حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٢٦) من طرق عن وكيع، عن سفيان، عن آدم بن سليمان مولى خالد، قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ويبين كيف كان تفاعل الصحابة مع الوحي، ورحمة الله تعالى بهم، وتيسيره عليهم. وإليك الشرح الوافي للحديث:
أولاً. شرح المفردات:
● نزلت هذه الآية: المقصود بها قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284].
● دخل قلوبهم منها شيء: أي أصابهم خوف وقلق شديد من هذه الآية.
● سمعنا وأطعنا وسلمنا: أي استسلمنا وانقادنا لأمر الله تعالى.
● ألقى الله الإيمان في قلوبهم: أي ثبّت الإيمان وزاده في قلوبهم.
● لا تُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا: أي لا يطلب الله من الإنسان إلا ما يقدر عليه.
● رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا: دعاء بأن لا يعاقبهم الله على النسيان أو الخطأ غير المتعمد.
● إِصْرًا: أي عبئاً ثقيلاً أو تكليفاً شاقاً.
● مَوْلَانَا: أي ناصرنا وحافظنا.
ثانياً. شرح الحديث:
يحدثنا ابن عباس رضي الله عنهما عن موقف مهم في تاريخ الدعوة الإسلامية، عندما نزلت آية المحاسبة على ما في النفوس، وهي قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}، ففهم الصحابة الكرام منها أن الله سيحاسبهم حتى على الخواطر والوساوس التي تمر في نفوسهم، مما سبب لهم قلقاً شديداً لم يشعروا بمثله من قبل، لأنهم أدركوا عظمة المسؤولية ودقة المحاسبة.
فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستسلام الكامل لله تعالى بقول: "سمعنا وأطعنا وسلمنا"، أي نقبل بما جاء من الله دون تردد أو اعتراض، ونسلم لحكمه تعالى. فلما استجاب الصحابة لهذا التوجيه النبوي، وأعلنوا انقيادهم، أنزل الله تعالى عليهم السكينة والطمأنينة، وثبت الإيمان في قلوبهم.
ثم أنزل الله تعالى الآيات التالية من سورة البقرة (آية 286) التي فيها التيسير والرحمة، حيث بيّن تعالى أنه لا يكلف نفساً فوق طاقتها، وأن الإنسان يحاسب على ما كسبه من أعمال صالحة أو طالحة، ثم جاء الدعاء العظيم الذي علمه الله للأمة: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}، فاستجاب الله تعالى بقوله: "قد فعلت"، أي أن الله لا يؤاخذ على النسيان والخطأ غير المتعمد. ثم قال: {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا}، فأجاب الله: "قد فعلت"، أي لم يجر على هذه الأمة من الأغلال والتكاليف الشاقة ما حمل على الأمم السابقة. ثم ختم الدعاء بقوله: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}، فأجاب الله: "قد فعلت"، أي أن الله لا يكلفهم ما لا يطيقون.
ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:
1- عظم رحمة الله تعالى بهذه الأمة: حيث خفف عنها ما كان على الأمم السابقة من تكاليف شاقة.
2- الإيمان يزيد بالطاعة والانقياد: كما حصل للصحابة عندما استجابوا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
3- الخوف من الله تعالى من صفات المؤمنين: حيث خشي الصحابة من محاسبة الله حتى على ما في النفوس.
4- الاستسلام والانقياد لله من أسباب تثبيت الإيمان: كما قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران: 159].
5- الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها: وهذا من أعظم مبادئ العدل الإلهي.
6- الاعتراف بالعجز والالتجاء إلى الله بالدعاء: كما في الدعاء المذكور في الآية.
7- بيان أن الخطأ والنسيان مغفور: إذا كان غير متعمد.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بتفسير القرآن.
- الآية الأولى (284 من سورة البقرة) نزلت في بداية الأمر، ثم نسخها الله تعالى بآية التيسير (286 من سورة البقرة) في رواية بعض المفسرين، وقيل: إن المحاسبة على ما في النفوس باقية ولكن على سبيل الفضل والرحمة، لا على سبيل الإلزام والعقاب.
- الدعاء الوارد في آخر سورة البقرة (آية 286) من الأدعية العظيمة التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها، فقد استجاب الله تعالى لها كما في هذا الحديث.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يثبت قلوبنا على دينه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 203 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 178 من أفضل العناوين المقترحة للحديث: **"خير الطعام ما كان من عمل...
- 179 أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله...
- 180 يد الله ملأى لا تغيضها نفقة
- 181 رجل تصدق فأخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
- 182 ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء
- 183 المسكين الذي يتعفف ولا يسأل الناس إلحافًا
- 184 من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف
- 185 المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة
- 186 تحريم تجارة الخمر بعد قراءة آيات الربا
- 187 آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه
- 188 نهى النبي عن ثمن الكلاب وثمن الدم وآكل الربا وموكله
- 189 الرجل الذي في النهر آكلوا الربا
- 190 ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى...
- 191 ولا يقبل الله إلا الطيب
- 192 تلقّت الملائكة روح رجل فقالوا: أعملت من الخير شيئًا؟
- 193 من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله الله في ظله
- 194 من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس...
- 195 من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثليه صدقة
- 196 آخر شيء نزل من القرآن: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى...
- 197 آخر اية نزلت من القرآن الكريم
- 198 ثلاثة وددت أن رسول الله لم يفارقنا
- 199 هذه نسخت ما قبلها
- 200 اشترى رسول الله طعامًا بنسيئة ورهن درعه
- 201 قد أنزلت عليك هذه الآية، ولا نطيقها
- 202 وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ نسختها الآية التي...
- 203 قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا
- 204 ابن عمر يبكي عند تلاوة الآية ويقول: لئن أخذنا الله...
- 205 قولوا: سمعنا وأطعنا نسختها آية لا يكلف الله نفسا إلا...
- 206 ما تجاوز الله عنه من حديث النفس ما لم يتكلم...
- 207 إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم
- 208 القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن
- 209 قلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانًا
- 210 قتل الأنبياء من الكبائر
- 211 ائذنوا له بئس ابن العشيرة
- 212 كل مولود يمسه الشيطان إلا مريم وابنها
- 213 لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة
- 214 دعا رسول الله ﷺ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم...
- 215 كتاب النبي ﷺ إلى هرقل: أسلم تسلم يؤتك الله أجرك...
- 216 عقوبة الحلف الكاذب لأخذ مال المسلم
- 217 من حلف على سلعة ليوقع فيها مسلما
- 218 لو يعطى الناس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم
- 219 كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم
- 220 بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح
- 221 أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه
- 222 كان إسرائيل أخذه عرق النسا فجعل لله عليه إن شفاه...
- 223 المسجد الحرام أول مسجد وضع في الأرض ثم المسجد الأقصى
- 224 ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم
- 225 رسول الله يمشي بين الأوس والخزرج لفض النزاع
- 226 وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ
- 227 عذاب الزقوم لو قطرت قطرة لامرت على الارض
معلومات عن حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا
📜 حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








