حديث: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ نسختها الآية التي بعدها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ
صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٥٤٦) عن إسحاق، أخبرنا روح، أخبرنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ قال: أحسبه ابن عمر فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث: عن رجل من أصحاب رسول الله ﷺ قال: (أحسبه ابن عمر) - ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ﴾ قال: نسختها الآية التي بعدها.
(رواه البخاري في صحيحه)
### أولاً. شرح المفردات
● أحسبه: أي أظنه أو أعتقد أنه. هذا من توثيق الراوي الذي سمع القول، حيث شك قليلاً في تعيين الصحابي ثم رجح أنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
● نسختها: النَّسْخ في термиinology الشرعي: هو رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر عنه. والمراد هنا أن الآية التي نزلت بعدها أبطلت العمل بحكم هذه الآية.
● الآية التي بعدها: وهي قوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286].
### ثانيًا. شرح الحديث
السياق والنزول:
كانت الآية الكريمة ﴿وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ﴾ [البقرة: 284] قد نزلت، فشق ذلك على الصحابة رضي الله عنهم، لأنها تعني أن الله سيحاسبهم حتى على مجرد ما يخطر في أنفسهم من وساوس وخواطر، وهذا أمر لا يستطيع الإنسان السيطرة عليه أو منعه.
بيان النسخ:
فأنزل الله تعالى بعدها الآية التي تليها مباشرة في ترتيب المصحف، وهي قوله: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ إلى قوله: ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾ [البقرة: 286].
ففي هذه الآية توبة من الله تعالى على الأمة ورفعٌ للإصر الذي كان عليهم. وقد فسر الصحابة، ومنهم ابن عمر رضي الله عنهما، أن هذه الآية الأخيرة هي التي نسخت الإشكال والحكم المتعلق بالمحاسبة على ما في الأنفس، فأصبح الحكم النافذ هو أن الله لا يحاسب العبد على مجرد ما يخطر بباله من وساوس، ما لم يتكلم به أو يعمل به. وهذا من رحمة الله تعالى ولطفه بعباده.
طبيعة النسخ:
النسخ هنا ليس إلغاءً للآية من المصحف، بل هي باقية تتلى، ولكن النسخ وقع في الحكم الذي تفيده، فلم يعد العمل على ظاهرها من المحاسبة على كل خاطر، بل حُمل على أن المراد بالمحاسبة هو ما استقر في النفس وعزم عليه القلب، لا ما هاج ومرّ مجرد مرور.
### ثالثًا. الدروس المستفادة
1- سعة رحمة الله تعالى: هذا الحديث من أعظم الأدلة على رحمة الله بعباده وتيسيره عليهم، حيث رفع عنهم الحرج والمشقة فيما لا طاقة لهم به.
2- رفع الحرج عن الأمة: من قواعد الشريعة الإسلامية الأساسية رفع الحرج وعدم تكليف الإنسان بما لا يستطيع، لقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78].
3- الفرق بين الوسوسة والعزم: لا يؤاخذ الإنسان على الوساوس التي تعرض له ما دام لم يستسلم لها ويوافق عليها بقلبه. فالمعصية تكون بالاستمرار في الخاطرة والاسترسال معها، أو بالقول والفعل.
4- فهم القرآن بالقرآن: هذا المثال يبين كيف يُفسر القرآن بعضه بعضًا، وكيف أن آية تنسخ حكم آية أخرى، مما يدل على أهمية فهم النصوص في إطارها الكلي وليس مجتزأة.
5- حرص الصحابة على الفهم: يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على فهم دينهم بدقة، وعدم التردد في السؤال والبحث عن clarifications clarifications من النبي ﷺ أو بذل الجهد في الفهم حتى ينزل الوحي بالبيان.
### رابعًا. معلومات إضافية
- هذا النوع من النسخ (نسخ الحكم مع بقاء التلاوة) هو أحد أنواع النسخ الثلاثة، وهو واقع في القرآن.
- ذهب جمهور العلماء إلى أن المحاسبة المنفية هي على مجرد الخواطر والوساوس التي لا إرادة للإنسان فيها. أما ما يعقد عليه القلب ويصمم عليه، فإنه يؤاخذ به ولو لم يعمل به، لقول النبي ﷺ: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ».
- هذا البيان من ابن عمر رضي الله عنهما هو من قبيل التفسير النبوي، فقد تلقاه الصحابة عن رسول الله ﷺ، كما هو مصرح به في روايات أخرى للحديث.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وقوله: أي عمدا كما قال ابن عباس.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 202 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 177 أنفقوا من طيبات ما كسبتم
- 178 من أفضل العناوين المقترحة للحديث: **"خير الطعام ما كان من عمل...
- 179 أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله...
- 180 يد الله ملأى لا تغيضها نفقة
- 181 رجل تصدق فأخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
- 182 ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء
- 183 المسكين الذي يتعفف ولا يسأل الناس إلحافًا
- 184 من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف
- 185 المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة
- 186 تحريم تجارة الخمر بعد قراءة آيات الربا
- 187 آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه
- 188 نهى النبي عن ثمن الكلاب وثمن الدم وآكل الربا وموكله
- 189 الرجل الذي في النهر آكلوا الربا
- 190 ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى...
- 191 ولا يقبل الله إلا الطيب
- 192 تلقّت الملائكة روح رجل فقالوا: أعملت من الخير شيئًا؟
- 193 من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله الله في ظله
- 194 من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس...
- 195 من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثليه صدقة
- 196 آخر شيء نزل من القرآن: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى...
- 197 آخر اية نزلت من القرآن الكريم
- 198 ثلاثة وددت أن رسول الله لم يفارقنا
- 199 هذه نسخت ما قبلها
- 200 اشترى رسول الله طعامًا بنسيئة ورهن درعه
- 201 قد أنزلت عليك هذه الآية، ولا نطيقها
- 202 وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ نسختها الآية التي...
- 203 قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا
- 204 ابن عمر يبكي عند تلاوة الآية ويقول: لئن أخذنا الله...
- 205 قولوا: سمعنا وأطعنا نسختها آية لا يكلف الله نفسا إلا...
- 206 ما تجاوز الله عنه من حديث النفس ما لم يتكلم...
- 207 إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم
- 208 القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن
- 209 قلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانًا
- 210 قتل الأنبياء من الكبائر
- 211 ائذنوا له بئس ابن العشيرة
- 212 كل مولود يمسه الشيطان إلا مريم وابنها
- 213 لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة
- 214 دعا رسول الله ﷺ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم...
- 215 كتاب النبي ﷺ إلى هرقل: أسلم تسلم يؤتك الله أجرك...
- 216 عقوبة الحلف الكاذب لأخذ مال المسلم
- 217 من حلف على سلعة ليوقع فيها مسلما
- 218 لو يعطى الناس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم
- 219 كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم
- 220 بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح
- 221 أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه
- 222 كان إسرائيل أخذه عرق النسا فجعل لله عليه إن شفاه...
- 223 المسجد الحرام أول مسجد وضع في الأرض ثم المسجد الأقصى
- 224 ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم
- 225 رسول الله يمشي بين الأوس والخزرج لفض النزاع
- 226 وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ
معلومات عن حديث: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ نسختها الآية التي بعدها
📜 حديث: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ نسختها الآية التي بعدها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ نسختها الآية التي بعدها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ نسختها الآية التي بعدها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ نسختها الآية التي بعدها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








