حديث: كل مولود يمسه الشيطان إلا مريم وابنها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٥) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٣٦)﴾

عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «ما من مولود إلا والشيطان يمسُّه حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها» ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: ﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٤٨) ومسلم في الفضائل (٢٣٦٦) كلاهما من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «ما من مولود إلا والشيطان يمسُّه حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها» ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: ﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه بيان لحكمة إلهية ورحمة نبوية. وإليك الشرح الوافي للحديث على منهج أهل السنة والجماعة:

1. شرح المفردات:


● مولود: كل طفل يولد من البشر.
● يَمَسُّه: يلمسه أو يصيبه بشيء من أذاه أو وسوسته.
● يَسْتَهِلُّ صَارِخًا: يرفع صوته بالبكاء عند الولادة.
● مريم وابنها: السيدة مريم عليها السلام وابنها النبي عيسى عليه السلام.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل طفل يولد من بني آدم يلمسه الشيطان لحظة ولادته، فيبكي الطفل من هذا المس، إلا مريم وابنها عيسى عليهما السلام، فقد استثناهما الله تعالى من هذه القاعدة بحكمته ورحمته.
ثم يستدل أبو هريرة رضي الله عنه بقوله تعالى:
﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [آل عمران: 36]
وهذه الآية الكريمة هي دعاء امرأة عمران أم مريم عندما نذرت ما في بطنها محرراً لله، فاستجاب الله دعاءها وحفظ مريم وابنها من الشيطان.
المعنى الإجمالي:
الشيطان يحاول إفساد فطرة الإنسان منذ لحظة ولادته، ولكن الله تعالى بحكمته جعل هذا المس سبباً لبكاء الطفل، وهو ليس مساً مؤذياً جسدياً بالضرورة، بل قد يكون وسوسة أو نفثاً يرمز إلى محاولة الشيطان إغواء بني آدم منذ بداية حياتهم. أما مريم وعيسى فقد حفظهما الله بحكمته وأمنهما من هذا المس.

3. الدروس المستفادة:


● عظمة قدرة الله وحكمته: حيث خص مريم وابنها بالحفظ دون سائر البشر.
● فضل الدعاء والاستعاذة بالله: كما فعلت أم مريم، فدعاؤها كان سبباً لحفظ ذريتها.
● بيان عداوة الشيطان للإنسان: فهو لا يتركه حتى في لحظة ولادته.
● الحث على التعوذ من الشيطان: خاصة للأطفال، كما شرع النبي صلى الله عليه وسلم الأذان في أذن المولود.
● تفضيل مريم وعيسى عليهما السلام: حيث خصهما الله بهذه الكرامة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا المس لا يعني أن المولود يصبح مذنباً أو نجساً، بل الفطرة سليمة كما في الحديث: «كل مولود يولد على الفطرة»، ولكن الشيطان يحاول إغواءه منذ البداية.
- يستحب للأب أن يؤذن في أذن مولوده اليمنى ويقيم الصلاة في اليسرى، كما ورد في السنن، لطرد الشيطان.
- الحديث يدل على أن الشيطان له تأثير في بني آدم، ولكن الله جعل للإنسان وسائل للتحصين كالذكر والدعاء.
- اختلف العلماء في معنى "المس"، فمنهم من قال: هو نفخ الشيطان في الصدر، ومنهم من قال: هو الوسوسة، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٤٨) ومسلم في الفضائل (٢٣٦٦) كلاهما من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.
قوله: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾ هذه الجملة معترضة، أخبر اللَّه فيها بأنه لا يحتاج إلى إعلامها ولا إعلام أحد، بل هو سبحانه يعلم بأن المولودة تكون أنثى قبل أن تعلمها أمها وقبل أن تضعها، ويعلم أن هذه الأنثى أحسن من الذكر الذي كانت ترغب فيه امرأة عمران لكونه أقوى وأقدر وأنسب لخدمة بيت المقدس، وقد كانتْ نذرتْ للَّه أن ما في بطنها يكون محرّرا لذلك.
فهذه المولودة أفضل من ذلك الذكر لأنها ستكون أُمًّا لنبيٍّ عظيم، وتكون من سيدات نساء الجنة، فهذا الكلام من اللَّه عز وجل، وليس من امرأة عمران تحسُّرا على وضعها الأنثى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 212 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل مولود يمسه الشيطان إلا مريم وابنها

  • 📜 حديث: كل مولود يمسه الشيطان إلا مريم وابنها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل مولود يمسه الشيطان إلا مريم وابنها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل مولود يمسه الشيطان إلا مريم وابنها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل مولود يمسه الشيطان إلا مريم وابنها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب