حديث: هذه نسخت ما قبلها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ

عن أبي سعيد الخدري أنه تلا: ﴿فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ قال: هذه نسخت ما قبلها.

حسن: رواه ابن ماجه (٢٣٦٥)، وابن المنذر في تفسيره (٧٤)، والبيهقي (١٠/ ١٤٥) كلهم من حديث محمد بن مروان، قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي نضرة، عن أبيه، عن أبي سعيد فذكره.

عن أبي سعيد الخدري أنه تلا: ﴿فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ قال: هذه نسخت ما قبلها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديث الذي أشار إليه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يتعلق بآية من آيات القرآن الكريم، وسأشرحه لك مفصلاً وفق ما ورد في كتب أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن أبي سعيد الخدري أنه تلا: ﴿فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ قال: هذه نسخت ما قبلها.
(رواه البخاري في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا: جزء من الآية 283 من سورة البقرة، ومعناها: إذا وثق بعضكم بعضًا وائتمنه.
● نسخت: أي أبطلت وحلت محل ما قبلها، والنسخ في الشرع: رفع الحكم السابق بحكم لاحق.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يشير إلى قضية النسخ في القرآن، حيث يبين أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن الآية التي فيها قوله تعالى: ﴿فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ قد نسخت الحكم الوارد في الآيات السابقة لها في نفس السورة.
السياق:
في سورة البقرة، تناول الله تعالى أحكام الديون والكتابة والشهادة، حيث قال تعالى في الآيات السابقة:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ﴾ إلى قوله: ﴿وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا﴾ [البقرة: 282].
ثم قال تعالى بعد ذلك:
﴿وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ﴾ [البقرة: 283].
معنى النسخ هنا:
المقصود أن الآية التي فيها الأمر بالرهن (أي الوكالة والضمان بالرهن) عند عدم وجود كاتب، ثم قوله: ﴿فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ أي إذا وثق الدائن بالمدين واطمئن إليه بدون كتابة أو رهن، فإن ذلك يجوز ويقوم مقام الكتابة والرهن.
فالنسخ هنا ليس إبطالاً تامًا، بل هو تخصيص وتخفيف، حيث أن الآية التي قبلها أوجبت الكتابة والاشهاد، ثم جاءت هذه الآية لتبين أنه إذا وجدت الثقة والأمانة بين الطرفين، فلا حرج في عدم الكتابة أو الاشهاد.


3. الدروس المستفادة منه:


● مرونة الشريعة الإسلامية: حيث راعت الظروف المختلفة للناس، فشرعت الرخصة عند الحاجة.
● الأمانة والثقة بين المسلمين: من أعظم القيم في الإسلام، حتى أن الثقة بين المتعاملين تُغني عن بعض الإجراءات الشكلية.
● فهم القرآن بالقرآن: حيث أن الآيات تشرح بعضها بعضًا، والنسخ يكون رحمة وتيسيرًا.
● العمل بالرخصة عند الحاجة: لا حرج في الأخذ بالرخص الشرعية عندما تتوفر شروطها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا النوع من النسخ يسمى "نسخ التخصيص" أو "التخفيف"، حيث أن الحكم العام السابق خُصص بهذه الآية.
- العلماء اختلفوا في تحديد نوع النسخ هنا، فبعضهم saw it as تخصيص للآية السابقة، وبعضهم saw it as نسخ للوجوب إلى الجواز.
- القاعدة الأصولية: "النسخ يكون من الحكم الثابت إلى حكم آخر"، وهنا كان النسخ من الإلزام بالكتابة إلى الجواز بدونها عند وجود الأمانة.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٣٦٥)، وابن المنذر في تفسيره (٧٤)، والبيهقي (١٠/ ١٤٥) كلهم من حديث محمد بن مروان، قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي نضرة، عن أبيه، عن أبي سعيد فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن مروان وهو العقيلي أبو بكر البصري، ويقال: العجلي، مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخطئ.
وشيخه عبد الملك بن أبي نضرة العبدي البصري. قال الدراقطني: لا بأس به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 199 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذه نسخت ما قبلها

  • 📜 حديث: هذه نسخت ما قبلها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذه نسخت ما قبلها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذه نسخت ما قبلها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذه نسخت ما قبلها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب