حاتم في التفسير (٢/ ٤٠٢) بإسنادهما، واللفظ لابن جرير، وفيه عمار الدهني حسن الحديث.
ففي هذه الأحاديث: المنع من إتيان النساء فيما سوى فروجهن، وهو أمر جاء النقل فيه عن رسول اللَّه ﷺ من أوجه كثيرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 147 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نساؤكم حرث لكم

  • 📜 حديث: نساؤكم حرث لكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نساؤكم حرث لكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نساؤكم حرث لكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نساؤكم حرث لكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب