حديث: ثلاثة وددت أن رسول الله لم يفارقنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٢٨١)﴾

عن ابن عمر قال: خطب عمر على منبر رسول اللَّه ﷺ فقال: وجاء فيه: «وثلاثة وددت أن رسول اللَّه ﷺ لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهدًا: الجد والكلالة، وأبواب من أبواب الربا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأشربة (٥٥٨٨)، ومسلم في التفسير (٣٠٣٢) كلاهما من حديث أبي حيان التيمي، عن الشعبي، عن ابن عمر، قال: خطب عمر على منبر رسول اللَّه ﷺ فذكره في حديث أطول منه.

عن ابن عمر قال: خطب عمر على منبر رسول اللَّه ﷺ فقال: وجاء فيه: «وثلاثة وددت أن رسول اللَّه ﷺ لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهدًا: الجد والكلالة، وأبواب من أبواب الربا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يروي لنا موقفًا عظيمًا من مواقف الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويظهر فيه حرصه الشديد على اتباع السنة وعدم تجاوزها، مع اعترافه بجهله ببعض المسائل التي لم يتبين له حكمها بشكل قاطع من الكتاب والسنة.

أولاً. شرح المفردات:


● خطب عمر: أي ألقى خطبة على الناس.
● على منبر رسول الله ﷺ: المنبر هو المكان المرتفع الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عليه، وكان عمر يخطب من نفس المكان تكريمًا له واتباعًا لسنته.
● وددت: أي تمنيت.
● لم يفارقنا: أي لم يمت ويتركنا.
● يعهد إلينا عهدًا: أي يوصينا وصية واضحة أو يبين لنا حكمًا مفصلاً.
● الجد: هو والد الأب.
● الكلالة: هي من مات وليس له ولد ولا والد.
● أبواب من أبواب الربا: أنواع من المعاملات الربوية التي قد يشتبه حكمها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام يخطب الناس على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر خلال خطبته أنه يتمنى لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى يبين لهم بيانًا واضحًا ثلاث قضايا كانت تشكل عليه وعلى بعض الصحابة، وهي:
1- قضية الجد: أي كيف توزع الإرث عندما يوجد جد (أب الأب) مع الإخوة، فهذه المسألة كانت موضع اجتهاد بين الصحابة، وتمنى عمر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد بينها تفصيلاً.
2- قضية الكلالة: وهي من مات وليس له ولد ولا والد، كيف توزع تركته، وقد ورد ذكر الكلالة في القرآن الكريم ولكن التفاصيل كانت تحتاج إلى بيان من النبي صلى الله عليه وسلم.
3- بعض أبواب الربا: وهي معاملات ربوية قد تكون خفية أو معقدة، ويتمنى عمر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد بينها بشكل واضح ليحذروها جميعًا.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حرص الصحابة على اتباع السنة: فها هو عمر رضي الله عنه، مع مكانته العلمية وعمق فهمه، يتحرج أن يجتهد في مسألة لم يسمع فيها نصًا صريحًا من النبي صلى الله عليه وسلم.
2- الاعتراف بالجهل فضيلة: فالعالم الجليل قد لا يعلم كل شيء، والاعتراف بالجهل في بعض المسائل من علامات التقوى والورع.
3- اهتمام الإسلام بالمعاملات المالية: خاصة مسائل الربا التي حرمها الله تعالى تحريمًا شديدًا، وحرص الصحابة على معرفة تفاصيلها لاجتنابها.
4- الحث على الوصية: إذ أن عمر رضي الله عنه تمنى أن يعهد النبي صلى الله عليه وسلم عهدًا (أي وصية) في هذه المسائل، مما يدل على أهمية الوصية في الأمور المهمة.
5- الاجتهاد في موضع النص: فإن عمر رضي الله عنه وأصحابه اجتهدوا في هذه المسائل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بناء على القواعد العامة التي تعلموها منه.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن عمر رضي الله عنه كان شديد التحري في الدين، ولم يكن يتسرع في الفتوى دون علم.
- مسألة الجد مع الإخوة كانت من المسائل التي اختلف فيها الصحابة، فبعضهم كان يرى أن الجد يأخذ كل الإرث إذا لم يوجد أب، وبعضهم كان يرى مشاركته للإخوة، وقد اجتهدوا فيها بعد ذلك.
- الكلالة ذكرت في القرآن في قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176]، ولكن التفاصيل الفقهية كانت تحتاج إلى بيان عملي من النبي صلى الله عليه وسلم.
- الربا هو من الكبائر، وقد حذر الله تعالى منه في القرآن الكريم، وكان الصحابة حريصين على معرفة جميع صوره لاجتنابها.
فهذا الحديث يعلمنا التواضع في العلم، والحرص على اتباع السنة، والتحري في الأمور الشرعية، وخصوصًا في المسائل المالية التي تتعلق بالربا المحرم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأشربة (٥٥٨٨)، ومسلم في التفسير (٣٠٣٢) كلاهما من حديث أبي حيان التيمي، عن الشعبي، عن ابن عمر، قال: خطب عمر على منبر رسول اللَّه ﷺ فذكره في حديث أطول منه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 198 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة وددت أن رسول الله لم يفارقنا

  • 📜 حديث: ثلاثة وددت أن رسول الله لم يفارقنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة وددت أن رسول الله لم يفارقنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة وددت أن رسول الله لم يفارقنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة وددت أن رسول الله لم يفارقنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب